راشد عبد الحفيظ علي يكتب :رفاق الدرب… قد أزف الرحيل

قال تعالى: (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ) صدق الله العظيم.
بقلوب يملؤها الحُزن والأسى، نعزي أنفسنا في وفاة الشهيدين النقيب محمد نور الدين والنقيب محمد يوسف خليفوة إثر حادث حركة بطريق المناقل، سائلين المولى عز وجل أن يسكنهما فسيح جناته مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.

اسمان مُتشابهان لشخصين مُختلفين، كلٌّ يحكي قصته بروادة.. محمد نور الدين أو (المدير) كما يحلو لنا مناداته شخصٌ فرائحيٌّ، مبتسمٌ، ضاحكٌ، مُستبشرٌ، مُتهللٌ.. يقابلك ببشاشة ويُسلِّم عليك بحرارة.. يسألك عن حالك وأحوالك.. كان شخصاً لطيفاً.. الكل يمزح معه ويأنس.. ما يقوله على لسانه فقط ولكنه نقيُّ السريرة برئٌ وديعٌ.. آخر أيامه تبدّل (المدير) وصار شخصاً زاهداً كأنه كان يحس بدنو  الموعد!! غيّر كثيراً من برامجه وأفكاره ولكنه لم يفقد بريق الضحكة والبسمة.. أيقن أنّ هذه الفانية آخرها تحت التراب.. فنُم قرير العين أخي ولترقد بسلام إلى أعالي الجنان.

الشهيد محمد يوسف خليفة (باتر) وما نتجت كُنيتك الأخيرة إلا لصلابتك وقوة بأسك وشكيمتك.. هذا الفتى المُهذّب المُحترم.. (البتر) كان رجلاً شاملاً.. فهو رياضيٌّ وثقافيٌّ واجتماعيٌّ ورجلٌ قائد تشهد له أحراش الاحتياطي التي عمل بها.. وفي مجال الرياضة نعرف أنه كان لاعباً ماهراً.. وعن الثقافة كتاباته تغنيه.. وعن اجتماعياته فحادثه خير دليل.. كان شخصاً هادئاً ولوفاً.. له علاقات مُمتدة مع كثيرين.

ميلاد تعارفهما 6/12 /2003 وتكتب الأقدار أن يكون الفراق في نفس يوم الميلاد 6/12/2020 وإنها لسخرية الأقدار وغرابتها.. إخوة كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.. وهو ديدننا في الدفعة (58).. إخوة متحابون جمعتنا قبيلة العسكر وصارت قدراً محتوماً ومنها عرفنا الرجال الأخيار.. الأتقياء.. الأنقياء.. دفعتي الأكارم عبد الرؤوف يونس المنزول يطول حديثك، ومصباح علي أدام الله عافيتكما وأخرجكما إلينا سالمين مُعافين كما عهدناكما وأكثر قوةً وترابطاً ومودّة.. تعازينا مُمتدة لكل قبيلة الشرطة ممثلة في مديرها العام الفريق أول عز الدين الشيخ.. فحُضوركم أخف وطأة الحدث.

(إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ)

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى