شاكر رابح يكتب : في ذكرى ثورة ديسمبر

21 ديسمبر 2022

في ظل ذكرى ثورة ديسمبر المجيدة وعقب مرور أربعة أعوام على اندلاعها في ١٩ ديسمبر ٢٠١٨م، وهي مناسبة وطنية عظيمة، حريٌّ بنا الوقوف عندها، والتأمُّل فيما صاحبها من زخم وتحرُّكات واحتجاجات شعبية ودعم خارجي من هنا وهناك، ومقابلة تلك الثورة بكثير من العُنف والتنكيل من قِبل الأجهزة الرسمية إلى أن قيض الله لها ابناً من أبناء السودان البارين القائد حميدتي الذي أشعل الحماسة وألهب الجماهير بتصريحاته الداعمة للثورة والثوار، وبعيدا عن السؤال التقليدي هل حققت الثورة أهدافها ومراميها؟ والذي سوف نجيب عليه في مساحة أخرى.
فإنّ إحياء ذكرى الثورة في الواقع هي وقفة جليلة، المغزى لتحفظها ذاكرة الأجيال القادمة، بالضرورة هنا أن نذكر الموقف التاريخي للفريق أول محمد حمدان دقلو نائب رئيس مجلس السيادة لدى مُخاطبته لقوات الدعم السريع في منطقة طيبة في ٢٤ ديسمبر، الذي كان بمثابة انطلاق صافرة بداية العد التنازلي لزوال حكم الإنقاذ، وقد حمل ذلك الخطاب مضامين ومؤشرات إيجابية ومهمة لتطرقه بشفافية للأزمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية الخانقة، وتبيان مدى انسداد الأفق أمام إيجاد مخرج وحلول للأزمة السياسية، رسائل حميدتي التي دعت الحكومة لإجراء معالجات سريعة في ملفات كثيرة مرتبطة بنظام الحكم ومُحاربة الفساد وإرساء دعائم دولة القانون والحكم المدني وكان قد وجّه قواته (بعدم التدخُّل وإظهار العُنف تجاه التظاهرات السلمية الحضارية المحمية بالقانون) والتي كانت بمثابة دعم وضوء أخضر للقِوى السياسية التي تقف خلف التغيير ورسالة مطمئنة وإيجابية للثوار، وبهذا الموقف يكن السودانيون الوطنيون لـ”حميدتي” مكانة خاصّة، وظلت هذه المكانة راسخة، بل زادت خلال الأعوام التي مضت رغم الشد والجذب والخلافات التي تنشب بين الفينة والأخرى بين المكونيْن العسكري والمدني، وانحياز حميدتي للثورة شكّل مفخرة لها وعربوناً لنجاحها مما جعلها ترتقي متفردةً في سلميتها ومشروعيتها نحو التغيير الجذري للنظام والتمكين للثوار لإقامة دولة القانون والمبادئ الديمقراطية، وانحياز القائد المبكر للثورة هي تضحية تفادى فيها مآلات مجهولة العواقب.
وفي إطار تحقيق التغيير التدريجي المأمول، قد تابعنا في الأسبوع الماضي، المساعي المبذولة من القائد في إطار توقيع الإعلان السياسي الإطاري من أجل تحقيق التوافق الوطني بين أهل السودان، التوقيع على الاتفاق يُعد استجابة للمطالب التي رفعها الشارع والرغبات المُلحة للقِوى السياسية التي نادت بإنهاء إجراءات ٢٥ أكتوبر قبل الماضي، وهذا يُعد تطوُّراً غير مسبوق في إطار التسوية السياسية الشاملة، وهنا نجدد التحية والتقدير للقائد الذي سعى بخطىً ثابتة نحو تحقيق آمال الجماهير وما زال مناصراً للشعب في كافة قضاياه السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
وأرى أنه في ظل الظروف والتعقيدات السياسية الراهنة، نأمل أن تُوحِّد كل القوى السياسية جهودها من أجل تحقيق الوفاق الوطني والسّلام المُستدام واستقرار البلاد واستكمال عملية التحوُّل المدني الديمقراطي.

والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل،،،

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى