محمد البحاري يكتب: أغنياتنا.. تفاسير خاطئة

تباريح الهوى

محمد البحاري

أغنياتنا.. تفاسير خاطئة

الغناء السودانى يحمل كثير من الرصانة والإبداع من ناحية الكلمة واللحن والأداء وأعنى هنا الأداء بكل أقسامه من فرقة وصوت ومؤدي ويحمل كثير من الشجن والتطريب والقصص والمناسبات التي كانت سبباً لمولد القصيدة، أولاً قبل أن تكون أغنية  .. قديماً قيل (يغني المغنى وكل يبكى ليلاه) وهذا المثل ينطبق على كثير من الأغاني السودانية فتجد أنها كتبت في مناسبات اجتماعية خاصة وتحمل طابع الغزل.

سألني أحدهم عندما جاءت خطيبته إليهم في  البيت وعندما ذهبت سألني أريد أن أكتب لها مقطع من أغنية يكون مناسباً مع الزيارة فقلت له أكتب لها: (نوَّر بيتنا وشارع بيتا يوم ماجيتنا يا الهليت نوَّرت قلوبنا).

سألته هل تعرف مناسبة هذه الأغنية العريقة؟ التي شكَّلت وجدان الشعب السوداني؟  قلت له هذه الأغنية لا علاقة لها بالغزل إطلاقاً كتبها المرحوم الذي فقدناه وفقده الشعب السوداني في الأيام الماضية الأستاذ الراحل  (صلاح حاج سعيد) معبِّراً عن فرحه بأول مولود له وكثير من الأغنيات التي تحمل طابع الغزل ولكنها كتبت في مناسبات اجتماعية مختلفة .

رئيس جمهورية الحب (إسحق الحلنقي) في مناسبة شبيهة لمناسبة الشاعر المرحوم (صلاح حاج سعيد) وهي أغنية تعتبر من عيون الغناء السوداني وهي الأغنية التي تغنى بها الفنان صاحب الصوت الفخيم الأستاذ الراحل (عبد العزيز المبارك) وقد كتبها فى مناسبة (سماية) ولده معتز وهي أغنية (ياعزنا وياحبنا).

وكذلك رائعة الراحل المرهف (عوض جبريل) التي تعتبر  واحدة من الأغنيات التي تجبر خواطر العشاق (ماتهتموا للأيام) التي أضاف لها الفنان (كمال ترباس) مزيداً من الشجن ومناسبتها كانت عندما دمَّرت السيول والأمطار منزله المتواضع ووجد أسرته في العراء فأصبحت واحدة من عيون الغناء السوداني.

وكذلك أغنيته (سيبني في عز الجمر) التي تغنى بها -أيضاً- صديقه الفنان (كمال ترباس) يحكي أنه عندما  كان راكباً مع الفنان (كمال ترباس) في عربيته واعتذر له الفنان (كمال ترباس) بأن لديه مشوار وأنزله أمام (السلاح الطبي) وكتب أغنية (سيبني في عز الجمر وأنت من حولي بتمر).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى