النميري عبد الكريم يكتب : العام الدراسي وأهمية المتوسطة!

8 أكتوبر 2022م
بدأ العام الدراسي الجديد 2022 -2023م، ولعل هذا العام يشهد عودة أهم مرحلة في تكوين الشخصية المستقبلية للإنسان، لأنها تمر بمرحلة المراهقة وتكوين المشاعر، لذا تعتبر المرحلة المتوسطة من أهم المراحل التعليمية وأخطرها في ظل العولمة وبث الثقافات المختلفة، وقد تكون معادية لثقافة المجتمع الذي تعيش فيها من حيث تكوين السلوك والعادات والتقاليد وأنماط الحياة المختلفة.
ستعود المرحلة المتوسطة في ظل تردي الوضع الاقتصادي والمرتبط بالوضع السياسي، حيث تعاني معظم الأسر من توفير الاحتياجات الخاصة من المستلزمات المدرسية والتي تقف الحكومة عاجزةً عن توفير الكتاب المدرسي لكل طالب بالمدارس الحكومية وإعادة مدارس المرحلة المتوسطة بعد أن تم تحويلها في المرحلة الثانوية والتي تحتاج إلى صيانة كبيرة والمكلفة مادياً وتردي وضع المعلم. هناك تدن مريع في الأخلاق واستخدام الألفاظ غير الكريمة وسب العقيدة بين الصبيان والشباب في التعامل بينهم، لذا تكمن أهمية المرحلة المتوسطة لتصحيح المفاهيم الخطأ لهؤلاء الأبناء وهم في طور الانتقال من مرحلة إلى اخرى.
تعمل وزارة التربية و التعليم بكل همة في توفير المعينات لبداية العام الدراسي، إلا أن الاجتهاد مع عودة المرحلة المتوسطة يجب أن يكون أكبر، كما ذكرنا، لما للمرحلة المتوسطة من دور في تكوين شخصية المستقبل. نحسب أن المقررات الجديدة للمتوسطة قد وضعت بعناية ودون الإكثار من المواد، و أن لا تكن تلقيناً فقط وعدم التركيز على المواد الدراسية فقط، فلا بد من ادخال وإعادة المقررات والحصص التي تجعل الطالب مرتبطا بدينه وعقيدته ومعرفة الحلال من غيره، وضرورة احترام الكبير وتوقير الصغير وتنمية الروح الوطنية من إعادة دروس التربية الوطنية، وحرمة الاعتداء على الأموال والممتلكات العامة وحصة المكتبة، حتى يعتاد الطلاب على الجلوس والاطلاع على الكتب الأدبية و المجلات عبر تبادل هذه المواد بين الطلاب ومناقشة ما تم الاطلاع عليه وتنمية روح النقاش وإبداء الرأي وقبول الرأي الآخر وقبول الأخر وتطوير المواهب عبر الجمعيات الأدبية والمسرح والتركيز على أساسيات اللغة العربية خاصة (الإملاء – القراءة) وتحسين الخط بكثرة الكتابة وإذا لزم الأمر تدريس كتاب (القاعدة النورانية) لتعلم النطق والتشكيل الصحيح، وأيضاً اللغة الإنجليزية وآدابها، وعمل منافسات في هذه المواد خاصة، أيضا ضرورة تعليم هؤلاء الأبناء أهمية التعليم، حيث قال الإمام الشافعي (من لم يذق مر التعلم ساعة، تجرع ذل الجهل طول حياته) يجب أن يتعلم الأبناء مثل هذه العبارات وأن لا يتبادلوا رسائل السخرية والخوف من الدراسة.
يجب التركيز بأن لا تكون المرحلة المتوسطة هي مرحلة التلقين، خاصة في الفصل الأول وحتى لو تم طبعة المقررات يجب أن ترحّل إلى الفصل الثاني والتركيز على المواد التي تجعل الطلاب أكثر استعداداً للخروج إلى الشارع العام أكثر احتراماً لوطنه وعقيدته ولأهل والرأي الآخر وفتح فرص التعيين للمعلمين لهذه المرحلة.
على أولياء الأمور والأسر، التعاون مع إدارات المدارس والمجالس التربوية ومتابعة أبنائهم والمساهمة المادية في دعم الصيانة البسيطة ودعم النواقص بالمدارس لتسهيل مهام المعلمين وتهيئة البيئة المدرسية للأبناء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى