الكاتب والإعلامي  نزار عبد الله البشير لـ (الصيحة): هناك ندرة في کتاب الدراما ونستطيع المنافسة إقليمياً

 

حوار: أم بلة النور    8 نوفمبر 2022م

 

من يدخل سوق الدراما في السودان خاسر

الاستسلام للواقع وانعدام الثقة أبرز المعوِّقات التي تواجه الشاب السوداني

ترنيمة “حب” هي التجربة الأنضج وتعرض -حالياً- على منصة “شاهد”

نزار عبد الله البشير، مثال للشاب السوداني المثابر، والذي استطاع في فترة وجيزة انتزاع فرصته ككاتب سيناريو سوداني ماهر  في نشر أعماله على منصة شاهد العربية التي تتبع لمجموعة “ام بي سي”، ولديه العديد من الأعمال الدرامية الإذاعية والأفلام الوثائقية والمشاركات الخارجية، ممثلاً للشباب السوداني في محافل عربية وإقليمية.

التقته (الصيحة) في هذه السانحة لعرض تجربته، وإلى تفاصيل الحوار.

 

أولاً، حدِّثنا عن نزار متى بدأت تجربته مع الكتابة وماهي أول المدوِّنات؟

الكتابة بدأت باكراً منذ مرحلة الدراسة الابتدائية، ولكنها لم تكن تحمل تصنيفاً لأي جنس أدبي محدَّد، أعتقد أننا من الأجيال المحظوظة التي لم تدرس منهج اللغة العربية كمنهج تقليدي كما درسه أقراننا في بقية المدارس، وهذا ما جعل هناك مساحة للتعبير وتنمية الخيال.

ولكن يمكن اعتبار البداية الفعلية للكتابة الأدبية هي في المشاركات الأدبية والثقافية من مقالات منشورة تلك التي كنت أساهم بها في ملف الزميل والصديق عوض نميري، له التحية في ملفه الثقافي في صحيفة (الأيام) وقتها (دوزنة) وهو في العام 2010 أو 2012 لا أذكر تحديداً ثم جاءت بعدها كتابة القصص القصيرة والخواطر والشعر واستمر الأمر.

أبرز ما كتبت خلال تجربتك؟

لديَّ ستة كتب، لم تَر النور للأسف جميعها بسبب تكاليف الطباعة العالية، تتنوع هذه الكتب ما بين النقد الأدبي والمقال الإبداعي، والشعر العامي والقصة القصيرة والرواية والخواطر القصيرة.

وهناك المقالات الصحفية التي شاركنا بها في النشر منذ العام 2012م، في عدد من الصحف، لهم التحية والشكر والمواقع الإلكترونية والإصدارات العربية المتخصصة في الثقافة والأدب، ولكن إن أردنا التخصيص يمكنني أن أذكر لك تجربة دراما الراديو أكثر من ثلاثة أعمال منها (سلام في العيد) ودراما (حكاية رزان) و(سلسلة درامية توثيقية) لم تكتمل،  ثم فيلم سينمائي قصير من إخراج الصديق صدام عثمان، شارك به في ثلاثة محافل ونال به جائزة مجتمع الخرطوم السينمائي ثم تجربة المشاركة في كتابة (تردد فرح)،

FMوهو عمل في العام 2016 ومن بعدها التجربة الأنضج وهو المشاركة في كتابة سيناريو مسلسل (ترنيمة حب) الذي يُعرض الآن على منصة (شاهد) .

من واقع تجربتك مع كتابة السيناريو كيف تنظر للدراما السودانية من حيث المضمون؟

الدراما السودانية غنية بالمحتوى الذي يمكن أن يخاطب أزمة المجتمع السوداني ويصل إلى كل العالم، وأعتقد أن هناك ندرة في كُتّاب الدراما الجيِّدين الذين يستطيعون التعبير عن مشكلة المجتمع السوداني وواقعه، وحتى الأسماء الموجودة مقيَّدة بكثير من السلاسل لتنتج عمل درامي واحد.

يمكن النظر للدراما من حيث المضمون بأنها دون المتوقع بأن تكون عليه.

هل ترى بواقعها الحالي إن لديها القدرة على المنافسة على المستوى العربي والإقليمي؟

تستطيع أن تنافس على المستوى الإقليمي رغم كل شئ لسببين اثنين أولهما أن هذه البيئة غير مطروقة وأن الثقافة المقدمة عبر هذه الأعمال جديدة على المستوى العربي وبالتالي الشئ الذي يمنحها تذكرة قبول ودخول للمنافسة بدافع الفضول ومعرفة الثقافة السودانية.

السبب الثاني أن الممثلين السودانيين من أكفأ الفنانين في الوطن العربي ولديهم مقدرة جيِّدة على الأداء ورسم الشخصيات ولدينا نماذج كثيرة يمكن التدليل بها، نحتاج فقط أن نهتم بها أكثر من حيث توفير فرص إنتاجها وتسويقها لتصل للعالم العربي.

من خلال مشاركاتك الخارجية في محافل شبابية عربية ماذا ينقص الشباب السوداني في نشر إبداعه وعلمه؟

الشباب السوداني يملك مهارات ومعارف تؤهله ليشارك في كل المحافل العالمية، بل ويتفوَّق فيها على أقرانه، ولكن هناك معوِّقات كثيرة يمكن تلخيصها في ثلاثة أسباب:

– أولها، توفير فرص المشاركة في الفعاليات والبرامج المختلفة للشباب لعرض مهاراتهم وخبراتهم والتنافس مع أقرانهم من بقية بقاع العالم.

– ثانيها، طموح الشاب السوداني واستسلامه للواقع، بحيث يرضى بما هو فيه رغم ما يملك من إبداع كان من الممكن أن يصل به للعالمية.

– ثالثها، عدم ثقة الشباب السوداني في نفسه وتقديمه لذاته بالصورة المطلوبة والتسويق الأمثل لنفسه ومهاراته وإبداعه وذلك مرده للتربية والتنشئة المجتمعية التي تعتبر ذلك نوع من التواضع.

النقطة قبل الأخيرة حدِّثنا عن الكتابة للسينما والتحديات التي تواجهها وآخر عمل سينمائي وكيف تنظر له ومدى نجاحه وما إذا كانت هناك أعمال أخرى؟

الكتابة للسينما ممتعة تماماً كمشاهدة الأفلام السينمائية التي يتخذها الناس ملاذاً يروِّحون به عن أنفسهم.

هناك ثلاثة أعمال سينمائية لم يُكتب لها أن ترى النور لأسباب عديدة وجميعها أفلام سينمائية قصيرة.. التجربة السينمائية الوحيدة الأولى والأخيرة التي تم تنفيذها..  هو فيلم (ولو بعد حين) الذي قام بإخراجه الصديق صدام عثمان وأنتجه بمجهود ذاتي وهو ما يمثل ضرباً من المستحيل في عالم صناعة السينما.. إلا أنه وللمفارقة نال به جائزة مجتمع الخرطوم السينمائي عن أفضل إخراج.. هذا بجانب مشاركة العمل في مهرجان الخرطوم للفيلم العربي وجائزة تهارقا.

أخيراً حدِّثنا عن “تردد فرح” و”ترنيمة حب” وكيف وصلت للشركة المنتجة وماذا أضافت لك تلك التجربة وهل هناك تجارب أخرى قادمة؟

تجربتان أعتز بهما جداً، ومن هنا التحية للمخرج الأستاذ محمد الطريفي، مخرج العملين وصاحب شركة “ماربلز” للإنتاج الفني المنتجة لهذين العملين، في العام 2016م، تعرَّفت على الطريفي وقدَّم لي الدعوة للمشاركة في كتابة “تردد فرح” الذي كان تجربة ثرية في كتابة السيناريو الكوميدي، وعرَّفتنا هذه التجربة على شخصيات رائعة في الوسط الدرامي منهم أستاذ عبدالرحمن الشبلي، دكتور محمود السَراج، ومنهم الأستاذة بلقيس عوض وغيرهم من الأسماء الكبيرة في عالم الدراما.

أما عن تجارب أخرى قادمة لا أستطيع الجزم بذلك فسوق الدراما في السودان -حالياً- من يدخله خاسر لذلك لا أحد يجازف بخوض تجربة درامية كاملة .

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى