بالفيديو: حميدتي مع الإدارات الأهلية.. رسائل واضحة الأهداف

بالفيديو: حميدتي مع الإدارات الأهلية.. رسائل واضحة الأهداف

تقرير- محمد البشاري

منذ ليل أمس، بدأ السودانيون ينتظرون خطاباً مرتقباً لنائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو “حميدتي” اليوم الأحد.

خطاب حميدتي حوى رسائل ساخنة كسخونة أجواء نهار اليوم، قائد الدعم السريع أعلن خلال مخاطبته ملتقى الإدارات الأهلية للتعايش السلمي لولايتي جنوب وغرب كردفان بقاعة الصداقة بالخرطوم موقفه القاطع من التسوية المرتقبة، وانتقد التعامل مع المتظاهرين، وأرسل في ذات الوقت رسائل إلى الحركة الشعبية شمال بقيادة عبد العزيز الحلو وحركة جيش تحرير السودان بقيادة عبدالواحد محمد نور، كما كشف عن أسباب الصراعات القبلية التي شهدتها بعض الولايات.

صراعات ومنافقين

نائب رئيس مجلس السيادة بدأ مخاطبته بتقديم الشكر للإدارة الأهلية على ما تقوم به من جهود رغم عدم تقدير الكثيرين لدورها حسب تعبيره،  وشرع حميدتي في الحديث عن المشاكل والصراعات التي شهدتها عدد من ولايات السودان، وتساءل ” قبل التغيير في مشاكل قبلية لكنها تحسم في وقتها، لكن ليست بالطريقة الموجودة الآن”، وقال: إن أكثر من (170) شخصاً، قتلوا في غرب دارفور بسبب “مخمس”  وتعني “أرض زراعية” كما قتل 26 في نزاع آخر بسبب “موتر”، وتساءل ” هل هذا سبب كافٍ للموت”، ودعا الإدارات الأهلية لمراجعة حساباتهم، وأتهم حميدتي من أسماهم بالمنافقين بأنهم السبب وراء الصراعات القبلية، وقال: ” فقدنا أغلى ما عندنا ولو راجعتوا حساباتكم حتعرفوا السبب”، مشيراً إلى أن تلك المشاكل يملك حلها المتضررون لأنهم يملكون التأثير على أهلهم.

وأكد أن منسوبي الدعم السريع ليسوا ملائكة وليس بينهم من لايخطيء ولن ندافع عن المخطيء، وقال: إن الشخص الذي  يقوم بقتل أهله ليس لديه قيمة، وأضاف: ” أي زول اسموا ورد بيعتدي على الناس وعلى أعراضهم ده ما زولنا نهائي محلو القانون، وما يسمى بالاغتصاب ده خط أحمر بالنسبة لينا ما بنجامل فيهو دي ما من أخلاقنا ولا شيمنا.

حلحلة نزاعات

وأرسل حميدتي رسائل لقيادات الإدارة الأهلية الموجودين في الخرطوم بالعودة إلى ولاياتهم لحلحلة النزاعات، وقال: ” الإدارة الأهلية دخلت السياسة وقادتها موجودين في الخرطوم في فنادق 5 نجوم”.

ودعا قادة الإدارة الأهلية بولايتي جنوب وغرب كردفان للشروع في المصالحات وأن تبدأ كل اللجان أعمالها، وأضاف: ” ما دايرين مشاكل تاني”.

وقال “اخرجوا الجراثيم التي بينكم التي تقتل في أهلكم”، وتعهد بمتابعة وتنفيذ مقررات الملتقى.

دفاع عن النفس

ووجه حميدتي رسائل إلى رئيس الحركة الشعبية شمال عبدالعزيز الحلو ورئيس حركة جيش تحرير السودان بقيادة عبدالواحد محمد نور بوقف التحركات والالتزام بوقف إطلاق النار والانضمام لركب السلام، مشيراً إلى أنهم تصدوا لاعتداء الحركة الشعبية على لقاوة حفاظاً على أرواح المواطنين، وتعهد بحسم حركتي الحلو وعبدالواحد حال تجاوزوا مناطقهم ووصلوا إلى مناطق الحكومة، وتابع: ” عندما تهاجمني فالطبيعي أن أدافع عن نفسي والدفاع عن النفس حق مشروع”، وأكد أن فرض هيبة الدولة لن يتم إلا بتعاون كل المواطنين مع الدولة، ووصف مطالب الأهالي بمناطق البترول بغرب كردفان بالمشروعة.

خيار وفقوس

وحذَّر حميدتي من مغبة العودة إلى العهد السابق قائلاً: إن “من يريد إرجاع السودان إلى ما قبل 2018” مخطئ.وتابع قائلاً: “إننا مع الشباب ولسنا ضدهم ونؤمن بعملية التغيير والانتقال”، وأكد أنه مع التسوية ويؤيد التغيير، وأردف بالقول وزاد: ( التسوية دي بتحييكم، بتحيي السودانيين كلهم، وتساوي الناس مع بعض، الناس تتكلم عن التنمية واستقرار ونهضة السودان، طالما بيتكلموا عن كده، نحن تاني نقول شنو، دي نحن الحاجة العاوزنها)، واستهجن حميدتي تصرفات البعض حيال الحراك الجماهيري، وأضاف قائلاً:( ما تقولوا مافي سياسة، الناس من يوم 25 أكتوبر بيجازفوا ويموتوا يومياً ليل ونهار عشان يصلوا القصر الجمهوري ده، ليه ما وصلوه؟  وفي ناس فتحوا ليهم الكُبري ووصلوا القصر الجمهوري، الفتحوا ليهم منو؟ واللا المتظاهرين خيار وفقوس)، وقال:” إذا كان الأمر كذلك فهل نفتح الباب للوصول إلى القصر”، معتبراً أن مثل هذا السلوك لن يؤدي إلى حل مشكلة السودان، بل يؤدي إلى زيادة المشكلة لذلك لابد من الوصول إلى حل.

وأشار إلى أن فئة قليلة استأثرت بموارد السودان فيما ظل كل السودان مهمشاً، مشدِّداً على ضرورة العدالة والمساواة بين الجميع وأن نقبل بعضنا البعض دون تمييز .

توصيات ووثيقة

يذكر أن ملتقى الإدارت الأهلية أوصى بضرورة بسط هيبة الدولة وسيادة القانون وحث الأجهزة الأمنية للاضطلاع بدورها كاملاً والقبض على الجناة والمتفلتين وتقديمهم لمحاكمات عاجلة، كما نادى  بضرورة إعادة النازحين لقراهم بغرب وجنوب كردفان وتعويضهم لما تعرَّضوا له من حرق وفقدان للممتلكات بجانب توفير التنمية والطرق المسفلتة، فضلاً عن رعاية جامعتي غرب وجنوب كردفان والعمل على توعية المواطنين من خلال مؤتمرات قاعدية، وأوصى الملتقى بتكوين آلية شبابية مشتركة من أبناء الولايتين بالتعاون مع الإدارة الأهلية لتحقيق السلام.

ووقع نظار وأمراء ومكوك وعمد الإدارة الأهلية في ولايتي جنوب وغرب كردفان على وثيقة عهد وميثاق بالعمل سوياً من أجل السلام والحد من خطاب الكراهية، وأكدوا  التزامهم بمخرجات المؤتمر والعمل على تحقيق السلام والاستقرار.

حديث إيجابي

بالمقابل وتعليقاً على خطاب نائب رئيس مجلس السيادة وصف رئيس حزب الأمة القومي فضل الله برمة، حديث حميدتي بالإيجابي من حيث المبدأ ويعيد الثقة بين المكوِّنين المدني والعسكري، وحديثه كان بطريقة واضحة ونؤيد هذا الخط، مؤكداً أن حميدتي جاد فيما يقول من حديث، ودعا برمة في حديثه لـ(الصيحة) القوى السياسية ترتيب أوضاعها للمضي إلى الأمام بالسرعة المطلوبة.

وقال برمة: إن السودان في خطر ويمر بظروف عصيبة للغاية ولابد من جمع الصف ووضع الوطن في الأمام، مؤكداً أن حديث حميدتي فتح الباب على مصراعيه لجمع الصف والعودة إلى الديموقراطية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى