السودان اليوم…الخطر القادم.. مجاعة!!!

تقرير: فرح أمبده    1  اكتوبر 2022م 
يتزايد القلق في السودان، من مواجهة أزمة في الغذاء، لجهة، انخفاض إنتاج المحاصيل الأساسية وعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي، فضلاً عن الدمار الذي أحدثته الأمطار والفيضانات خلال الأشهر المنصرمة، حيث غمرت المياه مساحات مزروعة، في (16) من أصل (18) ولاية، وتتزامن هذه الأضرار مع تحذيرات من مواجهة (11.7) مليون شخص، ما يقرب من ربع سكان البلاد، خطر الجوع الحاد أو ما يطلق عليه اصطلاحاً “انعدام حاد في الأمن الغذائي” وما يزيد الوضع تعقيداً، توفر اسباب عمليات نزوح السكان من مناطقهم حتي وصلت اعدادهم إلى أكثر من ثلاثة ملايين نازح واكثر من نصف مليون لاجئ.

وكانت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة حذَّرت من أزمة غذاء تلوح في الأفق في السودان نتيجة لآثار النزاع المسلح وانخفاض إنتاج المحاصيل الأساسية والاضطراب الاقتصادي.
أزمة عميقة
نبَّهت تقديرات حديثه وردت في تقرير صادر عن البعثة المشتركة المكوَّنة من الإدارات الحكومية ووكالات الأمم المتحدة المتخصصة والمنظمات غير الحكومية المحلية والدولية، إلى أن السودان مواجه بـ”أزمة غذائية عميقة” تجعل من ربع سكان البلاد وعددهم (11.7) مليون شخص، يواجهون خطر الجوع الحاد “بزيادة مليوني شخص مقارنة بالمدة نفسها من العام الماضي”، بجانب زيادة معدَّلات الإصابة بالأمراض والوفيات وسط الأطفال دون سن الخامس، كل ذلك يترافق مع ارتفاع عدد النازحين المسجلين إلى ما يقرب من (3) ملايين ونصف، نازح، واللاجئين إلى (550,000).
وذكر التقرير نقلا عن “تحليل التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي” أن الانتشار المرتفع لسوء التغذية الحاد ساهم في زيادة معدَّلات الإصابة بالأمراض والوفيات بين الأطفال دون سن الخامس، وأن الاقتصاد الهش ونوبات الجفاف الطويلة وتقليل المساحات المزروعة وعدم انتظام هطول الأمطار من بين الأسباب الجذرية للزيادة، فضلاً عن
الزيادة المطردة في مستويات عدم استتباب الأمن الغذائي، وارتفاع معدَّلات النزوح الداخلي، والتدفقات المتصلة للاجئين من البلدان المجاورة، لا سيما من جمهورية جنوب السودان وإثيوبيا وإريتريا.
لجوء ونزوح
وفقاً للتقرير (حصلت عليه الصيحة)، فقد جرى تسجيل ما يقرب من (35,000) نازح، جديد، في مايو ويونيو، نتيجة للنزاعات المحلية، بما في ذلك (28,873) نازحًا، في ولاية غرب دارفور، و(1,158) شخصًا، في ولاية جنوب دارفور، و(4,765) شخصًا، آخر في ولاية جنوب كردفان، بجانب نزوح (19,000) شخص، إلى ولاية شمال دارفور بسبب نزاع محلي في محلية كُلبٌس التابعة لولاية غرب دارفور، إضافة إلى أكثر من (3.1) مليون، نازح، في جميع أنحاء السودان، ولا سيما في دارفور والمنطقتين (بولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق)، ووصل بداية العام الجاري، ما يقرب من (16,721) لاجئاً، جديداً، من جنوب السودان، ولا سيما في ولاية النيل الأبيض (10,554) وولاية غرب كردفان (3,90) وولاية شرق دارفور (2,477) .
الأمن الغذائي
قبل ثلاثة أشهر، اضطر برنامج الغذاء العالمي في السودان لتخفيض الحصص الغذائية للاجئين بسبب “النقص الحاد” في التمويل، ويقدِّم البرنامج المساعدات بانتظام إلى أكثر من (550,000) لاجئ، في السودان، وحسب بيان صادر عن البرنامج، سيحصل اللاجئون على نصف سلة الغذاء القياسية فقط، سواءً أكانت أغذية عينية أو تحويلات قائمة على النقد، ما يمكن أن تؤدي هذه التخفيضات إلى تفاقم مخاطر الحماية، حيث قد يلجأ اللاجئون إلى آليات “التكيُّف السلبية” المتمثلة في التسرُّب من المدرسة، وعمالة الأطفال، والزواج المبكِّر وغير ذلك من المخاطر.
هشاشة اقتصادية
وفقًا لتقرير أخر حمل اسم “التقييم الشامل للأمن الغذائي والهشاشة” كان (34) في المائة من السكان (حوالي 15 مليون شخص)، يعانون من “عدم استتباب الأمن الغذائي” خلال الربع الأول من عام 2022م، ويمثل هذا زيادة بنسبة (7) في المائة مقارنة بالمدة نفسها من العام الماضي، حيث كان (27) في المائة من السكان (12 مليون شخص)، وإن أعلى نسبة كانت في ولايات غرب دارفور (65 في المائة)، ووسط دارفور (59 في المائة)، وشمال دارفور (56 في المائة)، والنيل الأزرق (50 في المائة).
أمراض ووفيات
وحسبما ورد في التقييم الشامل، فإن الانتشار المرتفع لسوء التغذية الحاد في السودان، ساهم في زيادة معدَّلات الإصابة بالأمراض والوفيات بين الأطفال دون سن الخامسة، حيث سجلت (11) ولاية، من أصل (18) ولاية، انتشارًا لسوء التغذية الحاد على المستوى الشامل بما يعادل أو يتجاوز عتبة منظمة الصحة العالمية البالغة (15) في المائة.
وتشير التقديرات في هذا الاتجاه، إلى أن حوالي (4) ملايين طفل، دون سن الخامسة والنساء الحوامل والمرضعات يعانين من سوء التغذية الحاد وفي حاجة إلى خدمات التغذية الإنسانية المنقذة للحياة، ويشمل ذلك (618,950) طفلًا، دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم، من بينهم (92,843) يعانون من مضاعفات طبية وبالتالي يحتاجون إلى رعاية متخصصة.
وفي الوقت نفسه، هناك أكثر من (2.45) مليون طفل، دون سن الخامسة وأكثر من (900,000) من النساء الحوامل والمرضعات يعانين من سوء التغذية الحاد المعتدل.
الأول من (115) بلداً
وحسب التقرير: من بين (115) بلداً، متأثرا بموجات الجفاف، يعيش نصف الأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد في السودان، وقد أدى ذلك إلى زيادة العدد التقديري لحالات سوء التغذية الحاد الشديد من (618,950) إلى (650,000) وحالات سوء التغذية الحاد الشديد التي تعاني من مضاعفات طبية من (92,843) إلى (97,493) حالة، في حين زادت حالات الأطفال دون سن الخامسة المصابين بسوء التغذية الحاد المعتدل من (2.45) مليون، إلى (2.57) مليون.
ضعف التمويل
ونبَّه التقرير إلى الحاجة الماسة إلى (139) مليون دولار، إضافية لمنع المزيد من التدهور وسد الفجوات في الإمدادات الأساسية والعلاج والوقاية والعلاج من سوء التغذية الحاد، بما في ذلك المكملات الغذائية الدقيقة وتحسين ممارسات تغذية الرضع والأطفال الصغار.
وكانت خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2022م، تلقت حتى يوليو (414.1) مليون دولار فقط، من إجمالي المتطلبات البالغة (1.94) مليار دولار .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى