نجم الدين موسى عبد الكريم: السودان عند مفترق طرق حاسم

السودان عند مفترق طرق حاسم

نجم الدين موسى عبد الكريم

السودان عند مفترق طرق حاسم في انتقاله إلى السلام والتنمية المستدامة والنمو لجميع شعبه، سيكون العام المقبل محوريًا في تعزيز الحوكمة وضمان الاستعدادات السلسة للمستقبل حيث يمكن تجسيد تطلعات جميع السودانيين والعمل معًا من أجل مستقبل أفضل.

وفي الوقت نفسه، في حين شهدت البلاد سنوات غير مسبوقة من التغيير في المرحلة الانتقالية، فإن 12.5 مليون من الأشخاص الأكثر حرمانًا وضعفًا في السودان غير قادرين على الحصول على ما يكفي من الغذاء والمياه والأدوية والحصول على التعليم والخدمات الأساسية الأخرى لمواصلة حياتهم.

على مدى السنوات الماضية، تغيرت طبيعة ونطاق الاحتياجات الإنسانية بشكل كبير في جميع أنحاء البلاد. اليوم، هناك الملايين من الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد ولا يمكنهم تلبية احتياجاتهم الغذائية بالكامل حيث تفاقمت الأزمة الاقتصادية المحلية بسبب جائحة  كورونا  العالمية والتحديات الاقتصادية العالمية المتمثلة في ارتفاع التضخم وتعطل سلاسل التوريد والصراع مؤخرًا في أوكرانيا.

تم وضع وتطوير خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2023 بالتعاون مع الأمم المتحدة والشركاء الإنسانيين للاستجابة للاحتياجات الإنسانية الأكثر أهمية في السودان. هذه الخطة هي نتيجة للجهود الجماعية للجهات الفاعلة والمجموعات الإنسانية الرئيسية في البلاد وتهدف إلى البحث عن أوجه التآزر مع استراتيجيات الحكومة وأولوياتها لمعالجة الاحتياجات الإنسانية والحد منها.

ستسعى الخطة جاهدة لضمان أن الأشخاص الأكثر ضعفًا- النازحون داخليًا-، سواء في حالات النزوح المطول أو النازحين حديثًا، واللاجئين من جنوب السودان وإثيوبيا ودول أخرى، والمجتمعات المضيفة المعرضة للخطر وانعدام الأمن الغذائي، وغيرها – يتلقون المساعدة الإنسانية والدعم الذي هم يحتاجون.

كما تركز الخطة بشدة على تلبية احتياجات النساء والأطفال والمعاقين وغيرهم من الفئات الضعيفة بطريقة كريمة ومراعية للنوع الاجتماعي.

اتخذت حكومة السودان عدة خطوات مهمة وجريئة في معالجة الأسباب الجذرية لمواطن الضعف التي تجعل الناس بحاجة إلى المساعدة ، واستعادة السلام، وضمان الحريات ودفع عجلة النمو الاقتصادي لجميع السودانيين. ومع ذلك، فإن الوضع الاقتصادي الصعب والتغييرات التي تمر بها البلاد منذ عام 2018 قد أثرت على تنفيذ العديد من البرامج والاستراتيجيات.

تمتلك حكومة السودان الإرادة السياسية والتفاني في التعامل مع دوافع الاحتياجات الإنسانية وضمان حلول دائمة لجميع الأشخاص المستضعفين الذين يحتاجون إلى تلك الحلول.

كما ندرك تمامًا أن العملية ستستغرق سنوات قبل أن نبدأ في رؤية نتائج ملموسة. وسيكون دعم المجتمع الدولي في هذه الرحلة حاسمًا وفعالًا.

أود أن أشكر وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية والمنظمات غير الحكومية الوطنية والشركاء والمنظمات الإنسانية الأخرى على تزويد ملايين الأشخاص في جميع أنحاء السودان بالغذاء والصحة والتغذية والتعليم والمياه وغيرها من المساعدات لسنوات عديدة. كما أود أن أشكر الدول المانحة على دعمها السخي وآمل أن تواصل دعمها السخي لملايين السودانيين واللاجئين المستضعفين في جميع أنحاء البلاد خلال هذه الأوقات غير المسبوقة من التغيير والانتقال.

* المفوض العام/ مفوضية العون الانساني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى