تحذيرات الجيش بعدم الزج باسمه في المعترك السياسي.. لماذا؟

 

 

تقرير: نجدة بشارة   2نوفمبر 2022م

 

قال الجيش السوداني، امس الاول الاثنين، إن على القوى السياسية “عدم الزج باسمه في المعترك السياسي، أو استخدامه كوسيلة في المدافعة والاستقواء السياسي”. وناشد بيان صادر عن المتحدث باسم الجيش، العميد الركن نبيل عبد الله، القوى السياسية بالعمل المشترك، لـ”إنقاذ البلاد من حالة التشظي والتشرزم”. وأمنَّ على تعهدات البرهان بمغادرة العسكر لكامل المشهد السياسي، متى توافقت القوى السياسية على إدارة الفترة الانتقالية. و نفى الجيش وجود اتصالات بين البرهان ومبادرة نداء أهل السودان التي تجد السند من حزب المؤتمر الوطني المحلول. وقال البيان رداً على تلميحات القيادي بالمبادرة، محمد علي الجزولي، عن اتصالات بينه وقائد الجيش: “لم يتم أي اتصال مباشر أو هاتفي بين السيد القائد العام للقوات المسلحة ود. محمد علي الجزولي أو أي شخص آخر”. مشدداً على وجود آليات محددة ومعرفة للتواصل بمكتب البرهان.

 

من جانبه قال القيادي بالشيوعي كمال كرار، في رده على تحذيرات الجيش للقوى السياسية عدم الزج باسمه في المعترك السياسي أو استخدامه كوسيلة في المدافعة والاستقواء السياسي، إن تحذيرات الجيش تُفسَّر في إطار نفي وجود اتصالات بين البرهان ومبادرة نداء أهل السودان التي تجد السند من حزب المؤتمر الوطني المحلول .

 

عملية اختطاف

وقال: ل ( الصيحة ) رغم النفي والتحذيرات من قيادة الجيش لكن على أرض الواقع أن المكوِّن العسكري، أو بعض قادة الجيش قاموا بالانقلاب على الحكومة الانتقالية في 25 أكتوبر الماضي، حسب قوله، وقاموا باختطاف المشهد السياسي.

ورأى كرار، أن تكرار الجيش لعملية خروجه من السياسة مجرَّد استهلاك سياسي، بينما الواقع العملي أن بعض قادة الجيش موجودين داخل مجلس السيادة وفي أعلى هرم القيادة، وبالتالي فإن قادة  الجيش يتحكموا في المشهد السياسي والسلطة.. شئنا أم أبينا .

وأكد أن الجيش هم السبب فيما حدث من انقسامات وسط القوى المدنية وحالة اللادولة والفوضى وكل مايحدث، واستشهد بأنه قبل 25 أكتوبر، كانت هنالك حكومة مدنية ووثيقة دستورية يتوافق عليها المكوِّن المدني،

وأضاف لا أرى أي حل في الأفق لما يحدث ولا حتى عبر التسوية السياسية، وأضاف قيام أي حكومة مدنية على ظهر الانقلاب سوف يكون تعميق للأزمة، وإعادة إنتاج الشراكة.

 

انسحاب ولكن!

ولعل قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان ونائب رئيس المجلس السيادي محمد حمدان دقلو “حميدتي”  قد أعلنا  في أكثر من مناسبة، عن انسحاب القوات المسلحة من العملية السياسية، وفي أبريل الماضي أكد البرهان خروج الجيش من أي عملية تفاوضية يقودها وسطاء دوليين، لإفساح المجال أمام القوى السياسية للتوافق على حكومة مدنية انتقالية.

 

 

وأمَّن بيان صادر للجيش مؤخرًا عن المتحدث باسمه، العميد الركن نبيل عبد الله، أمَّن على تعهدات البرهان بمغادرة العسكر لكامل المشهد السياسي، متى توافقت القوى السياسية على إدارة الفترة الانتقالية.

بيد أن قادة الاحتجاجات كثيراً ما شككوا في إعلانات البرهان، مشدِّدين على أن الجيش لا يزال جزءاً من اللعبة السياسية، سواءً بطريقة مباشرة أو عبر وكلاء.

 

 

وفي سياق غير بعيد، نفى الجيش وجود اتصالات بين البرهان ومبادرة نداء أهل السودان التي تجد السند من حزب المؤتمر الوطني المحلول.

وقال البيان رداً على تلميحات القيادي بالمبادرة، محمد علي الجزولي، عن اتصالات بينه وقائد الجيش: “لم يتم أي اتصال مباشر أو هاتفي بين السيد القائد العام للقوات المسلحة ود. محمد علي الجزولي أو أي شخص آخر”.

 

مشدِّداً على وجود آليات محددة ومعرفة للتواصل بمكتب البرهان.

مسافة واحدة

لكن وفي أول تعليق على بيان الجيش، أنكر الجزولي أن يكون سبق وقال باتصالات جرت بينه والبرهان.

معلناً ترحيبه في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك)  بتأكيدات الجيش على وقوف البرهان على مسافة واحدة من جميع القوى السياسية، والتزامه بخروج العسكر من الساحة السياسية.

 

في السياق رأى  رئيس تيار الوسط للتغيير نصر الدين أحمد في حديثه  لـ(الصيحة) أن أيِّ عملية سياسية أو  تسوية تستبعد المكوِّن العسكري من المشهد أو  لا تحتوي على جيش وطني موحَّد هو ترحيل للأزمة.

رؤية إصلاحية

من جانبه يرى القيادي بالمجلس المركزي للحرية والتغيير معتز صالح، أن تحذيرات الجيش أطلقت في إطار تصريحات د. الجزولي والحرية والتغيير ليست معنية بهذه التحذيرات .

وقال لـ(الصيحة): إن رؤية الحرية والتغيير بشأن خروج الجيش من المعترك السياسي جاءت ضمن البنود والمبادئ المقيِّدة في الرؤية السياسية المطروحة من قبل التغيير.

وأوضح أن المبادئ تضمَّنت إصلاح المؤسسة العسكرية، ودمج قوات الدعم السريع فيه، علاوة على تنفيذ الترتيبات الأمنية الواردة في اتفاق جوبا المبرم في أكتوبر 2020م، وتبعية قوات الشرطة وجهاز المخابرات العامة إلى السُّلطة الانتقالية.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى