نص كلمة: حافظ عبد الرحمن .. الهوية السمعية للموسيقى

(1)
يتملكني إحساس حقيقي ويقين لا يطاله الشك أبداً أن للموسيقار حافظ عبدالرحمن (أصبع سادس) هو الذي يقوم بكل الأدوار التقليدية لتنفيذ معزوفاته الموسيقية التي تنفذ القلب مباشرة دون استئذان .. وحافظا يمثل مدرسة خاصة في مجال الموسيقى البحتة .. له مؤلفات موسيقية تعبِّر عن التراث النغمي والإيقاعي للشعب السوداني .. وهو تقريبا تجول في الأنماط الموسيقية والإيقاعية كافة. ومقطوعاته ذات ثراء نغمي وفيها قدر عالٍ من الخيال والقدرة على التلوين والتصوير بالفلوت .. ومقطوعة مثل (الأيام الخالدة) كانت سبباً في خلوده في وجدان الشعب السوداني .. ولعله بتلك المقطوعة دون إسقاط الأخريات أصبح لحافظ عبدالرحمن (بصمة خاصة) وهي أكثر تعبيراً عن شخصيته وهويته .
(2)
وجزئية الهوية والشخصية الاعتبارية قضية لا يجب التغافل ولعل بنك الخرطوم انتبه لتلك القضية من التصميم الموحد لكل فروع البنك ورغم أن فروع البنك تقع في مباني مختلفة التصميم ولكن الواجهات والمداخل كلها .. وهي يدلل علي بمسألة الهوية البصرية والسمعية .. وبرنامج مثل أغاني وأغاني أعتمد موسيقى أغنية (لما ترجع بالسلامة) والتي كتبها كنص شعري الراحل دكتور علي شبيكة ولحنها الموسيقار الراحل السني الضوي وتغنى بها ثنائي العاصمة .. تلك المقطوعة اصبحت هي الهوية السمعية لأغاني وأغاني ومنحت البرنامج ميزة الشخصية الاعتبارية .. وذلك بعكس برنامج ( يلا نغني) الرمضاني على قناة البلد الذي أغفل صانعوه مسألة الهوية تلك في موسيقى شعار البرنامج أو حتى في المقطوعة الموسيقية التي يتم تقديمها مع بداية كل حلقة وهي رغم تركيبتها اللحنية ولكنها بلا هوية واضحة ولا تعبِّر عن التراث الموسيقي السوداني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى