ياسر زين العابدين المحامي يكتب :   زمن الغيبوبة

30 أكتوبر 2022 م

المشهد يرسم بمهل جهراً وخفية…

يتبدى بالقتل هناك بكافة المناحي…

والخطف هنا غير بعيد منه…

عندما يفوت الأمر حده ينقلب لضده…

الحريق حذّرنا منه آنفاً، وحدث بمرأى ومسمع…

هرعوا لفض الجميع من الجميع…

الصراخ يعلو هناك وا غوثاه…

وبالآذان وقرٌ، والمكتولة ما بتسمع الصايحة…

ثم قالوا إنما تؤخذ الدنيا غلابا…

تؤخذ زندية طالما الأمن غائب…

بعد فوات الأوان يفض الحريق…

ولم يفض الغبن، والحقد، والثأر…

استنجدوا ببعضهم للفزعة اللئيمة…

لرد فعل مساوٍ أو يزيد، والأسوأ قادم…

سنشتم رائحة الموت النفّاذة…

تكرّرت بالأمس، وقد تكرّر بكل مرة…

بعضهم ضحك لانفراط عقد الأمن…

هل السلطة عاجزةٌ، الإجابة غائبة…

عاجزة عن وقف مد قد يذهب لهناك…

هل المواجهة أزفت أم توجس رمادي..

لكنها لن تبقي ولن تذر إذا ما وقعت..

والإجابة تختلف باختلاف الزمان والمكان، هل…

ستسكن القطط الملاذات، المساكن…

والخوف يتسلّل لغرف نوم الجميع…

وهم قابعون بسراويلهم بالركن…

وبؤبؤ العين يتّسع خوفاً، رعباً، جبناً…

وتبدأ الأيادي الآثمة تفعل كل شيء…

تنتزع زوجتك من سرير نومها أمام

ناظريك فترى كل شيء…

المشهد ترسمه وقائع لا خيال…

تكتبه أيادٍ والغة حد الثمالة بالجرم..

معطونة في دم قاتم مندلق بإهمال…

وترقبه عيون بالظلام فتشاهد الظلام والخوف يضعفنا، يقهرنا، يعصرنا…

يدق العنق بين مطرقته وسندانه…

محاوره ودوائره وحكاياته ترسم من جديد…

وبانتظار ترقب، ولا معقول، ومعقول…

الوجوه مُرهقة بلوحة عصيّة الفهم…

وسريالية تنبئ عن المثير الخطر…

عميقة الدلالة مرعبة، والرواية، بلا فهم

كتبوها على رمل التوقع، وبمسامه…

المشهد، القطط تلاحق جيفة مرمية…

تنهش عظامها والذباب يحوم…

لا ترتوي من ظمأ ومن مخمصة…

سيل عارم، يسعى ليوم كريهة…

وعندما يبدأ بعضهم بدق الأعناق…

وببتر اللحمة وسداها بصلف ولؤم…

سيهرب أصحاب الجوازات الأجنبية…

ويبقى القطيع وحده يكابد الخوف…

عندها المشهد هو الخوف اللذيذ…

فالحشد والحشد المضاد كالحرب أولها كلام…

والاستقطابات المضادة، وتدافع الحشود…

سيرسم صورة مفزعة بكامل تداعياتها الفظيعة واللا متوقعة…

وقتها لن يفيد عض البنان ندماً…

لم يستجب أهل زرقاء اليمامة لما رأته بأم عينيها…

وبعدها، صاروا أثراً بعد عين…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى