اشرف فوجي يكتب : رسالة في بريد وزير الثقافة والإعلام

11 نوفمبر 2022م

عزيزي وزير الثقافة والإعلام الاتحادي الأستاذ جراهام عبد القادر، إنك أمام تحد حقيقي ومسؤولية تاريخية، التقاعس أو التسويف فيها يعد بمثابة خيانة وطنية عظمى، تستوجب الوصم التاريخي المعيب لك إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، نظراً لعظمة وقداسة وأهمية الخطأ مثار الجدل ومحط أنظار العارفين والمهتمين الذين تطرّقوا دون غيرهم للخطأ الفادح الذي يوجد في نص أهم وأعظم نشيد بالبلاد، ألا وهو النشيد الوطني كالكاتب والمدقق اللغوي النبيه الأستاذ عبد القادر سليمان العطا الذي نوّه دون غيره من المختصين عن أهمية تصحيح الخطأ المعني مراراً، متناولاً بكل شجاعة دون إبداء أي تخوف أو محاذير من المآلات الوخيمة التي تحدث أحياناً للمتناول الجريء لمثل هذه المواضيع الحساسة المشابهة للخطأ الذي ورد في عجز أحد أبيات نشيد العلم الوطني للبلاد ذي الألوان الثلاثة الذي صممته الفنانة التشكيلية السريرة مكي الصوفي وصاغ كلماته الشاعر الكبير أحمد محمد صالح بعنوان نشيد الجيش، وذلك حسب ما جاء في ديوانه مع الأحرار الذي قام بإلقائه في إحدى المناسبات الوطنية.

وقد قامت الجهات المعنية وقتها باقتطاع جزءٍ من النشيد وتعديل كلمة جيشكم لرمزكم، غير أن تلك الجهات لم تقم بتصحيح الخطأ الموجود في عجز البيت التالي يا بني السودان هذا رمزكم.. فاحملوا العبء واحموا أرضكم بتعديله على هذا النحو: يا بني السودان هذا – رمزكم – فاحملوا العبء واحموا ارضكم، حتى يستقيم المعنى، إذ لا يُعقل أن نحمل العلم  ما لا يستطيع فعله من حمل للعبء وحماية للأرض الذي هو واجب بني السودان أنفسهم.

ويقيني أن ما ذهب إليه الأستاذ القدير عبد القادر سليمان العطا في هذا الاتجاه صواب ورشد، اقول هذا بالرغم من عدم احقيتي في الفصل أو الإدلاء برأي، باعتبار أنني لست من أهل الحل والعقد والتخصص في المجال اللغوي، إنما هو اجتهادٌ مني مدعوم بمعرفة أبجدية معتبرة باللغة الأم.

عزيزي القارئ أن المغزى أو الغرض من الكتابة عن هذا عن الخطأ بالتحديد التصحيح الفوري لارتباطه بأمر الوطن الذي تبذل من أجله المهج والأرواح رخيصة بغير ثمن، وايضاً من أجل تصحيح المسار وتوعية الأجيال الحالية والقادمة والمتعاقبة، وإنقاذها من الغرق في بحر الخطأ المعيب.

وليعلم الجميع صحفيين، ساسة وقادة أن السكوت وتمرير الخطأ دون إعطائه حقه المستحق من التصحيح  عار نستحق عليه التجريم والوصم والتدوين الأسود في كتاب تاريخ الوطن الذي تدرسه الأجيال المتعاقبة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

فلذلك ننصح أنفسنا وزملاءنا في بلاط صاحبة الجلالة، سيما رؤساء التحرير وكُتّاب الأعمدة المقروءة وأهل الإعلام قاطبة وسائر اللغويين من الوطنيين الخلّص داخل البلاد وخارجها، بإثارة هذا الأمر، ولفت الانتباه إليه، وتناوله تناولاً موضوعياً مجزياً لفترة توازي وتليق بقداسته وأهميته في كل وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمشاهدة حتى يتم التصحيح المنشود لعجز بيت في نشيد يعد رمزاً لسيادة البلاد.

خارج النص:-

نرجو من رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان إصدار قرار يلزم بموجبه، وزارة الثقافة والإعلام عبر مؤتمر صحفي يتم بثّه مباشراً الإعلان عن الخطأ، ومن ثم القيام بتصحيح النشيد الذي قام بتلحينه في مثل هذه الأيام الموسيقار أحمد مرجان، التي سبقت الاحتفال بعيد الاستقلال بقليل من الأيام كما هو الآن وكأن التاريخ يعيد نفسه بغية التصحيح المستحق، فهلا قام الأستاذ جراهام عبد القادر بذلك وسجّل اسمه بأحرف من نور في سفر الوطن الجريح.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى