“تاني ما بيغشونا باسم الدين”: حميدتي.. لمن يوجه رسائله؟

تاني ما بيغشونا باسم الدين”: حميدتي.. لمن يوجه رسائله؟

الخرطوم- صبري جبور

تصريحات نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو، حميدتي، في ولاية النيل الأبيض (الاثنين) حول عدم السماح بالخداع مرة أخرى باسم الدين.. أثارت ردود فعل واسعة لاسيما وسط الإسلاميين، باعتبار أن حديث دقلو فيه أشار واضحة أو يقصد بأن الإسلاميين لا مكان لهم في التسوية المرتقبة.. ويرى محلِّلون  أن نائب رئيس مجلس السيادة خلال الفترة الأخيرة بدأ كثير الحديث عن أنصار النظام البائد والإسلاميين، مما يقرأ أن  دقلو سيقف حائط صد منيع لأي محاولة لعودة الإسلاميين إلى السلطة مرة أخرى. ولكن  من المهم جداً أن يضع في الحسبان أن المرحلة المقبلة تتطلب الاتفاق والتوافق حول القضايا الوطنية، بمعنى لا إقصاء  لأحد  إلا لمن ارتكب جرماً في الشعب السوداني.. لذلك من الأوفق أن يتم لم شمل كافة القوى والأطراف يميناً وشمالاً لخروج بالبلاد من أزمتها الراهنة،  من خلال قبول الآخر  وعدم إثارة الرأي العام الداخلي والخارجي بأن تلك المجموعة أصبحت معزولة من الوضع السياسي الراهن والحل المطروح سواءً بمبادرات وطنية أو خارجية.. بالعودة إلى تصريحات نعود إلى أن تصريحات حميدتي قد يتساءل البعض ماذا ومن  يقصد بهذه الرسالة؟

ابن تقابة

أكد نائب رئيس مجلس السيادة، الفريق أول محمد حمدان دقلو “حميدتي” ، أن موقفه سيظل ثابتًا تجاه التغيير الذي تم في الحادي عشر من أبريل من العام 2019م،

واتهم  حميدتي ، جهات – لم يسمها- بالاستئثار بالسلطة والمال ومنع أي شخص يحاول التقرب منهما، ودعاهم إلى قبول الآخرين وإشراكهم في إدارة البلاد وأضاف (البلد دي ماسكنها ناس معيَّنين مسيطرين على السلطة والمال) وتابع: (نقول لهؤلاء والله لازم ترضوا بالآخرين واللقمة الكبيرة بتفرِّق الضرا)

وصوّب نائب رئيس مجلس السيادة خلال مخاطبته حشداً جماهيرياً بمنطقة ود السفوري بمحلية أم رمتة بالنيل الأبيض، سهام الاتهام لمجموعات قال إنها تحاول التكسب بتشويه صورته لتمرير أجندتها من خلال الترويج بأنه يقود مساعي تقف ضد الدين، وقال إنه ابن تقابة قرءان ولم يقرأ في جامعة الخرطوم أو هارفارد، مبيِّنًا أنه يحظى بدعم الصوفية في جميع أنحاء السودان، بل حتى على مستوى العالم. وأضاف (هناك رسائل هنا وهناك أنو نحنا واقفين ضد الدين وواقفين مع فلان وعلان واللبيب بالإشارة يفهم) و أضاف: (قبيل عندما كان هناك تطاول على الدين أنا الوحيد وقفت متصدياَ لهذا التطاول بينما توارى الآخرون) وأردف: (ديننا ما بنهظر بيهو لكن تاني ما بيغشونا باسم الدين)، وقال: (خلونا نصل إلى اتفاق يرضي الجميع).

اتفاق مرضي

وأكد حميدتي أنه يريد اتفاقاَ يرضي الجميع ويوحِّد السودانيين، وقال “ما تنغشوا من أصحاب الأجندة.. ما تنغشوا تاني خلونا نصل لاتفاق يخرج بلادنا إلى بر الأمان ويوحدنا بالاستفادة من تجارب الآخرين لا نريد للسودان أن يتفرتق “، مشدِّداً على أنه لا بديل للسلام إلا السلام.

وذكر نائب رئيس مجلس السيادة، أن مجموعة تسعى للكسب وتنفذ أجندة، وقال: “بعد 11 شهر من التغيير لم تشكل حكومة أو إحداث أي تقدُّم”، داعياً الشباب الذين قادوا التغيير إلى الظهور في الواجهة وأن لا ينخدعوا باسم الدين، مشيراً إلى أن هناك حملات تضليل ومزايدة على مواقفه تجاه القضايا الوطنية، مؤكداً إيمانه القاطع بوحدة تراب البلد والحرص على أمنه واستقراره، وشدَّد على أهمية التكاتف لنبذ خطاب الكراهية والعنصرية والقبلية. وتابع بالقول: (كلنا من آدم ـ وآدم من تراب يجب أن يكون شعارنا جميعاً هو عَلم السودان وقبيلتنا السودان الواحد الموحد).

إزالة الخوف

يرى المحلِّل السياسي د. راشد التجاني،  أن تصريحات حميدتي، القصد منها إرسال تطمينات إلى الجميع بأن الإسلاميين لن يعودوا من خلال التسوية السياسية الماضية الآن، وقال: “يريد أن يزيل الخوف من عودتهم” خاصة وأن هناك حديث داير بأن التسوية المرتقبة ستشمل الجميع بما فيهم الإسلاميين.

وقطع التجاني في تصريحات لـ(الصيحة)  أن هذه التصريحات رد فعل خوفاً من عودة الإسلاميين إلى السلطة مرة أخرى.. وأيضاً محاولة لاستمالة الرأي العام  ضد الإسلاميين.. وإظهار للناس أن العودة تعني الرجوع إلى ماقبل الثورة.

رسالة للمحاور

من جانبه قال المحلِّل السياسي محمد علي عثمان، إن تصريحات نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو، لا تخرج من كونها تطمينات للقوى السياسية المدنية التي يتم التفاوض معها الآن بأنهم أي المكوِّن العسكري لا يستندون ويستمدون قوتهم من إسلاميي السودان.

وأشار  محمد علي في تصريحات لـ(الصيحة) تعليقاً على حديث دقلو في النيل الأبيض : (يريد حميدتي إرسال رسائل واضحة للمحاور التي تدعمه بأن نظام الحكم الإسلامي لا عودة له بتاتاً في المستقبل القريب .. لتسير التسوية كما مخطط لها وفق خارطة معينة).

ونصح محمد علي، دقلو بعدم معاداة الإسلاميين،  منوِّهاً إلى أن نائب رئيس مجلس السيادة، كثير في اللقاءات يردد الحديث عن الإسلاميين ومستقبلهم في السلطة والوضع السياسي الراهن.

استقطاب حاد

فيما أكد أستاذ العلوم السياسية أيمن صالح، إن المرحلة الانتقالية المقبلة يجب أن يتوافق فيها جميع السودانيين، باعتبار أن البلاد مضت نحو عام وهي تعيش في حالة استقطاب حاد بين المكوِّنات السياسية المختلفة، دون مراعاة لمصلحة الوطن والمواطن الذي انكوى بنيران صراعات القوى السياسية.

وحول تصريحات دقلو، قال صالح لـ(الصيحة) إن حميدتي يقصد بأن الشعب السوداني أصبح واعياً لاسيما بعد مجئ ثورة ديسمبر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى