رسائل ورسائل

*إلى الدكتور عبد الله حمدوك رئيس الوزراء القادم، تنتظرك مهمة صعبة وظروف بالغة التعقيد، خزانة خاوية من المال وطموحات غير واقعية لشباب الثورة وظروف إقليمية لا تساعد إلا بقدر وبعد شروط قاسية ومجتمع دولي شحيح العطاء، وموسم زراعي فاشل لسوء التحضير، لكن الرهان على حسن الأداء، وترشيد الصرف الأمني والسياسي من أجل تقديم نموذج بُحث عنه سنوات طويلة.

* إلى الفريق شمس الدين كباشي رئيس اللجنة السياسية بالمجلس العسكري، التفاوض مع عبد العزيز الحلو تأخر كثيراً، ولكن العبرة بالوصول لاتفاق سياسي ينهي الحرب في المنطقتين، ويجفف الدم وتلك مهمة سهلة إذا صدق العزم وصفت النوايا، وتنازلت النخب المركزية عن بعض من كبرياء قديم، وصعبة إذا تمسك المركز بتعنّته القديم، وطغت مصالح النخب على مصالح الشعب.

*إلى قادة الحزب الشيوعي السوداني، في المثل الشعبي “ركاب سرجين وقيع”، ومثل آخر يقول “جري وطيران غلبن النعام” الحزب أسرع عبر تجمع المهنيين للتوقيع نيابة عن قوى الحرية والتغيير، ورشّح حمدوك عبر ذات الواجهة، ولكنه عارض الاتفاق السياسي ليتملق الجماهير ويحتفظ بمقعده في المعارضة، ويجلس على كراسي الحكم، عين على الانتخابات وأخرى على السلطة، ولا توجد منطقة وسطى بين الجنة والنار، فكيف يحدث كل هذا التناقض العجيب المريب.

*إلى محمد محمد خير الصحافي الكبير، عندما تكتب تقدم للأجيال الجديدة درساً في عمق المعرفة والثقافة، وأي جيل تنتمي وفي أي مدرسة تخرجت، فيها ولو كنت في مقام من يكرمون المبدعين في هذا البلد لهرعت إليك قبل أن تأخذك دنيا الغرب وتستقر في بلاد نساؤها (….) كما قالت بت الرواسي في رواية الطيب صالح.

*إلى محمد ناجي الأصم القيادي في الحزب الاتحادي أنت تقف ما بين لافتتين الحزب الاتحادي الديمقراطي كانتماء تاريخي وأسري، والحزب الشيوعي كانتماء عقائدي وثقافي وتربية، فهل يقدمك الاتحادي في دائرة الأبيض الجغرافية في الانتخابات القادمة لوراثة دائرة حسن حامد وحسن عبد القادر؟ أم تعود لدائرة جدك في كادقلي الجنوبية لتنوب عن أناس لا تعرفهم ولا يعرفونك، إنها أسئلة حائرة في الفضاء العام.

*إلى الفريق عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة المرتقب، لماذا لا يصبح الفريق طه عثمان الحسين هو العضو الحادي عشر في المجلس للاستفادة من علاقاته الواسعة عربياً وخليجياً؟ وقدراته الإدارية والتنفيذية ووسطيته بين الاتحادي والإسلاميين، وطيف عريض من السودانيين ؟ لا تصغي لأصوات الحاسدين، بل انظر لمصالح البلاد قبل خصومات وطموحات الأفراد .

*إلى والي الخرطوم المكلف، أيام معدودة لا تتعدى الخمسة، ويحل فصل الخريف، وتهطل الأمطار بغزارة في عينة تسمي النترة، وولاية الخرطوم بلا استعداد، كما كان يحدث، والأوساخ والنفايات تسد الطرقات، فماذا أنت فاعل، وأغلب المواطنين لم ترهم، وكل الأحياء الشعبية تنتظرك لتسمع منك، ولكن والي الخرطوم لا يمكن الوصول إليه حالياً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى