الغالي شقيفات يكتب : مباحث الفاشر

15 ديسمبر 2022 م
لا يشعر بنعمة الأمن إلا من فَقَدَ الأمان والاستقرار، وقد شهدت ولايات دارفور حروباً وأحداثاً كبيرة أدّت إلى إفرازات سالبة كالنزوح واللجوء، وانتشر النهب المُسلّح وتجارة المُخدّرات وتهريب الممنوعات العابرة للحدود، وقدمت القوات النظامية تضحيات كبيرة في سبيل توفير الأمن وحفظ الممتلكات العامة، وقدّمت في سبيل ذلك مئات الشهداء، وفي ولاية شمال دارفور التي تشهد أحداثاً متفرقة يوماً بعد آخر من سرقات ونهب وتجارة مخدرات وتعدٍ على ممتلكات الغير وجرائم قتل داخل المدينة، وإدارة مكافحة المخدرات والمباحث الفيدرالية رغم الإمكانيات الشحيحة يبذلان جُهوداً كبيرة، وأحياناً كثيرة المواطن نفسه لا يساعد الجهات الأمنية في القبض على الجناة، بل في بعض الأحيان السارق يجد التعاطف من ذويه وعشيرته، وإذا لم يرفع أهل شمال دارفور شعار “السارق ما عندو قبيلة”، فإنهم سيدفعون الثمن غالياً، ولا أدري كيف ندافع عن أشخاص أدمنوا العيش على عرق الآخرين، وقدّموا صورة مشوّهة لمواطن الولاية..؟!
وكانت لجنة أمن ولاية شمال دارفور قد أصدرت بياناً حول الحادثة التي وقعت يوم “الثلاثاء” بميدان القوز في بالفاشر، التي راح على إثرها مواطن، وقالت إنها تأتي في إطار تنفيذ أمر قبض صادر عن القوات المشتركة السودانية التشادية بشأن سيارة مسروقة من دولة تشاد.

وقال مقرر لجنة أمن الولاية، العميد شرطة عبد الرحمن مهدي حمد: “إن قوة من المباحث الفيدرالية نفذت هذا الأمر، وتابع: أثناء التنفيذ تم إطلاق أعيرة نارية أصيب على إثرها الفقيد، الذي قال انه تم إسعافه لمستشفى الفاشر وتوفي إلى رحمة مولاه”، وأكد أنه تم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية والإدارية بشأن الحادثة.
وفي سياق متّصل، أغلق مُحتجون من ذوي القتيل، طرقاً رئيسية بوسط مدينة الفاشر، وأضرموا النيران على إطارات السيارات أدى إلى شل حركة المواطنين تنديداً لمقتل ابنهم في تلك الحادثة.
وبحسب الخبر الرئيسي الذي نشرته الزميلة أميرة من شمال دارفور، فإنّ القتيل من دولة تشاد ومعروف التداخل بين السودان وتشاد، ولكن هذا لا يعطي الحق لذويه وأهله في السودان بإغلاق الطرق وشل الحركة وتعطيل مصالح الشعب السوداني، هذه مسؤولية السفارة التشادية بالخرطوم وليست لغيرها.
ومن خلال خبر الأستاذة أميرة وبيان لجنة أمن الولاية هذا إجراء قانوني، والشرطة قامت بواجبها في تنفيذ أمر القبض، والكل يجب أن يَحترم القانون، لأنّ السرقات أصبحت هاجساً يُؤرِّق مضاجع مواطن الولاية، والأمر يتطلّب المزيد من الحسم ومنح الشرطة والقوات النظامية المزيد من الصلاحيات. وعلى الوالي نمر حسم الفوضى وتحفيز رجال المباحث ومكافحة المخدرات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى