الغالي شقيفات يكتب : صرخة الفاضل الجبوري في غياب الدولة

10 أكتوبر 2022 م
استمعت إلى تسجيل صوتي متداول بكثافة في وسائل التواصل الاجتماعي للإعلامي الشعبي الشهير الفاضل الجبوري، يتحدث فيه بمرارة عن تعرض بعض أبراج الضغط العالي إلى التخريب والسرقة في ولاية غرب كردفان، الأمر الذي تسبّب في قطع الكهرباء من الفولة عاصمة الولاية نتيجة لتخريب الأبراج ناحية منطقة السنوط.
وبحسب الجبوري، فإن الحديد يستخدم في صناعة الكارو وقبلها كان البعض يسرقون أسلاك التلفونات لصناعة الحلة تمبل بي، ومسامير السكة حديد لصناعة السكاكين، فلذا يقول الجبوري إنّ الشعب السوداني يحتاج إلى إعادة ضبط المصنع وإلى قوانين رادعة، وهذا الأمر أصبح ثقافة تحتاج لعلاج وسلوك مشين جداً، وهذا ليس حصراً في غرب كردفان فقط، فقد تعرّضت الأسبوع الماضي مباني كلية الزراعة التابعة لجامعة الفاشر بمحلية كبكابية بولاية شمال دارفور إلى غزو نهب منظم تحت أعين حكومة الولاية التي لم تُحرِّك ساكناً وهي التي سكتت عن نهب “يوناميد” بالفاشر، فهناك أيضاً من نهب الأسلاك لصناعة الكوانين، واللساتك لصناعة تموت تخلي أو حذاء أم شنقاي، وآخرون نهبوا علامات المرور لصناعة أقفاص الدجاج وأغطية المجاري لكي يجلس ويستخدم فيها، وهذه كلها أساليب أنانية وحُب الذات على حساب الجماعة والوطن، ويحدث كل هذا في ظل الغياب التام للدولة في إعادة الممتلكات ومُحاسبة المُجرمين.
لا أدري لماذا لا يعمل رجال المباحث في ضبط المسروقات، ولماذا لا يستدعي المجلس السيادي واليي شمال دارفور وغرب كردفان ومحاسبتهما أو إقالتهما، لأنهما دون المسؤولية والتخريب (Vandalism) يجب محاربته من كل أفراد الشعب في مسؤولية جماعية، وعلى الدولة تولي مسؤولياتها تجاه الممتلكات العامة واعتبار أيِّ تحطيم للممتلكات العامة عملاً إجرامياً.
وقبل أيّامٍ، كتبت عن هيئة نظافة الخرطوم وطالبت بمحاكمة البركادة وهو مصطلح يُطلق على الذين يفتشون براميل القمامة والكوش، طبعاً سمعته أول مرة من والي الخرطوم السابق أيمن نمر، فهي أيضاً تخريب يساهم في نقل الأمراض ونشرها، والاعتداء على الممتلكات العامة هو اعتداءٌ على المجتمع والدولة.
تكون مسؤولية الوالي أن يُحافظ على الممتلكات العامة، وأن يُؤدِّب ويُعاقب مَن يعتدي عليها بأيِّ صورة من صور الاعتداءات التي يترتّب عليها تفويت المصلحة منه، ونتشهد بما فعله النبي صلى الله عليه وسلم مع العرنيين.
وهو أن تشويه المنشآت والممتلكات العامة إذا وصل إلى درجة «التخريب» يكون إفسادًا في الأرض، وأن الله نهانا عن الإفساد في الأرض في أكثر من آية كقوله عز وجل في سورة البقرة: «وَلَا تَعثَواْ فِي ٱلأَرضِ مُفسِدِينَ».

يحرم شرعًا الاعتداء على المرافق والممتلكات العامة ومن اعتدى عليها فكأنما اعتدى على الجميع، لأنها لها حكم المال العام، وهدر المال العام محرمٌ شرعًا لقوله صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع: «فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في عامكم هذا».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى