عصا قايمة وعصا نايمة!

  • قبل أسبوعٍ، كتبنا مقالاً نُعلِّق من خلاله على تصريحات منشورة للقيادييْن الشيوعييْن محمد مختار الخطيب وصديق يوسف، وتساءلنا عمّا إذا كانت التصريحات اجتهادية وردة فعل فالتة طائشة، أم أنّها تصريحات مقصودة ومحسوبة لإرسال رسائل وبالونات اختبار في الفضاء السِّياسي؟ وقلنا إنّ الذي يَعرف الحزب الشيوعي وعقائديته وتعقيداته يستبعد الاجتهاد و”الطياشة”، لكن الذي يَتَمَعّن في مَتن التّصريحات لا يستبعد الاجتهاد الفالت!
  • لَعَلّنا نُعيد طرح ذات التّساؤل بين يدي مَواقف وبيانات وتحرُّكات الحزب الشيوعي المُعلنة ضد الاتّفاق الذي وُقِّع بالأحرف الأولى بين المجلس العسكري الانتقالي وقِوى الحُرية والتّغيير، حَيث عبّر الشيوعيون صَرَاحَةً عَن رَفضهم، وأحياناً تحفُّظهم على بعض بُنُود الاتّفاق “عصا قايمة وعصا نايمة”! بل ذهبوا إلى تنظيم بَعض الأنشطة والمُخاطبات والمَهرجانات المُتفرِّقة لإثبات وتَأكيد موقفهم الرافض كلياً أو المُتحفِّظ جزئياً على اتّفاق وُلِدَ بعد مَخاضٍ عَسيرٍ!
  • غَير خَافٍ على مُراقبٍ حصيفٍ، الوجود الكثيف للشيوعيين في مفاصل أجسام المهنيين، ومُحاولاتهم الذكية و”الغبية” لاختراق المَـــد الشبابي وتوجيهه وتوظيفه لخدمة الخُطط والأجندات التّنظيميّة الضيِّقة، بل حَتّى التبرُّعات التي جمعها ويجمعها وطنيون مُخلصون بالداخل والخارج بحث الحزب كَيف يفتح “نفاجاً” يضمن تَدفُّقها نحوه بسلاسة! وبالتّالي فلا يَستقيم عقلا ًأن يُقال إنّ ما تمّ الاتّفاق عليه بين المجلس و”قحت” قد تم بعيداً عن مركزية الحزب وتوجيهاتها.
  • السُّؤال الذي يَفرض نفسه في هذه الحالة، لماذا المُعَارَضَة والتّحَفُّظ إذن؟ في ظَنِّي أنّ ذلك ليس أكثر من “كونفلاش” وتقسيم أدوار ومُحاولة للتذاكي على الآخرين بمِن فيهم الحلفاء داخل إعلان قِوى الحُرية والتّغيير! وربما مُحاولة من الحِزب للإبقاء على الضغط السِّياسي لتحقيق المَزيد، وربما مُحاولة للاحتفاظ بمنفذٍ خلفي للهُرُوب من تحمُّل المسؤولية، حَال رأى بعض الشباب لاحقاً للمُفاوضات أنّ النتائج الختامية لم تُلبِ مَطَالبَهُم الثورية.. وذلك كُلّه سُلُوكٌ انفصاميٌّ مُضّطربٌ قد يجلب بعض الأرباح مُؤقّتاً، لكن نهاياته مُميتة.
  • الجمعة الماضية، 19 يوليو، مرّت ذكرى مذبحة بيت الضيافة، تلك المذبحة البشعة مطلع السبعينات من القرن الماضي والتي راح ضحيتها ثُلّةٌ من الضباط الأبرياء العُزّل، ولا يزال الحزب الشيوعي يُحاول “التّمَلُّص” من مسؤولية تلك المأساة عبر روايات فطيرة تُحاول القول إنّ المركزية والسكرتير العام لم يَأمرا بتصفية أولئك الشهداء، وإنّما تَصَرف فلان وعلان من تلقائهم! ولا يَحتاج المُراقب لكثيرِ ذكاءٍ ليُدرك أنّ الحزب الشيوعي إنّما يُحاول استخدام نَظرية “العَصَايتين القَائمة والنائمة” لطمس القضية وتقييدها ضد مجهولٍ.
  • الذي نَراه أنّ المَلَفّات الوطنيّة المَاثلة كَثيفةٌ ومُعقّدةٌ، والأفضل لبلادنا ومُستقبلنا أن ننتزع أنفسنا من براثن المَصالح الشّخصيّة والأجندات الحزبية لصالح ما يخدم بلادنا ويَدعم نَهضتها وتَمَاسُكها واستقرارها، وأن نُرسِّخ ثقافة التّراضي والقُبُول بالآخر، ونُمكِّن قيم العدالة والمُحاسبة للجَميع، وأن ندعم جميعنا خَطوات التّمكين الحَقيقي للشباب بحسب التّخصُّص والكفاءة “مُطعّمين” بالضروري من الخُبراء والخبرات، لَعَلّنا ننطلق لحجز مَكَانٍ نستحقه بين كبار المَنطقة.
  • وَرَدَتني “28” رسالة جديدة حول مقال “الرئيس حميدتي” أرجو أن تتّسع المساحة لاحقاً لنشرها تِبَاعاً إن شاء الله.
  • مَرحباً بتواصُلكم عبر الرقم 0912392489 وهو مُخَصّص فقط لاستقبال رسائلكم النصية.. لكم التقدير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى