حكومة ما بعد 25 أكتوبر.. هل نجحت في المهمة؟!

حكومة ما بعد 25 أكتوبر.. هل نجحت في المهمة؟!

الخرطوم- آثار كامل

توقف الحال في البلاد منذ إجراءات 25 أكتوبر، بجانب جمود الموقف السياسي وتعطيل إبحار سفينة الحكومة المدنية ومن خلال المتابعة نجد أن الأزمة الراهنة معقدة جداً وأن العلاقات العسكرية والمدنية متوترة وقد تدفع بالأزمة نحو مزيد من التعقيد رغم ما جرى من مشاورات و تحركات دولية ومحلية  لإنجلاء الأزمة وإمكانية إحداث اختراق فى الوضع السياسى الشائك الان أن الشارع الثورى ما زال متمسكاً بلاءاته الثلاث الرافضة للدخول في أي حوار من شأنه العودة بالأوضاع لشراكة جديدة مع المكوِّن العسكري، ماذا قطفت الحكومة بعد الخامس والعشرين من أكتوبر،  وماذا أنجزت وهل فشلت في مهامها أم نجحت؟

عدم ثقة

عقب خروج قائد الجيش الفريق أول عبدالفتاح البرهان في الخامس والعشرين من أكتوبر، وتلاوته خطاباً أعلن فيه إنه قام بإجراءات تصحيحية فيما شملت اعتقالات واسعة وسط القوى السياسية بجانب وضع رئيس الوزراء السابق د. عبدالله حمدوك، في الإقامة الجبرية، اعتبر الشارع  ما تم عبارة عن انقلاب على الثورة وعاد لتنظيم التظاهرات من جديد عبر المتاريس والمليونيات المجدولة بجانب تنفيذ الإضرابات والعصيان المدني وبالمقابل وماهو على أرض الواقع يسود المشهد حالة من عدم الثقة بين أطراف العملية الانتقالية بشكل يجعل من الصعوبة بمكان التوافق بين الأطراف مجدَّداً  للوصول إلى ترتيبات سياسية جديدة في المشهد.

صراعات الأطراف

يرى أستاذ العلاقات الدولية حامد يس، في حديثه لـ (الصيحة) إن البلاد في حالة ركود،  مضيفاً أن الكل ينتظر القوى السياسية لتصل إلى توافق في ظل الوضع الراهن والنتائج المتوقعة تأتي سالبة، منوِّهاً إلى أن السودان فقد الكثير من الدعم الخارجي والمنح بعد الخامس والعشرين من أكتوبر، لافتاً إلى أن تطورات الأزمة والصراعات بين القوى السياسية صرفت الأنظار عن مهام العملية الانتقالية برمتها، لاسيما إعادة بناء مؤسسات حكم فعالة والتمهيد لإجراء انتخابات عامة، والتأسيس لشرعية دستورية جديدة بالبلاد، بجانب وضع البلاد على طريق المسار الديموقراطي، ونوَّه بأن خلال الفترة الانتقالية  وما بعد الخامس والعشرين من أكتوبر، نرى غياب مشروع وطني حول الانتقال الديموقراطي يستوعب أهم الفاعلين من دون إقصاء، وكذلك الافتقار إلى رؤية واضحة تجاه أهم محددات الانتقال، لاسيما التعاطي مع المؤسسة العسكرية وإرث النظام السابق.

 تكليفات فقط

قال د. أمين إسماعيل مجذوب، الخبير الاستراتيجي والمتخصص في إدارة الأزمات في حديثه لـ( الصيحة)، بعد أحداث الخامس والعشرين من أكتوبر، لم يتم تشكيل حكومة حتى الآن هي فقط تكليفات سواءً أكان للمديرين التنفيذيين أو وزراء مكلفين أو في الولايات كوالٍ مكلف، لذلك الاختصاصات تختلف من التكليف إلى الوزير أو الوالي بالأصالة. عموماً مايدور في الخرطوم في الوزارات الاتحادية هم وزراء حركات الكفاح المسلح فقط، لازمهم الكثير من الإخفاق لعدم وجود مجلس تشريعي للشورى ولا مراجعة للميزانيات، فكانت استقالة وزيرة الحكم الاتحادي هي القشة التي قصمت ظهر البعير، وكذلك وزير المالية يحارب في اتجاهات عديدة دون ميزانية مجازة من مجلس وزراء أو مجلس تشريعي أو حتى من جلسات مختلفة هذه هي الإشكالية الأكبر، ولفت إلى أن في السياسية الخارجية وزير مكلف للخارجية يعمل بقدر ما متوفر له من كوادر لإدارة السياسة الخارجية، هنالك ملفات لم يتم حسمها مثل عضوية السودان في الاتحاد الأفريقي والملفات مع أثيوبيا ربما هنالك نجاح مع الصين في رفع العقوبات عن السودان والنجاح في إدارة ملفات السياسات الخارجية ومن السياسة الداخلية لم يتم التفاوض مع الأحزاب السياسية والوصول إلى حكومة وفاق وطني، وهذا يخصم من الحكومة الموجودة بعد الخامس والعشرين من أكتوبر، وأضاف: نجد من الناحية الأمنية توجد سيولة أمنية وهنالك بلاغات كبيرة ومسألة التصدي للمليونيات هذا أمر -أيضاً- يخصم كثيراً من الحكومة الموجودة. عموماً هي حكومة تحدي تعمل في ظروف غير عادية لعدم التكليف وأيضاً التصدي لها من لجان المقاومة وبعض الأحزاب السياسة التي كانت لا تقبل ما حدث في الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى