الغالي شقيفات يكتب : زيارة باهتة!!

21يناير 2023
القُرّاء الأعزاء الأفاضل، نفتح هذه المساحة للزميل جمال ضحاوي الصحفي والمحامي من ولاية جنوب دارفور نيالا ليطل عليكم بمقاله عن زيارة السيد وزير المالية لنيالا…
وزير المالية.. إنفاقٌ على زيارة باهتة.. وإمساكٌ على التعليم..!!!

في الوقت الذي فيه جميع مؤسسات التعليم بالبلاد مُعطّلة ومُغلقة، وشبح الجهل والأمية تُحاصرنا من كل جانب، مما يعني مؤشرات أكيدة لضياع عام دراسي وانهيار التعليم بالكامل.
وفي ظل الظروف الإنسانية القاسية “جوع وقتل ونهب وحرق ونزوح ومخدرات” وغيرها تُحاصرنا.. وزير مالية بلادنا الدكتور جبريل إبراهيم يقوم بزيارة رسمية لولاية جنوب دارفور، دفع فيها من الأموال بسخاء لاستقباله دُون أن تُحدِّثه نفسه بأنّ جميع مدارس التعليم الحكومي مُغلقة بسبب فشله في سداد مستحقات المُعلِّمين!!
فالوزير جعل من نفسه كأنه اللاعب ميسي قائد المنتخب الأرجنتيني وما أدخله من فرحة وسرور في شعب بلاده بعد الفوز بكأس العالم، وكان مستحقاً حفاوة الاستقبال تلك.
ولكن لكم أن تتخيّلوا رجلاً يحمل أعلى الدرجات العلمية شهادة “الدكتوراه”، بجانب أنه وزيرٌ للمالية، بدلاً من أن يكون منفقاً على التعليم بالكرم الحاتمي، ينفق على زيارة باهتة بسخاءٍ، ويتجابن على المُعلِّم في حقوقه.
نعم، مازلنا بكل أسف نفترض الغَبَاء على البُسطاء، فكيف مَن لا يجعل التعليم والمُعلِّم نصب عينيه، أن يهتم بالمشاريع التنموية؟ إنها عهود كاذبة مللنا من تكرارنا.
منذ متى الجهل والأمية تبنيان وطناً، غير أنهما تُدمِّرانه ونتيجةً لعدم الاهتمام بالتعليم البلاد، أصبحت أكبر سوق لترويج المخدرات الآن، أفلا ترون؟ وهذا نتاجٌ طبيعيٌّ عندما يُهمل التعليم ويُهان فيه المُعلِّم!!
من أراد الدنيا فعليه بالعلم، ومن أراد الآخرة فعليه بالعلم يا دكتور جبريل، فكيف تشييد الكباري والمستشفيات وغيرها وأنت تُكرِّس الجهل بالبلاد؟!
فأنا لا استغرب إن كان جبريل هذا مُجرّد جنرال لا يُجيد القراءة والكتابة وما أكثرهم، هؤلاء لم يعرفوا مكانة العلم والعلماء.
ولكن استغرب مَن يحمل أرفع الدرجات العلمية عُلوّاً فكيف يتجاهل التعليم وهو يحمل تاجه فوق رأسه؟!
فوا أسفاً على السودان بلد الحظ التعيس، المسؤول فيه لا ضمير، ولا أخلاق، ولا إِحساس بالمسؤولية، ولا خَجلَ، ولا يعترف بالفشل أو القُصُور، والله لو كُنت في مكان الوزير جبريل لما خَطَرَ على بالي هذه الزيارة، فقط خجلاً من القصور، هذا إن لم استقل.
جمال ضحاوي المحامي نيالا
تعليق:
شكراً للأستاذ جمال ضحاوي، على الإطلالة البهية.
معلومٌ، إن مثل هذه الحشود تأتي وتذهب كسابقاتها وتنتهي بدون أي تأثيرات على الأرض، وهي مواءمة عابرة، وقد اجتهدت لجنتهم ووفد المقدمة، وهذا جهد المقل يجب أن تُشكرهم حركتهم عليه، وكلنا نعلم أن الحشود المصنوعة ينتهي مفعولها بمجرد ما ينفض الجمع والأمر ليس لمُواطن دارفور البسيط فيه شيءٌ، بل إنّها صراعات بعيدة مسرحها نيالا، وهي صراعات أحكامها الجبرية تشبه الرياح والعواصف التي تجري عكس ما تشتهي السفن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى