عودة الملاريا.. غياب السياسات

ضربت أنحاء واسعة من الخرطوم 

عودة الملاريا.. غياب السياسات 

عرض- أم بلة النور 

كشف تقرير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) عم تسجيل 1,7مليون حالة إصابة بالملاريا، خلال شهر أكتوبر الماضي، في جميع أنحاء السودان، متحاوزة عتبة الوباء في عدد 12 ولاية، حيث كانت العدد الأكبر المسجل خلال 2021م. 

تقاعس وارتفاع 

وكانت وزارة الصحة قد سيطرت على المرض خلال السنوات السابقة من خلال برنامج مكافحة الملاريا، بتوفير الفحص والعلاجات مجاناً، فضلاً عن توزيع الناموسيات المشبعة، ونشر ثقافة تعزيز الصحة عبر الندوات والمحاضرات بالمدارس والأحياء، وتشدد على ضرورة ردم البرك وتجفيف المياه الراكدة ومكافحة الذباب والبعوض، فضلاً عن توفير أدوات الفحص للمراكز والمستوصفات الحكومية، إلى جانب دعم العلاج، إلا أن وزارة الصحة تقاعست عن دورها وتكريس جهودها في فايروس “كورونا” ما أدى إلى انتشار المرض مرة أخرى وبصورة كبيرة جداً، فضلاً عن ارتفاع تكاليف الفحص والعلاج .

تفكيك السياسات 

وفي حديثه لـ(الصيحة) أرجع رئيس جمعية تعزيز الصحة السودانية ومدير سابق للإدارة العامة للرعاية الصحية الأولية بوزارة الصحة الاتحادية دكتور مصعب برير، عودة انتشار الملاريا إلى توقف الاستراتيجية المتكاملة المعمول بها في السابق والتي كانت تشمل التدخلات كافة لمكافحة نواقل الأمراض، حيث كانت الإدارة تعمل على رش المزارع ومناطق تكاثر تلك النواقل بشكل أسبوعي دون التقييد بزيادة كثافة النواقل وزيادة أو نقصان حالات الإصابة، فضلاً عن وجود مؤشرات واضحة لكافة مسببات المرض وحالات الإصابة ونسب نجاح الحملات التي أشركت فيها قطاعات المجتمع كافة، فضلاً مكافحة جميع أطوار النواقل، وأضاف:  إن السودان قد نال جائزة كانجح دولة في أفريقيا في دحر الملاريا وأفضل برنامج للتدخلات والتي استندت على تأهيل المراكز وتوفير العلاج للثلاث مراحل للملاريا وهي البسيطة والمعقدة إلى جانب المضاعفات.

عدم الالتزام 

  وأضاف -أيضاً- إن الحكومة آنذاك استطاعت دحرها عبر البرامج المستمرة، ويرى أن عودتها مجدداً يعود إلى عدم الالتزام بالسياسات والتي كانت موحدة في السابق ابتداءً من المستوى الاتحادي مروراً بالولايات والمحليات وصولاً للقرى الصغيرة، الآن غير موجودة، من الأسباب -أيضاً- عدم الاهتمام بالتدخلات لمكافحة النواقل وعدم التزام السودان بالبرنامج العالمي، فضلاً عن توقف عمليات التشخيص المبكر والتبليغ والعلاج المجاني الذي أصبح منعدماً بشكل تام .

عودة حتمية 

 ولضمان دحر الملاريا شدَّد برير، على ضرورة عودة برنامج التدخلات لدحر ومكافحة نواقل الأمراض بشكل موحد على المستويات الاتحادية والمحلية كافة،  وعودة التشخيص والعلاج المجاني بالمراكز إلى جانب دعم برنامج المكافحة فضلاً عن الالتزام بالسياسات .

انشغال دائم

ولمعرفة أسباب عدم التزام بالسياسات، ولماذا توقف برامج التدخلات لدحر ومكافحة النواقل  والتشخيص المبكِّر والعلاج المجاني اتصلت (الصيحة) على مدير العام للإدارة العامة للرعاية الصحية الأولية وتعزيز الصحة الاتحادي دكتور مهتدي، وبعد أن استجابته واستماعه لمحاور الحديث طلب الاتصال في وقت لاحق حتى يتمكن من الاطلاع على بعض التقارير حتى يتمكن من الإجابة على التساؤلات إلا أن هاتفه ظل لا يستجيب . الجدير بالذكر أن (الصيحة) ظلت تتردد على مكتب دكتور مهتدي،  منذ أن كان مديراً لإدارة الطوارئ والمعلومات إلا أنها لم تتمكن من إجراء حديث صحفي معه بحجة أنه في حالة انشغال دائم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى