أبو عبيدة حسن.. يا عقد الجواهر!!

(دو)
من المبتكرين والمجددين في خارطة الأغنية السودانية، جاء من الولاية الشمالية تسبقه موهبة فذة استطاع أن يطوعها ويدخل إلى أفئدة وقلوب الجماهير في فترة وجيزة جدًا رغم اكتظاظ الساحة الفنية بعمالقة الفنانين والمبدعين أمثال عثمان حسين ومحمد الأمين وكابلي ووردي وأبو عركي …الخ.. إلا أنه صبر وظفر واختط لنفسه طريقاً يصعب مجاراته فيه فأثبت بصبره للجميع مقولة القائل (إنّ الصبر عادة ما يقدم لنا أكثر مما تقدمه لنا القوة).
(ري)
ولد أبو عبيدة حسن في الولاية الشمالية عام 1952م بتنقاسي السوق وتعلم العزف على آلة الطمبور منذ نعومة أظافره وذلك لوجودها بمنزلهم، حيث كان والده عازفاً ماهراِ عليها، أبو عبيدة حسن يعمل في نجارة المباني المسلحة، حيث كان من النجارين المعماريين الماهرين وتأثر أبو عبيدة حسن في بداياته الفنية بكل من النعام آدم وادريس ابراهيم وعثمان اليمني.
(مي)
أخذ ابو عبيدة في يوم من الأيام طمبوره بكل ثقة رغم صغر سنه وقابل عمر عثمان مقدم برنامج (ساعة سمر) وطلب منه أن يقدم أعماله، فاختبره بعدد من الأغنيات وبعدها وافق، على أن يعطيه فرصة لأغنية (القلب البريدو) فقط ولكن الاغنية خلقت رواجاً كبيراً فكثرت الطلبات عليها في برنامج (ما يطلبه المستمعون) مما جعل المذيع عمر الجزلي يتصل عليه ليقدمه في برنامجه الإذاعي الشهير 7X7 حيث يتم فيه تقديم سبع أغنيات، فكان وانطلق أبو عبيدة بسرعة الصاروخ من ذلك البرنامج.
\\\\\\\\\\
كلام في الفن.. كلام في الفن
سميرة دنيا:
رحم الله الأستاذ الكبير عثمان حسين والذي اتخذ قراراً سليماً حينما رفض أن تردد سميرة دنيا أغنياته.. والرجل كان كبيراً بمثل قراره فهو كان محقاً ومصيباً، لأن سميرة تغني أغنياته بنوع من البرود القاتل الذي ينتهي من متعتها وجماليتها.. وسميرة دنيا كما معروف عنها لا تنفعل مع الأغنيات وهي في حالة جمود دائم ولا تملك الحيوية.
عماد أحمد الطيب:
الفنان الجميل عماد أحمد الطيب يحتاج فقط أن ينزع رداء الكسل وينفض غبار الوقفة الطويلة حتى يعود ليثري الساحة الفنية بأغنيات على شاكلة ابتسامتك حاجة تانية وجنوبية والغريب وغيرها من القائمة الوسيمة من الأغنيات التي شكلت تجربته الفنية العميقة.. فيا عزيزي عماد أنت فنان متجاوز أرجوك لا تترك الساحة الفنية لأصحاب التجارب الفطيرة حتى تمر وتشوه ما تبقى من وجدان أصيل!!
محمد الأمين:
غالباً ما تأخذ القصيدة وقتاً طويلاً ودراسة عميقة لمعانى الكلمات حتى تخرج للمستمع بالشكل القوي والمقبول، وحتى اليوم لم تتكرر تجربة محمد الأمين عند أي مبدع آخر في شكل وضع الألحان ودراستها قبل أن يسمعها الجمهور، بل أسس محمد الأمين مدرسته الفنية من خلال أسلوبه في شكل التأليف.. فهو يعتمد في تأليفه على توظيف الفكرة اللحنية المربوطة بوجدان الشعب السوداني.
الموصلي والتجديد:
عشاق الأغنيات الروائية الطويلة ـ وأنا منهم ـ عليهم تحسس مسدساتهم، لأن يوسف الموصلي يريد أن ينهي التفاصيل في الأغنية السودانية .. والرجل يعني بقوله أن العالم بدأ يفكر في أغنية لا يتجاوز زمنها الثلاث دقائق. وهذا المنحى مشى فيه الموصلي من أغنية (علي قدر الشوق) ثم تطور لاحقاً في أغنية (الطريق) للبلابل وأغنية جديدة اسمها (شارع مافي).. تلك الأغنيات لا يتجاوز عدد مفرداتها الخمسين كلمة.
عثمان النو:
لن نغالط الحقائق ونقول بأن ابتعاد عثمان النو يعد أمراً طبيعاً وليس له تأثير على مسيرة الفرقة في مقبل الأيام.. فهو أفنى زهرة شبابه فيها … وقدم لها كل الممكن والمستحيل حتى أصبحت جزءا منها ومن شكلها وطعمها.. ولكن هل ذلك يعني أن نربط استمرارية الفرقة بوجود عثمان النو؟ الإجابة على هذا السؤال نجدها في الواقع الذي تعيشه الفرقة الآن.. فهي ماضية ولم تتوقف.. وما زالت تتمتّع بكل وسامتها القديمة!!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى