Site icon صحيفة الصيحة

اجتماع الرياض بين الصين والغرب.. رسائل محدِّدة الهدف والتصويب

البرهان في السعودية

اجتماع الرياض بين الصين والغرب.. رسائل محدِّدة الهدف والتصويب

تقرير- مريم أبَّشر

وسط ترقب واهتمام دولي وإقليمى تلتئم غداً بالعاصمة السعودية الرياض وبحضور أكثر من  (30) قائد دولة، ومنظمة دولية القمة العربية الصينية.

ويشارك السودان بوفد ترأسه رئيس المجلس السيادي الفريق البرهان الذي غادر اليوم، للرياض وبرفقته وزيري  الخارجية والمالية وبعض المسؤولين في الحكومة، ومن المرجح أن تشهد الرياض على هامش القمة المقررة انعقاد لقاء قمة آخر بين الفريق البرهان والرئيس الصيني شي جين بينغ، الذي وصل الأربعاء الماضي للمملكة .

وطبقاً لمراقبين فإن قمة الصين والدول العربية تأتي في إطار البحث عن شراكات جديدة وتعدد المحاور  لخدمة المصالح المشتركة بين الدول وذلك على خلفية الأزمة التي خلَّفتها الحرب الأوكرانية الروسية التي تجاوزت تداعياتها الدولتين وانداحت تأثيراتها لكل دول العالم، ولم تكن الدول الغربية استثناءً. وفي ذات المنحى تبرز أهمية القمة التي تجمع البرهان بالرئيس الصيني شي جين، خاصة وأن السودان يمر بأزمة سياسية اقتصادية خانقة وكساد ضرب كل مفاصل الدولة، أضف إلى ذلك فإن عودة السودان مرة أخرى للعزلة الدولية بسبب انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي، حيث جُمِّدت جراء ذلك كل المساعدات الإنسانية. ويرحج مختصون في الشأن الصيني أن تفتح قمة الرياض مزيداً من نوافذ المصالح المشتركة بين الخرطوم وبكين، وإعطاء العلاقات دفعة جديدة بعد أن أصابها بعض الفتور، حيث شهد العلاقات السودانية الصينية تقدم في كثير من المجالات خاصة الاستثمارية والتجارية إبان العهد البائد.

 القمة الأولى

شهدت العلاقا ت الصينية – العربية خلال الفترة الماضية الكثير من مجالات التعاون  على المستوى الثنائي وصلت إلى مراحل متقدمة مع بعض الدول العربية .هذه العلاقات النامية اقتصادياً وتجارياً كانت  باتجاه الدفع لعقد لقاء جماعي لزعماء الدول العربية والصين المقرر له اليوم بالرياض، وهو اجتماع حسب المتابعين   من شأنه أن يحدث اختراقاً في مستوى ونهج العلاقات بين الجانبين في شتى المجالات سيما الاقتصادية والاستثمارية مع ربط ذلك بالمصالح السياسية في ظل عالم بات يبحث عن تعدد المحاور بعيداً عن الهيمنة الآحادية التي كانت سائدة خلال الحقبة الماضية. وما يجدر ذكره أن ملامح العلاقات العربية الصينية تتسم  بدرجة عالية من التوافق والتكامل، وتأخذ في منحى آخر الجانب الشعبي حيث تنتشر في معظم الدول العربية جمعيات الصداقة مع الشعب الصيني.

وتكتسب القمة الصينية- العربية الأولى أهمية كبيرة ومغزى خاص، كونها تأتي في ظل أوضاع عالمية شديدة التعقيد لأسباب عديدة، في مقدمتها تداعيات جائحة كوفيد- 19 والأزمة الأوكرانية وانعكاساتهما على تباطوء الاقتصاد العالمي وسلاسل الإمداد وارتفاع معدل التضخم في معظم بلدان العالم.

ويجي الاجتماع -أيضاً- بعد عقد قمة المناخ بشرم الشيخ والبحث عن شراكات عربية صينية  لبناء رابطة المصير المشترك بين الصين والدول العربية للعصر الجديد، من أجل خلق شراكات، حيث  يعتبر المناخ القضية الحاسمة في الوقت الحالي. ويرى مراقبون أن القمة  الصينية- العربية يمكن أن تشمل قاعدة انطلاق لعلاقات صينية- عربية أكثر قوة وتنوعاً في المستقبل، خاصة وأن الجانبين يؤمنان بأن “السلام والتنمية” هما تيارا العصر، وأن حجم المصالح المشتركة بينهما يتنامى بشكل كبير.

 توقيت استثنائي

الخبير في مجال العلاقات الصينية السفير الدكتور علي يوسف، وصف قمة البرهان وشي جين، والقمة العربية الصينية بالمهمة، وملفات قضايا يتوقع طرحها اليوم خلال قمة الرياض المرتقبة. وقال: إن الاجتماع يعد الأول وسيشارك فيه الرئيس الصيني وعدد كبير من الرؤساء والملوك والأمراء العرب، وأضاف: الاجتماع سبقته كذلك قمة خليجية، وأضاف يوسف لـ(الصيحة) إن ما يميز هذا اللقاء هو انه يتم فى ظرف استثنائي حيث أن العالم يمر بمرحلة تغيُّرات كبيرة وأن الخارطة السياسية للعالم تبدلت، وأضاف معروف أن العالم كان آحادي  الأقطاب، حيث تسيطر دولة واحدة هي الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن الآن هنالك مؤشرات لتغيير هذه الخارطة للعلاقات الدولية، وساهم في هذا التغيير -طبقاً للسفير يوسف- الحرب الأوكرانية الروسية، حيث امتد تأثير وانعكاسات  الحرب ليشمل الدول العربية، وزاد: الآن هنالك أزمة غذاء وأزمة في مجال الطاقة تحديداً البترول والغاز، وباتت أوربا تعاني من تقض الإمداد الكهربائي والغاز وهذا يخلق مشكِّلة كبيرة، وهذه الأوضاع والتعقيدات ازدادت تفاقماً بسبب التغيُّرات المناخية، لافتاً إلى أن التغيُّرات المناخية أحدثت أثراً كبيراً من حرائق وفيضانات نتيجة الانبعاثات الحرارية، وتوقع السفير علي يوسف، أن تكون هذه الملفات هي الأبرز التي يتوقع مناقشتها في اجتماع الرياض اليوم.

 قمة مهمة

السفير علي يوسف، المختص في الشأن الصيني، قال: إن العلاقات بين الخرطوم وبكين شهدت خلال الأسابيع الأخيرة نوعاً من التحسُّن حيث قدَّمت منحة قبل بضعة أسابيع، فضلاً عن اعتزامها تنفيذ عدد من المشاريع التنموية والاستثمارية، ورأى أن اللقاء المرتقب بين البرهان وشي جين، مهم ومن المتوقع ترحيب الرئيس الصيني بالخطوة التي اتخذها البرهان بتوقيع اتفاق إطاري للتسوية السياسية مع القوى المدنية، ويرحِّب –أيضاً- ببحث قضايا التعاون الثنائي  التجارية والاقتصادية والثقافية.

ازدهار مرتقب

المختصون يرون –أيضاً- أن زيادة حجم التعاون بين العرب والصين ملف مهم جداً خاصة وأن حجم التعاون الحالي بين الصين والدول العربية وصل إلى (٢٣٣) مليار دولار، حيث يمثل البترول والغاز وبعض منتجات الزراعة أهم الواردات العربية للصين، فيما تمثل الماكينات والآليات الزراعية والتقنيات أهم واردات  الدول العربية من الصين. ويقول السفير علي يوسف: من المؤكد أن اتفاقاً سيوقع في القمة على زيادة الاستثمارات الصينية في الدول العربية وفتح مجال للاستثمار في البُنى التحتية كالطرق والجسور وكل مجالات البُنى التحتية، وتوقع كذلك الوقوف على حجم تنفيذ مبادرة الحزام والطريق التي أطلقها الرئيس الصيني في العام ٢٠١٣م، وأثرها في العلاقات العربية الصينية ووفق الخطة الصينية للتعاون في مجال الطاقة والتجارة والتقنيات المتطوِّرة.

Exit mobile version