تونسي المريخ المقال يكشف الحقائق في حوار مطول مع (الصيحة).. (3 – 3)

 

 

الغرايري: أتحمّل مسؤولية الاستغناء عن توماس وهذه (…) قصة توني

مردود الأجانب مُتوسِّط.. وهؤلاء الأفضل في المريخ

الصيحة/ ناصر بابكر

 

أنت مُتّهمٌ بالاستغناء عن خدمات توني وتوماس والتعاقد مع أجانب بقدرات أقل؟

 

أتحمّل المسؤولية كاملة بشأن توماس ورأيي فيه أنه لاعب متوسط ولديه مشاكل تكتيكية وليس اللاعب الذي يُمكن أن يسهم في ذهاب المريخ بعيداً في الأبطال، وسؤالي لكن أين ذهب توماس بعد خروجه من المريخ؟ ألم يذهب لنادي كاميروني أقل بكثير من المريخ؟.. أما توني فيمكنكم سؤال خالد عزيز عن ما دار بيني وبينه بحضور خالد عزيز والنفطي.. جلست مع النيجيري وسألته سؤالاً مباشراً هل تريد أن تستمر في المريخ أم لا؟ فأجابني أنه يشعر بأن هنالك أشياءً كتيرة تبدّلت وبات هنالك نظامٌ وانضباطٌ وعملٌ جادٌ، لذا يرغب أن يستمر، وكان ردي له أنني أيضاً أريده أن يبقى ويستمر، لكن لا بد أن يغير طريقته في التدريب وفي اللعب ويلتزم بأداء كل المطلوب منه وقلت له مازحاً (ما تجي بعد أيام تقول لي عاوز أعرس للمرة السابعة) فَضحك وأكّد لي أنّه سيلتزم ويُنفِّذ كل ما يطلب منه، وقال لي (انت مدرب قوي) وكان ردي له أنني لست قوياً، لكنني مدرب محترف وأريد من اللاعبين الذين يلعبوا تحت قيادتي أن يكونوا مُحترفين ويحترموا عملهم ويجتهدوا لتنفيذ المطلوب واتّفقنا على أن يستمر ويبقى وأخطرته أمام خالد عزيز أن الأمور المالية ليست مسؤوليتي وأنه الإدارة يفترض أن تتفق معه بشأن تجديد عقده.. لكن الإدارة لم تفعل وبرّروا الأمر للجمهور برؤية المدرب وهي ليست المرة الأولى أو الوحيدة التي يرتكبوا فيها أخطاءً ويبرروها للناس برؤية المدرب وهذا السلوك من أغرب السلوكيات التي أواجهها في مسيرتي لأنّ الإدارات عادة يفترض أن تحمي مدرب الفريق وليس العكس وهذا الأمر كان واحداً من الملفات التي صمت عنها لفترة طويلة وتقبلت الهجوم لأوفر لفريقي الهدوء وأحافظ على الاستقرار وأتجنّب صناعة أزمة مع الإدارة كان سيدفع ثمنها الفريق.

 

 

هل تعتقد أن مشكلة الأجانب الحاليين هي الجاهزية فقط وبعدها يمكن أن يقدموا الإضافة؟

لا ليست فقط الجاهزية، بالنسبة لي حتى مردودهم متوسط، يمكن أن يكونوا جيِّدين في البطولة المحلية وأن يرتفع مُستواهم بالمباريات واللعب واستعادة الحساسية، لكن إذا كانت الرؤية متعلقة بدوري الأبطال ومواجهة أندية أفريقيا الكبيرة، فالواجب التعاقد مع أجانب بقدرات أعلى حتى لو كانوا ثلاثة أجانب فقط.

 

أنت مُتّهمٌ بتعمُّد استبعاد طيفور من المباريات.. ما ردّك؟

طيفور ظَلّ يرفض المُشاركة.. في جيبوتي وقبل ساعة واحدة من مَوعد المُحاضرة لمباراة ارتا سولار حضر إلى وطلب مني استبعاده بحجة أنّه غير مركز ومشتت الذهن بسبب قصة تجديد عقده فتحدّثت معه وأخطرته أنّ هنالك عدة لاعبين بنفس وضعه وكلهم يُشاركون بشكل طبيعي ونصحته بأن يفصل الأشياء خارج الملعب عن المُشاركة واللعب، لكنه تمسّك بعدم قُدرته على المشاركة وحسن إدريس كان موجوداً معنا وشاهد على ما حدث.. ووقتها وضعت رئيس النادي ورئيس القطاع الرياضي في الصورة ليقوموا بحل مشكلة اللاعب وحسم مستقبله سواء التجديد له ليكون من ضمن الخيارات المُتاحة لنا أو تركه يرحل.. وبعد العودة للسودان وقبل مباراة الأهلي الخرطوم في كأس السودان ونحن نفتقد لكل الدوليين (12 لاعباً) ونحتاج للاعب جاءني حاتم محمد أحمد في الفندق وأخطرني أنّ طيفور طلب عدم إشراكه واستبعاده من قائمة اللقاء، بحجة أنه غير مهيأ نفسياً للعب، فجلست مع اللاعب مرة أخرى وتحدثت معه لكنه طلب عدم المشاركة وقدرت ظروفه وقلت له أنا سأحميك وطلبت منه مرافقة الفريق والجلوس على دكة البدلاء لأنه غيابه عن القائمة سيُثير التساؤلات حوله، وبالفعل تحمّلت أنا الهجوم الإعلامي والجماهيري في عدم مُشاركته لأحمي اللاعب.. وقبل السّفر إلى الأبيض وحتى لا يتكرّر الموقف، استدعيت طيفور أمام رئيس النادي الحالي أيمن مُباريات وبحضور حسن إدريس وسألته سؤالاً واحداً وطلبت منه إجابة واضحة ومُباشرة (إذا احتجنا لك للمُشاركة هل أنت مستعدٌ لتشارك مع الفريق أم سترفض وتعتذر مرة أخرى؟) وبعد نقاش معه من جانب الإدارة وافق على أن يكون ضمن الخيارات بعد أن أخبرته أنه لن يُشارك كأساسي لأنه ليس في قمة الجاهزية بسبب اعتذاراته عن كل اللقاءات السابقة، لكنني سأدفع به متى ما احتاجه، وفي هذه الجلسة كان حسن إدريس غاضب من اللاعب ويرى أنه يتعالى على النادي وكان يفضل ان تتم معاقبته لأنه كان شاهداً على ما حدث في جيبوتي.. وبعد العودة إلى السودان من مباراة بنغازي لم نُشاهد طيفور في التدريبات مرة أخرى وغاب عن كل الحصص التي أدّيناها دُون أن تتم مُساءلته أو محاسبته وبعدها تم تجديد عقده ومنحوه إذناً طويلاً للسفر إلى أمريكا وخرجوا مجدداً للكذب على المشجعين والادعاء أن الإذن بموافقة الجهاز الفني، رغم أننا لم نعلم بسفره إلا من وسائل الإعلام والميديا وهي قصة من عشرات قصص الكذب التي تتم باسم الجهاز الفني والتي تدل على الفوضى والعشوائية وغياب الهيبة الإدارية والتي كنت أتجاوزها لعدم الدخول في صراعات توتر الأجواء وهي صورة من صور عدم الاحترافية، فكيف تسمح للاعب محترف أن يغيب بمزاجه ولا تحاسبه وتسمح له بالتهرُّب من المباريات، ثم تمنحه أموال طائلة وتجدُّد عقده وتتركه يسافر لفترة طويلة، حتى اللاعبين الذين تم التجديد لهم لعامين لم يشاوروا الطاقم الفني أو يدرسوا أرقام مُشاركاتهم أو مُعدّل أعمارهم ليتم تقييمهم التقييم المناسب، وأنا استغرب كيف تمنح لاعباً أموال عامين وتريد منه أن ينضبط ويلتزم ويتعامل باحترافية إن كنت أنت كإدارة لا تتعامل باحترافية وتهدر حقوق النادي بتلك الطريقة، لذا تجد اللاعبين يُشارك اليوم ويتغيّب غداً ثم يعود والإداري يَختلق له الأعذار، منذ اليوم الأول الذي تعاقدت فيه مع المريخ سألت عن لائحة النادي التي تحكم فريق كرة القدم وكان الرد من الإدارة السابقة أنّها في طور التجهيز مرات، وإن عليها بعض التعديلات التي تتم في مرات أخرى واستمر الوضع مع الإدارة الحالية وحتى مُغادرتنا لم نحصل على اللائحة التي تحكم علاقة النادي مع اللاعبين، وبالتالي لا تستطيع فرض عقوبات على اللاعبين إلا بالإبعاد عن المشاركة، رغم أن أكثر عقوبات تفرض الانضباط على اللاعبين وتجبرهم على الالتزام هي العقوبات المالية، لكن هنا اللاعب يحصل على أمواله كاملة عند التعاقد ولا يتعرّض لأي عقوبة، وبالتالي لا يمكن أن يكون هنالك انضباط أو سلوك احترافي.

 

 

 

وما هي قصة خلافك مع بكري المدينة؟

عندما حضرت للمريخ، كان بكري المدينة خارج الكشف الرسمي للفريق وأنا من طلبت إعادته للكشف الرسمي، لأنّه يمتلك خبرة كبيرة وكانت رؤيتي أن خبرته يمكن أن تفيدنا، لكن اللاعب كان بعيداً جداً عن الجاهزية وكنا نعمل على تجهيزه وندرك أن الأمر سيحتاج إلى وقتٍ، ومع ذلك اخترته ضمن (24 لاعباً) للسفر إلى جيبوتي في أولى مباريات دوري الأبطال ليكون مع المجموعة، وتحدثت معه أنه غير جاهز لكن من المهم أن يكون قريباً من الفريق حتى يستعيد جاهزيته بالتدريج.. وقبل مباراتي الأهلي الليبي حضر إليّ وحكى لي ظرفاً عائلياً وطلب إذناً للبقاء مع عائلته وقدّرت ظروفه ومنحته الإذن الذي طلبه، وبعد العودة من ليبيا فُوجئت بالتصريحات التي قالها وفهمت مباشرةً أنه وقع في الفخ الذي تريده الإدارة والتي تريد أن يدخل اللاعبين في صِدَامٍ مع المدرب، وعندما طلب النفطي من أسامة عبد الجليل تكوين لجنة للتحقيق مع بكري ردّ عليه أسامة (خلي المدرب يتصرّف معاه لو عاوز يحاسبه يحاسبه)، وحينها فهمت أن الإدارة تريدني أن أدخل في صِدِامٍ مع اللاعب كجُزءٍ من المُؤامرة وأنها ليست حريصة على فرض الانضباط ولا على هيبة النادي، لكنني لم أمنحهم ما أرادوا وأنا بالأساس ليس من أسلوبي الصراخ أو الإساءة أو إطلاق أي حديث بذئ ضد أي فرد، ولكنني أواجه الشخص بالحقيقة، فاستدعيت بكري وسألته عما قاله وأجابني أنّه تحدّث فقط عن جزئية استبعاد مجموعة من اللاعبين وعدم تجهيزهم وأخبرته أنني لست مسؤولاً عن تدريب لاعبي الفريق الرديف، وإنني لا يمكن أن أدرِّب قرابة (40 لاعباً) والفريق يفترض أن يكون له جهازٌ فنيٌّ للفريق الرديف ومباريات للرديف يمكن أن نختار من يبرز فيها للمُشاركة مع الفريق الأول لتحفيز لاعبي الرديف ومُعاقبة من لا يلتزم أو ينخفض مُستواه في الفريق الأول بتحويله للتدرب مع الرديف وهو النظام الذي يحدث في كل العالم، لكن لا يُمكن أن تطلب من جهاز فني من أربعة أفراد أن يُدرِّب الفريق الأول والفريق الرديف.. في النهاية كما قلت كل تلك التصرُّفات كانت جزءاً من المؤامرة ضدي لكنني رفضت التعامل بأسلوبهم وطريقتهم، لأن الأسلوب القذر وإحاكة المُؤامرات لا يُقدِّم ويضر فقط ولا ينفع.

 

 

هنالك عناصر كانت تشارك معك في الموسم الماضي بصورة راتبة مثل وجدي عوض إلى جانب بيبو لكنهم ابتعدوا عن التشكيلة في الموسم الحالي.. ما هو السّبب؟

وجدي لاعب موهوبٌ ومحترمٌ جداً ومن أفضل اللاعبين سلوكاً وأخلاقاً وانضباطاً، وهو يمتلك قُدرات جيدة، لكن مردوده تراجع بشكل كبير في الموسم الحالي ولم يستثمر الفرص العديدة التي منحتها له، مع العلم أن الموسم الحالي يشارك فيه المريخ في الأبطال وهي مُشاركة تتطلّب من اللاعب تقديم مردود أعلى، كما أن المُنافسة زادت بشكل أكبر ومن لا يجتهد ويقدم أفضل ما عنده ويستثمر الفرص طبيعي أن تتراجع مُشاركاته، كما أن هنالك تشابهاً بين أسلوب وجدي والتكت، لكن التكت أكثر ذكاءً وسرعة تصرف بالكرة ويدخل منطقة جزاء المنافسين كثيراً إلى جانب أنه حافظ على مستواه العالي، لذا حافظ على موقعه في التشكيلة، على العكس من وجدي رغم موهبة الأخير والتزامه لكن مردوده تراجع.. أما بيبو فهو (لعيب كورة) وموهوب وقدراته عالية، لكن يبدو أنه لا يُحافظ على نفسه بالشكل الكافي أو لا يُنام مبكراً، لأن مردوده البدني غير ثابت وفي يوم يتدرّب بصورة ممتازة وفي اليوم التالي العكس، وحتى عندما يُشارك يتألّق في مباراة والعكس في غيرها، واللاعب المحترف يجب أن يُحافظ على نفسه ولياقته ويقدم مستوىً ثابتاً ليحفظ مكانه في التوليفة، واجتهاد مازن وشخصيته والتزامه جعله عنصراً أساسياً رغم موهبة بيبو وقُدراته العالية.

 

 

برأيك.. من أهم أفضل اللاعبين في المريخ؟

الجزولي نوح في رأيي هو أفضل لاعب بالمريخ ومن أفضل اللاعبين السودانيين، وإلى جانبه فإن الأفضل في تقديري هم محمد الرشيد وكرشوم وبخيت خميس والحارس محمد المصطفى والتكت إلى جانب القائد رمضان عجب.. وهنالك اللاعب الصغير موسى الذي لم يتواجد مع الفريق إلا لأيّامٍ معدودةٍ لأنه كان لأشهر طويلة مع المنتخب وشارك معنا امام الرابطة وبعدها عاد للمنتخب وهذا اللاعب لو تدرب معنا لشهر واحد فقط لتطور بشكل كبير وسار على خُطى الجزولي لأنه يمتلك إمكانات كبيرة.

 

 

كيف تقيِّم الدوري السوداني؟

لو كنت أملك سلطة في السودان لاتخذت قراراً بإيقاف كرة القدم تماماً ووجهت كل عملي لعمل بنية تحتية مقبولة أولاً وإعادة تنظيم كرة القدم وعمل منافسات للفرق السنية.. حال الملاعب في السودان لا يُصدّق.. بعض الملاعب تخلو من غرف اللاعبين.. بين الشوطين يبقى الفريق في الملعب وبعد نهاية المباراة يذهب اللاعبون للبص قبل أن يدخلوا للغرف لتبديل اللبس وأخذ حمام.. الأرضيات غاية في السوء وتُشكِّل خطراً كبيراً على اللاعبين، مع العلم أن مستوى اللاعبين نفسه متوسط فما بالك عندما يلعبون في ملاعب بهذا السُّوء.. والعجيب أنكم في السودان تُؤهِّلون اللاعبين بطريقة غريبة، اللاعب الذي يتألّق في مباراة أو يسجل هدفاً تصوِّرونه وكأنه ميسي، والميديا ووسائل التواصل تُضخِّم اللاعبين بصورة مبالغ فيها وأكبر بكثير من قُدراتهم الحقيقية وتقيِّمونهم بالعاطفة وليس العقل أو مدى الاستفادة منه.. أنظر للاعب مثل طيفور مثلاً كم مباراة شارك فيها مع المريخ في موسمين وهنا قيمته السوقية مثل ميسي، ونفس الأمر التش لاعب عائد من إصابتين خطيرتين ولم يلعب منذ عامين وقيمته السوقية مثل ميسي.. ما يحدث في السودان لا يُصدِّقه عقلٌ ولو لم أعش هذا الواقع لما صدقت أن هنالك كرة قدم تُدار بهذا الطريقة.. كل ما يحدث من أجل الشو والتلميع وصناعة إداريين من ورق، وهنالك أشخاصٌ مُؤكّد يستفيدون من هذا الوضع يقدمون رئيساً اليوم ويستفيدون منه ثم ينقلبون عليه ويقدمون غيره غداً ويستفيدون منه ثم يختلفون معه وينقلبون عليه (عاش الملك مات الملك عاش الملك مات الملك)، ويُكرِّرون القصة كل مرة وبهذه الطريقة لن يحدث أي تطور.. أما الاتحاد السوداني فحدث ولا حرج، لا تنظيم ولا تخطيط وهو راعي الفوضى والعشوائية ومنافسات تُلعب في ملاعب لا يُمكن أن يُطلق عليها اسم ملاعب كرة قدم، وتحكيم غاية في السّوء، خُصُوصاً في مُواجهة المريخ، ومنتخب يُدار بطريقة هي الأغرب في العالم، ومُشكلة المريخ أنه الأكثر تضرُّراً من المنتخب من التحكيم ربما لأنّ أهله مشغولون بالصراعات ولا يكترثون لأمر فريقهم.

في المُجمل، الدوري السوداني ضعيفٌ وضعيفٌ جداً، وأنا لو حضرت بفريق من الدرجة الثانية في تونس ولعبت في الدوري السوداني سأفوز به بفارق القوة والصّلابة والانضباط التكتيكي والقُدرات الذهنية والكرات الثابتة.. في الموسم الماضي وفي وضع مستقر ورغم الفارق الكبير الذي وجدته كنا قريبين من العودة من بعيد والفوز باللقب، والمُوسم الحالي لولا التغيير الإداري والممارسات التي تمّت من الإدارة الحالية لفُزنا باللقب، وحتى الآن قناعتي أن الأجواء المُناسبة لو تهيّأت للمريخ وتجاوز الصراعات الإدارية أو على الأقل أبعدها عن الفريق فيُمكنه الفوز باللقب لأن الدوري ما زال في بداياته.

 

ما هي أكثر الأشياء التي عانيت منها في تجربتك بالسودان؟

هنالك ثلاثة أشياء في السودان أتعبني وأرهتني نفسياً وذهنياً، وهي (النفاق والكذب والخوف من قول الحقيقة)، لم أجد من قبل نفاقاً كما وجدته هنا، ولم أجد درجة من الكذب كما وجدتها هنا، الإداري يكذب والإعلامي يكذب والمسؤول يكذب، والكثيرون يخافون من قول الحقيقة ويحاربون مَن يقول الحقيقة خوفاً على مصالحهم، هذه صفات سيئة للغاية والمؤسف أن الإداري هنا لا يستطيع فرض الانضباط على اللاعب، بل على العكس يتسابق الإداري للتقرب من اللاعب بكل السبل وهو وضع يغري للفوضى ويشجع اللاعبين على عدم احترام النادي، والمؤسف أكثر أنّ الإداري يمكن أن يستخدم ضد اللاعب أو ضد الفريق وبهذه الطريقة لن يكون هنالك انضباط أو نظام طالما أن الإدارة غير منضبطة وغير منظمة.

هل أنت راضٍ عن تجربتك مع المريخ؟

نعم راضٍ، لأني أشهد الله أني عملت بجد واحترافية وتحمّلت الكثير لأجل تحقيق النجاح، وسعيدٌ بأنني المدرب العربي الوحيد الذي قاد المريخ لمرحلة المجموعات بدوري أبطال أفريقيا رغم أنني عملت في أسوأ ظروف يمكن أن يعمل فيها مدرب كرة قدم في أي مكان، وأنا أدرك أن إقالتي كانت تصفية حسابات إدارية يدفع ثمنها المريخ.. صحيح إننا مع المدير الرياضي خطّطنا لمشروع طويل يكون فيه المريخ مؤهلاً للفوز بالأبطال بعد ثلاثة أعوام، لكن النجاح يحتاج لتعاون وعمل احترافي ومنظم من المنظومة بأكلمها.. لو كان هنالك أمر تمنّيته مؤخراً فهو استلام تذكرة والسفر لعقد جلسة مع الرئيس السابق حازم مصطفى لأتحدث معه بوجود أبو جريشة عما تسبب به رئيس القطاع الرياضي بعدم تنفيذه رؤية تعاقدات الأجانب وخطة الإعداد وليقفوا على نتائج عدم الالتزام بتقارير الأجهزة الفنية حتى لا يتكرر هذا الأمر مستقبلاً من أي شخص يدير النادي، لأنّ الضرر في نهاية المطاف للمريخ وللجميع.

 

كلمة أخيرة؟

رغم كل ما حدث وما عشته وواجهته، لكنني أعتز بتجربتي مع المريخ، وأشكر جماهيره العظيمة على الدعم والمُساندة وهي أجمل ما في النادي ولا تستحق ممارسات الإداريين وبعض الصحفيين الذين يكتبون لمصالحهم ويخدعون هذه الجماهير لأجل تنفيذ مخطّطات الإداريين دُون مُراعاة لمصلحة النادي ودون أن يتقوا اللاعب كتاباتهم.. وأشكركم على هذا الحوار الذي أردت من خلاله توضيح الحقائق للجماهير بصراحة وشفافية لتعلم حقيقة ما يدور بعيداً عن الشخصنة، وأقول إنّ علاقتي بالجميع جيدة ويسودها الاحترام بما في ذلك أبو جريشة، لأنني أفصل بين التعامل الشخصي والعمل العام، وحتى الرئيس الحالي أيمن الذي التقيته مرتين فقط تعامل معنا بأسلوب راقٍ وهو شخص مهذب، لكن يبدو أنه يتعرّض لخداع لأنه بعيد وغير مُتابعٍ عن قُربٍ، أو أنه يستمع للعرابين من حوله.

وبصورة عامة، أتمنى أن يبتعد الناس عن الصراعات وأن يهتموا لأمر المريخ، لأن فريق الكرة عانى أشد المُعاناة من الصراعات الإدارية… وتمنياتي للمريخ بالتوفيق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى