مهرجان التمور الرابع.. استراتيجية لتحقيق الأمن الغذائي

مهرجان التمور الرابع.. استراتيجية لتحقيق الأمن الغذائي

الخرطوم- سارة عباس

تختتم  اليوم الأمانة العامة لجائزة خليفة الدولية لإنتاج التمور والابتكار الزراعي ووزارة الزراعة والغابات وجمعية فلاحة ورعاية النخيل السودانية فعاليات المهرجان الدولى الرابع للتمور السودانية الذي احتضنتة قاعدة الصداقة وذلك مشاركة الشركاء من المنظمات الإقليمية والدولية والمنتجين والمزارعين  وعدد كبير من الجمهور الذي ظل يتوق إلى المهرجان الذي غاب في العام السابق بسبب جائحة “كورونا” إلا أن الجمعية في تلك الفترة أحدثت اخترقات في القطاع بجهود كبيرة داخلية، فضلاً عن مشاركتها مع الجائزة  في عدد كبير من المهرجانات  الدولية  للتمور  الذي أسهم في نقل الخبرات والتجارب  الفنية بما يسهم فى تطوير القطاع.

العرس الوطني 

أكد وزير الزراعة  والغابات  د. أبوبكر عمر البشرى،  انطلاقة العرس الوطني  للتمور السودانية، مشيراً إلى المحبة والتقدير للإخوة في دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقية، واستحسن الوزير الزراعة  المهرجان الدولي الرابع للتمور السودانية  2022 م، بقاعة الصداقة، جهود ووقفة دولة الإمارات  إلى جانب تنمية وتطوير النخيل في السودان، مقراً بدور جمعية فلاحة رعاية النخيل السودانية  الذين يعملون في صمت، مثمِّناً جهود رئيس مجلس أمناء  الجمعية بروفيسور أحمد علي قنيف، وقطع الوزير بالتعاون والتنسبق المستمر مع سفارة دولة الإمارات بالخرطوم التي لم تدخر جهداً في تقديم كافة التسهيلات خاصة في جانب  برامج التنمية  في السودان.  ورهن الوزير الخطوة للعلاقات المتميزة التي تجمع دولة الإمارات المتحدة مع السودان بفضل الرؤية الرشيدة والقيادة الحكيمة في البلدين الشقيقين من أجل النهوض والارتقاء بالقطاع الزراعي بشكل عام  بجانب دعم وتطوير قطاع النخيل وإنتاج التمور السودانية بشكل خاص، وفقاً للتعاون مع شركائنا الاستراتيجيين في المنظمات الإقليمية والدولية .

جودة التمور السودانية

وجدَّد الوزير امتنانه للممثل الإقليمي للفاو بابا قانا لدوره الكبيرة الذي قام به  ليس في تطوير التمور فقط وإنما في تطوير الزراعة وهو بين ظهرانينا، وقطع  بتميُّز مهرجان التمور السودانية  في دورته الرابعة بزيادة في عدد المزارعين من الجنسين بالمشاركة في المعرض إضافة لزيادة عدد الباحثين المشاركين في الندوة العلمية، وعدد المستثمرين والجمهور علاوة على زيادة عدد المشاركين في مسابقة التمور السودانية  في هذا العام مما ساهم في زيادة سمعة التمور السودانية  على المستوى الدولي، وتباهى الوزير بميزات وأفضلية  تمور السودان الجافة التي لاتوجد ضمن التمور الرطبة، وزاد: يمكن تخزينها وترحيلها،  وتابع:  بإمكانية المنافسة بها لنيل الجوائز، مؤكداً أن التمور الجافة السودانية عليها طلب كبير في دول أوروبا وأمريكا، وزاد بأنها تسحن في شكل باودر وتضاف إلى السيريس واللبن كمادة غذائية.

تطوير قطاع التمور

ومن جانبه أكد أمين عام جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي عبدالوهاب زايد، تقديره  لجهود وزارة  الزراعة  والغابات  جمعية فلاحة ورعاية التمور السودانية والمنظمات المحلية الدولية على تعاونهم مع جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي، مشيراً لجهودهم في  العمل على إنجاح المهرجان الدولي للتمور خلال الأربع دورات لما له من أهمية في تنمية وتطوير قطاع الزراعة وإنتاج التمور .

الموقع الريادي

قال عبدالوهاب: يأتي تنظيم المهرجان الدولي الرابع للتمور السودانية 2022 أسوةً بالنجاح الذي حققه المهرجان خلال الدورات الثلاث الماضية، بالتعاون بين الأمانة العامة للجائزة ووزارة الزراعة والغابات وجمعية فلاحة ورعاية النخيل السودانية، لافتاً  لتحقيق هذا المهرجان انسجاماً مع الموقع الريادي الذي حققته دولة الإمارات العربية المتحدة خلال العقود الماضية في دعم وتنمية قطاع زراعة النخيل وإنتاج التمور على المستوى الوطني والإقليمي والدولي، مشيراً لدور الجائزة   تعزيزا للأمن الغذائي والتنمية المستدامة، من خلال تنظيم سلسلة من المهرجانات الدولية للتمور في ست دورات في كل من  جمهورية مصر العربية بالتعاون مع وزارة التجارة والصناعة بمصر، أربع دورات في المملكة الأردنية الهاشمية بالتعاون مع وزارة الزراعة الأردنية، ودورة واحدة في الجمهورية الإسلامية الموريتانية بالتعاون مع وزارة الزراعة الموريتانية، ودورة واحدة في المكسيك بالتعاون مع وزارة الزراعة المكسيكية، وجدَّد عبدالوهاب  واليوم نحتفل معكم بإطلاق الدورة الرابعة من المهرجان الدولي للتمور السودانية بالتعاون مع وزارة الزراعة والغابات الاتحادية بالسودان”.

اعتبر المهرجان الدولية للتمور السودانية  بمثابة احتفاء بالعلاقات الثنائية المتميزة التي تجمع بين الشعبين والبلدين الشقيقين، مؤمِّناً على الدور الريادي لسفارة دولة الإمارات العربية المتحدة في الخرطوم، في دعمها المتواصل للجائزة وإنجاح جهودها في تنظيم المهرجان الدولي للتمور السودانية على مدى أربع سنوات متواصلة.

جائحة “كورونا “

قال  نائب رئيس مجلس أمناء جمعية فلاحة ورعاية النخيل السودانية د. نصرالدين  شلقامي، إننا نستقبل مهرجان هذا العام بعد غياب بعد نجاحات صاحبت المهرجانات  السابقة، وتابع  بأننا نخطو خطوة متقدمة نحوالتقديم الأفضل في مجال عرض منتجات التمور السودانية،  وجدَّد شلقامي أن المنتجين والمشاركين والجمهور  ظلوا في شوق لمهرجان هذا العام ، ورهن الخطوة لتأجيله العام  السابق بسبب انتشار  جائحة “كورونا”، مقراً أن مهرجان هذا العام يكتسب أهمية وقد جاء بعد هذه الفجوة وتوقع شلقامي أن تؤمه أعداد كبيرة من الجمهور الذي يترقب قيامه .

أنشطة الجمعية

وجدّد رغم الظروف المذكورة إلا أن جمعية فلاحة ورعاية التمور السودانية واصلت أنشطتها في مجال تطوير النخيل، ذاكراً بعض الأنشطة الخاصة ببرنامج سلسلة القيمة للتمور وتوزيع آليات فلاحة النخيل، لافتاً إلى أنه البرنامج الذي تبنته ونفذته منظمة الزراعة والأغذية العالمية (الفاو) وساندته جائز خليفة الدولية لإنتاج التمور والابتكار الزراعي  بالتعاون مع وزارة الزراعة والغابات وجمعية فلاحة ورعاية النخيل السودانية، ونبَّه  شلقامي لتحقيق فوائد كبيرة في مجال رعاية وتطوير النخيل، وأضاف: حيث تم من خلال البرنامج تكوين جمعيات المنتجين، مشيراً إلى  الزيارات الميدانية  التي قامت بها الجمعية بالتعاون مع وزارة الزراعة والغابات وبالتنسيق مع وزارة الزراعة بالولايات نهر النيل والولاية الشمالية، منوِّهاً إلى الإشراف على تكوين  جمعيات  المنتجين حسب الأسس الموضوعة، وزاد شلقامي بأنه تم توزيع آليات على المنتجين بهدف تطوير وميكنة العمليات  الزراعية للنخيل، وأماط شلقامي اللثام عن اقتراح لوضع الاستراتيجية  القومية الشاملة  لزراعة النخيل وإنتاج تمور السودان وجدَّد أن الخطوة قيد التنفيذ بواسطة خبراء سودانيين ومختصين في مجال إنتاج التمور. ونوَّه شلقامي من الإنجازات التي تمت خلال الفترة الماضية الاهتمام بتوطين زراعة النخيل في دارفور.

كتاب المجهول

ونوَّه شلقامي بعد تفاهمات واتصالات مع ولاية شمال دارفور قام وفد من الجمعية بزيارة وادي كتم للوقوف على موقع لإنشاء الأمهات لإنتاج شتول  النخيل وتوزيعها للمناطق المناسبة في دارفور، وذكر أن الخرطوم تشرفت في الفترة السابقة عن تدشين كتاب المجهول الذي  أعده د. عبدالوهاب زايد الأمين العام  الذي يعتبر من أنواع التمور الواحدة في السودان لجائزة خليفة الدولية لإنتاج التمور والابتكار الزراعي واعتبر المجهور من الأنواع الواعدة في السودان  حيث أنشأت زراعته من كثير من الفسائل وحقق نجاحاً بارزاً، وأردف في إطار التعاون المستمر مع الجائزة شاركت الجمعية في العديد من الأنشطة والمهرجانات  الخارجية  التي نظمتها جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي في كل من دولة الإمارات، الأردن ، مصر، ومورتانيا والمغرب، وأخيراً امتد نشاط الجمعية مع جائزة خليفة لدولة المكسيك، وكشف عن وصول التمور السودانية إلى المكسيك وجدَّد من أهم الأنشطة الجمعية برنامج تنمية واحات النخيل لمواجهة ظاهرة تغيُّر المناخ بجانب برنامج  تسجيل إحدى  واحات جمهورية السودان في التراث الإنساني العالمي، ويعتبر هذا البرنامج واحد من الجهود الماضية في تنمية الواحات للاستفادة منها في زراعة نخيل التمر.

الأمن الغذائي 

ومن جانبه أكد سفير دولة الإمارات العربية المتحدة بالسودان حمد محمد الجنيبي، الالتزام بالعمل معاً من أجل النهوض والارتقاء بالقطاع الزراعي بشكل عام ودعم وتطوير زراعة النخيل وإنتاج التمور السودانية بشكل خاص، بإشراف جائزة خليفة الدولية وبالتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين في المنظمات الإقليمية والدولية من أجل تعزيز الأمن الغذائي وتحقيق التنمية المستدامة٠ وعبَّر عن أمله أن نكون على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقنا لإنجاح هذا التعاون بين البلدين٠  مثمناً دور كافة الشركاء في إنجاح هذا المهرجان لإبراز الوجه المشرق للسودان والدور الريادي لدولة الإمارات العربية المتحدة.

استراتيجية التمور

ولفت الجنيبي إلى الأهمية الاستراتيجية التي تمثلها التمور  من سلسلة التبريد ومعادلة والأمن الغذائي على مستوى العالم خاصة عقب جائحة “كورونا” التي تركت أثرها على كل الدول، مشيراً للأهمية الاقتصادية التي يمكن أن تعول عليها في تنمية وتطوير زراعة النخيل وإنتاج التمور خاصة في السودان والمنطقة العربية ٠ وتابع: إن هذا المهرجان يعتبر أحد قصص النجاح للتعاون وتوثيق أواصر التلاحم، ما يؤكد على عمق العلاقات التاريخية الثنائية بين البلدين والتعاون الوثيق الذي يربط الشعبين، وقال: ليس غريباً أن يتزامن تقديم هذا المهرجان مع احتفالات دولة الإمارات العربية المتحدة باليوم الوطني الـ51 ٠ وقال إن المهرجان يؤكد المكانة الدولية للجائزة ودورها البناء في تطوير صناعة النخيل وإنتاج التمور  والارتقاء بها على المستوى العربي والدولي وذلك بفضل ما تحظى به من رعاية كبيرة من راعي الجائزة ٠ ونبَّه إلى تحقيق الجائزة نجاحاً ملموساً من خلال تقديم سلسلة من مهرجانات التمور العربية في كل من الإمارات ومصر والسودان والأردن وموريتانيا والمغرب والمكسيك٠ مشيرًا  للمكانة الدولية للجائزة عمق  العلاقات بين البلدين.

ونقل السفير  تحيات سمو الشيخ منصور بن زايد آل حيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير ديوان الرئاسة بدولة الإمارات العربية المتحدة الداعم الأول لزراعة النخيل وإنتاج التمور وراعي مهرجانات التمور العربية، متمنياً لهذا المهرجان التوفيق والنجاح.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى