السودان ضمن التحالف الدفاعي الإقليمي.. ما الفائدة؟

 

الخرطوم: الطيب محمد خير      14 يونيو2022م

دفع نواب الحزبين الجمهوري والديموقراطي بالكونغرس الأمريكي بمبادرة تشريعية بترويج ومساندة من قبل لوبي اتفاقية إبراهام في الكونغرس الذي يقوده السناتور الجمهوري ايوا جون ارنست، تضمَّنت المبادرة حسب صحيفة “إسرائيل هيوم” تكليف وزير الدفاع الأمريكي لويس اوستين، لصياغة خطة لإنشاء نظام دفاع مشترك ضد الصواريخ والضربات الجوية التي تشنها إيران مع حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل والبحرين والإمارات العربية المتحدة والسودان والمغرب والمملكة العربية السعودية والعراق.

وفقاً لارنست، الذي نقلت عنه الصحيفة أن مشروع قانون يوجه الإدارة الأمريكية للعمل مع حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة لبناء نظام دفاعي متكامل للتعامل مع التهديد الذي تشكِّله إيران وفروعها من المتطرفين.

تقاطع مصالح

وقال الخبير الدبلوماسي السفير الطريفي كرمنو لـ(الصيحة): هذا التحالف لايزال في طور الاقتراح ولم يتخذ فيه قرار من الكونغرس وله ارتباط بالحرب الروسية  الأوركرانية وحلف الناتو، لكن لن يكون له تأثير كبير، ويأتي هذا التحالف في إطار الموقف الذي اتخذته أمريكا مع بعض الدول على طريقة (معنا أو ضدنا) وهناك أشياء ليس من السهل أن تتأثر بهذا النهج مع أو ضد، لأن القضايا متشعبة ومتداخلة وبالتالي ربطها بإسرائيل تكون قابلة للفشل بدرجة كبيرة، فمثلاً السودان لم يتقدَّم كثيراً في تطبيعه مع إسرائيل رغم إسرائيل كسبت حرية الطيران عبر الأجواء السودانية، لأن حمدوك بحكم أنه رئيس الوزراء رفض المواصلة في برنامج التطبيع باعتباره أمر تشريعي وليس تنفيذي، فضلاً عن أن السودانية من الدول غير الميَّالة لخلق علاقة مع إسرائيل،

وعن المكاسب التي سيجنيها السودان من دخوله في هذا التحالف قال السفير كرمنو: إن وضع السودان لا يمكن أن يختار الدخول من عدمه بسبب الأوضاع المضطربة، لكن قد يكون وضع في القائمة لإدراجه مستقبلاً.

وأضاف السفير كرمنو: لا أتوقع كل الدول التي ورد اسمها ضمن قائمة التحالف ستوافق على الانضمام إليه وبالتأكيد هناك تقاطع مصالح لأنه واضح ضد روسيا، ثم إيران وحلفائها لا تحتاج لتحالف بكل هذا القدر من القوة الكبيرة، وأمريكا لا تحتاج لكل هذا الزخم الكبير لمواجهة إيران إلا أن تفعل في إيران مافعلته في العراق جمعت كل القوى العالمية لمواجهة صدام بغرض ضربه وتدميره باعتباره قوى يمكن أن تواجه إسرائيل، دون الانتباه إلى أن صدام كان يشكِّل قوة تكبح تطلعات إيران.

وعن وجود علاقة بين تأسيس هذا التحالف والوساطة السعودية لحل الأزمة السودانية، قال كرمنو: لا توجد علاقة فكل مافي الأمر الآن السعودية أقرب للسودان وللبحر الأحمر وأقرب للتحالف السوداني المصري، أقرب من أي دولة أخرى، فالإمارات كل طموحها في السودان تجد لها موطئ قدم في موانئ البحر الأحمر، لكن السعودية تنظر إلى أمن البحر الأحمر الذي يقع سبعمائة كيلو، من ساحله في السودان وبالتالي أي تأثير سلبي سيكون أثره كبير على السعودية التي تحرِّكها لحل الأزمة السودانية من واقعها وتأثرها بما يحدث في السودان.

تحالف واضح

وقال المحلِّل السياسي أستاذ العلوم السياسية د. عبد اللطيف محمد سعيد، لـ(الصيحة): إن إدراج السودان في هذا التحالف واضح من قيادته من قبل لوبي اتفاقية إبراهام له علاقة بعملية التطبيع مع إسرائيل الذي تسنده الولايات المتحدة الأمريكية وهذا اللوبي الذي يسعى لإقامة هذا التحالف، وبالتالي في ظرف السودان الحالي لايمكنه رفض أو مخالفة أي طلب تدفع به أمريكا، لكن في حال قدَّمت إيران بادرة وقدَّمت للسودان مساعدات أكثر فيمكن أنه ترجِّح كفتها.

وأضاف د. عبداللطيف: لكن هذا التحالف كبير وواسع وتقوده أمريكا ودخل السودان فيه يكسبه ود وتعاطف أمريكا معه، فقط المطلوب من الجانب السوداني أن يضع حسابات مكاسبه بصورة صحيحة وواضحة رغم أن الحكومة السودانية الآن في  وضع هش.

حماية الأمن الإسرائيلي

من جانبه قال الخبير الاستراتيجي الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة الأسبق الفريق محمد بشير سليمان لـ(الصيحة): إن هذا التحالف الغرض منه حماية الأمن الإسرائيلي الذي هو جزء من المصالح الحيوية الأمريكية في المنطقة.

وأضاف الفريق محمد بشير: لكن السؤال ما سر إدراج السودان في هذا التحالف، وأين مصلحته من دخوله في هذا التحالف. رغم أنني أرى من الأفضل له أن يكون في الحياد، رغم أن كل الدول التي ورد ذكرها في هذا التحالف تسعى لضم السودان لكسبه لجانبها في إطار مصالحها الشخصية، وأكرر لا أرى فائدة من دخول السودان في هذا التحالف غير مكسب إخراجه من أزمته الحالية.

وأشار الفريق محمد بشير، إلى المحفز لضم السودان لهذا التحالف من قبل أمريكا للاستفادة من موقعه الجيوسياسي، لكن على الجهات السيادية في الدولة السودانية أن تجيب على سؤال ما علاقة هذا التحالف بالأمن القومي السوداني؟ والآن السودان مهدَّد من أمريكا في إطار أن يستمر دولة موحَّدة بالسعى لتوزيعه لدويلات وأصبح السودان على حافة الهاوية ولا يشكِّل أي تهديد أمني لجواره السعودية وحتى إسرائيل، وبالتالي لا أرى أي  مكاسب للانضمام لهذا التحالف إلا أن كان للحكام مصالح شخصية وخاصة القوى السياسية العنيدة الحرية والتغيير، لأنني لا أرى مصالح كلية قومية.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى