تقرير/ حادثة بري ليست الاولى ..جرائم القتل في السودان امثلة مخيفة

تطورت أساليبها ….

الجريمة في السودان ..الى أين ؟؟

الخرطوم:نجدة بشارة

طفت على سطح المجتمع السوداني مؤخرا وانتشرت ظواهر غريبة و جرائم دخيلة ..؛ أثارت إستغراب وقلق المجتمع في ذات الوقت ، وضجت لها وسائط السوشال ميديا بين التحليل والإستنكار .

لجهة تطور أساليب تنفيذ هذه الجرائم ، مقارنة بالحوادث المعتادة التي تحدث في السودان. وشبهت هذه الوقائع الحديثه بالجرائم العالمية التي تحظى بتنظيم عالي وتنفذ بواسطة العصابات المحترفة ، ولاتستنى النساء والاطفال .

دخيلة على المجتمع

ولايزال العديد من السودانيين يشعرون بالصدمة بعد مقتل أسرة كاملة بطريقة بشعة وغامضة في العاصمة الخرطوم مساء الجمعة الماضية

اذ لقيت أسرة مكونة من أم وابنيها في المنزل مصرعهم جراء إطلاق النار عليهم بمسدس مزود بكاتم صوت داخل منزلهم بحي بري شرقي العاصمة الخرطوم.

اكتشف رب الأسرة الحادثة إثر عودته إلى المنزل وإبلاغه، فأبلغ جيرانه الذين اتصلوا بالشرطة..

وفيما لم تتضح بعد تفاصيل الجريمة والدافع وراءها أكدت الشرطة في بيان أن الوفاة حدثت بعد إطلاق النار في الرأس وأن السلاح المستخدم هو السلاح الشخصي لرب الأسرة، مشيرة الي عدم تعرض المنزل للسرقة او الكسر او الإتلاف.وقالت إنها ستواصل تحرياتها لمعرفة دوافع الجريمة وتحديد المتهم..

جرائم بشعة :

جريمة قتل أسرة د. حاتم عباس مضوي لم تكن الجريمة الغريبة الأولى من نوعها التي تحدث بالبلاد، ولم يألفها المجتمع السوداني، حيث سبقتها

جريمة قتل الطبيب اختصاصي الأنف والأذن والحنجرة بمستشفى البراحة وبست كير مجدي أحمد الرشيد، ووالدته ، اللذان عثر عليهما مقتولين ومقيدين بالحبال داخل منزلهما بحي العمارات، شرق الخرطوم، في جريمة هزت المجتمع لبشاعتها.

وسبقتها جريمة قتل وتقطيع تاجر عملة وسائق عربة أجرة أمجاد قبل نحو ثلاثة الى اربع اعوام بحي شمبات العريق بمنطقة بحري، ولم تمض سوى بضعة ايام على ارتكاب تلك الجريمة الشنعاء حتى أعلنت السلطات القبض على المتهم الأساسي فيها وهو أجنبي بجنسية ليبية وابن لأحد قادة الحركات الشهيرة بدولة ليبيا وأعلنت شرطة المباحث القبض على المتهم وقتها بمنطقة الدبة شمال البلاد في الحدود مع دولة ليبيا ليتم الحكم عليه إلى جانب (3) آخرين مشاركين معه في الجريمة بالإعدام شنقاً حتى الموت، كما سبقت جريمة قتل رجل وزوجته بحي (الدناقلة) ببحري وسرقة عربة من داخل المنزل .

ايضا الجريمة التي شغلت الرأى العام العثور على جثمان فتاة مقطع إلى أشلاء وملقى بمكب نفايات بمنطقة بري وسط الخرطوم، وتم القبض على المتهمين بقتلها وتقطيع جثمانها وهم السائق الخاص لسفيرة دولة جنوب أفريقيا بالخرطوم، وهو ايضاً أجنبي بجنسية إفريقية، الي جانب تورط من معه في ارتكاب الجريمة طالب طب بإحدى الكليات الشهيرة بالبلاد، وفي اثناء التحريات مع المتهمين اكتشفت الشرطة عن ارتكابهم جريمة مشابهة بقتل فتاة ايضاً وتقطيع جثمانها وإلقائها في منطقة طرفية جنوبي الخرطوم، لتكمل الشرطة تحرياتها على ذمة القضية ولا زال ملف القضيتين في مواجهة المتهمين أمام القضاء .
ايضا لايزال المجتمع يذكر وقائع القضية التى شغلت الراي العام وهى مقتل الزوجة أديبة فاروق ،قبل سبع سنوات ، وظل مقتلها سر غامض اثار قلق الأسر والمجتمع الى ان ازاحت الشرطة الغموض وكشفت القاتل والدوافع .

الدوافع والأسباب

ويرى خبراء أن مثل هذه الجريمة نادرا ما يشهدها المجتمع السوداني ،وان قتل النساء والاطفال من الجرائم الدخيلة على المجتمع حتى في حالات تصفية الحسابات الشخصية وبالرغم من حالة عدم الاستقرار الأمني وانتشار الجرائم مثل النهب والسرقة تحت تهديد السلاح

ورأوا ان لجريمة ظاهرة اجتماعية ،سياسية واقتصادية قبل ان تكون حالة قانونية. تنتج من خلال صراع القيم الاجتماعية والضغوط المختلفة من قبل المجتمع. فالإجرام نتيجة لحالة الصراع بين الفرد والمجتمع. وقد كان مفهوم الجريمة قديماً يعزى إلى سايكلوجية المجرم،وربما السرقات ، السطو المسلح ، جرائم الشرف داخل الأسر لكن تطورت الجريمة ، واصبحت التصفيات الشخصية و الانتقام من السمات والدوافع المحركة

الجرائم موجودة ومتكررة..

تناول الكثير من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي جريمة قتل أسرة د. حاتم مضوي أمس الأول واعتبروا ذلك مؤشراً للانفلات الأمني بالخرطوم، وفي ذلك المنحى رجح الخبير الأمني والمحلل الفريق محمد بشير سليمان في حديثة ل ( الصيحة )
أن تكون قضية مقتل أسرة د. حاتم من القضايا الفردية ولاسباب داخلية .
ليس لها علاقة بالاسباب الأمنية او التفلتات والسيولة ..
وشرح الاسباب الداخلية بأن المجتمع السوداني الان يعاني من هزة عنيفة ناتجة من متغيرات في القيم والمبادئي والاخلاق الدخيلة على المجتمع ، اضف الى ذالك ضعف وهشاشة الحالة النفسية للأنسان السوداني الناتجة من تقلبات السياسة واهوالها زيادة لعدم استقرار الاوضاع بعد ثورة ديسمبر على الارض ، كل هذه الافرازات والتداعيات الاقتصادية اوجدت متلازمة الخوف لدى الشعب السوداني من المصير المجهول، وادى الى انزلاق بعض الشباب الى هوة الادمان

ونصح الفريق محمد بشير بتحويل معظم المستشفيات العلاجية الى مستشفيات للعلاج النفسي، وزاد : ضغوط الحياة ربما تنتج عنها انعكاسات نفسية خطيرة مع الوقت

واثار نقطة مهمة بشأن انتشار السلاح الغير مرخص في العاصمة وحيازتة بهدف الدفاع عن النفس بسبب التفلتات الامنية ، واضاف ان بعض الاسلحة المحازة في المنازل تتسبب في ضرر افراد بين افراد الاسرة

واضاف بشير لكن اعتقد ان جرائم القتل موجودة ومتكررة في كل العالم ولا يمكن اعتبارها بأي حال من الأحوال مؤشراً للانفلات الأمني

وبسؤاله عن كيفية اعادة لحمة المجتمع ، وتقليل نسب الجريمة قال : ان الاوضاع خرجت من الاطار الذي يمكن ان تعالج فيه وزاد : لكن لايمنع اعادة التوازان في حال بسط هيبة الدولة وتنفيذ القوانين وردع المجرمين ..وعبر ضبط تحريز الاسلحة غير المرخصة .

إعلان حالة الطوارئ..النفسي

 

من جانبه أعتبر بروف على بلدو إستشاري الطب النفسي والعصبي ان أنتشار الجريمة في السودان مؤخرا وتطور أساليبها المستحدثة بااشكالها المختلفة بصورة مزعجة ومتصاعدة دليل على تدهور الحالة النفسية للمواطن السوداني .

وقال ل( الصيحة ) : ان الواقع السوداني الان يعيش في اسواء الاوضاع النفسية ، واضاف بان هنالك مؤشرات خطيرة الى أن الضغوط النفسية قنبلة موقوتة في بداية إنفجارها وماهي الافترة وجيزة ربما لاتبقي ولاتذر .

وارجع ذلك الى الضغوط النفسية ، الاقتصادية اضف الى الضغوط المعيشية والشعور العام بعدم الطمانينية بين الناس ، لإنهيار المنظومة الامنية ، الصحية اضافة الى إنتشار ظاهرة خطاب الكراهية وتهتك النسيج الاجتماعي ..كل هذه العوامل مؤشر لعدم قبول الاخر والعنف .

ويرى بلدو : ان الشخصية السودانية حدث لها تغيرات سايكلوجية اظهرت جانب العنف في سلوكه .

وعن المعالجات اللازمة لهذه الظواهر المجتمعية السالبة والدخيلة ، دعاء بروف . بلدو السلطات ، والجهات المختصة بضرورة إعلان حالة الطوارئ النفسية في البلاد ، للتعامل مع هذه الأزمات ، وترميم الزهنية والنفسية للمواطن السوداني ، عبر إشاعة روح السلم الإجتماعي ، والخروج مع حالة الضجر والملل ، والحد من إنتشار المخدرات والتعاطي وتنوعها ، اضف الى ازدياد حالات الامراض النفسية في المجتمع حتى وصلت الى نسب غير مسبوقة ، واضاف كل هذه التداعيات تتطلب وقفه عاجلة واتاحه الفرصة للمختصين لمعالجة هذه الازمات ..وزاد : والأ ..فان الطوفان قد بداء ولن يتمكن احد من إيقافه حسب قوله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى