محمد طلب يكتب: مصر المؤمنة باهل الله والعلم وجسور العبور (4)

محمد طلب يكتب: مصر المؤمنة باهل الله والعلم وجسور العبور (4)

يا جمال دنيانا يا جمالا الحبيب وايانا

بعد أن بدأت مقالاتي ضد مستشفى (رويال كير) والمعاناة التي واجهتها هناك آثرت التوقف عن نشر القبح محاولاً بث روح الجمال والاهتمام الذي وجدته هنا (بمصر المؤمنة) حتى نتعلم كيف يكون مشروع (توطين العلاج) الذي اتخذته حكومة الإنقاذ البائدة شعاراً.. مجدياً ومفيداً
ومركز Physio Peak سوف يكون مثالا لذلك رغم انه ليس مستشفى بل مركز علاجي مكمل لعمل وحدات معينة بالمستشفيات.
وربما ينظر البعض لسلسلة مقالاتي تحت عنوان (مصر المؤمنة بأهل الله والعلم وجسور العبور) على انها تفتقد الروح الَوطنية ََََوهذا لا يمت للحقيقة بصلة بتاتاً يكفي اني طالبت الدكتور احمد يس ان يكون له فرع بالسودان خصوصا ان هناك عدداً معتبراً من السودانين يتلقون العلاج بالمركز ورغم انه عمل خاص الا ان تكلفته مقارنة بالخدمة المقدمة ونتائجها تكفينا شر ما ندفعه (لتوطين العلاج) او كما يسمونه…. وليس عيباً ان نتعلم من غيرنا ونطور فيه وهذا امر طبيعي فالاهرامات موجودة في مصر والسودان وليس المجال هنا للمغالطة والبحث عمن اخذ ممن ولكن تبقى قيم الاخذ والعطاء هي قيم انسانية عليا يجب ان نرتقي لها ونرقر بها…
عندما يسالوني في المركز (من فين انت في السودان؟؟؟) فاقول بلا تردد انا (بشاري) فيرد احدهم يعني ايه؟؟ فاقول يعني من حلايب (هو انت ما تعرفش ان حلايب ارض البشاريين) فيقول اااه يعني انت مصري… لا سوداني… لا انت مصري عندها احسم الجدل بصوتٍ عالٍ بأحد مقاطع أغنية سودانية تقول (مافيش تاني مصري سوداني نحن الكل ولاد النيل) فيصفق الجميع..
بمناسبة الغناء كانت جلسة العلاج المائي اليوم بمركز Physio Peak على ايقاع الفنان الراحل (محمد وردي) -((صدفة واجمل صدفة انا يوم لاقيتك)) لكن الصدفة الاجمل هي التي اتت بي الى هنا ولهذا المركز تحديداً وقد ابدع اخصائي العلاج المائي (علي) في تشغيل اغنيات محمد وردي دون طلب منا وهذا يقع ضمن مهارات التفاعل الايجابي وفنون التواصل مع الحالات.
وكما ذكرت سابقاً ليس من المهم من اخذ ممن بقدر ما تكمن الاهمية في نثر الجمال وانتشاره ومحمد منير نفسه يكن لوردي كثير الاحترام وكليهما من ارض النوبة السمراء وبينهما شبه كبير في الشكل والجوهر تغنى منير باكرأ باغنية محمد وردي (النوبي) وسط الدائرة يا اجمل نايرة كلمات (الشايقي) اسماعيل حسن:

(وسط الدايرة يا اجمل نايرة خلى قلوبنا تطير
وارحلى بينا فراشة حنينة بين زينات وعبير
لما الخصلة تدور طربانة تبقى حرير في حرير
فرحى خلق الله واتني يا شبه القمرة)..

وتغنى ايضاً في السنوات الاخيرة للشاعر محجوب شريف:

(الاسم الكامل انسان والشعب الطيب والديّ َوالمهنة بناضل بتعلم تلميذ في مدرسة الشعب…. والمدرسة فاتحةَ على الشارع والشارع فاتح في القلب… والقلب مساكن شعبية)

والنسخة الاصلية تقول (الاسم الكامل سوداني)… فوسع (منير) ماعونها وزادها بريقاً وجعلها (انسان) ويمكن اسقاط القول على كل الانسانية… يا للجمال ويا للروعة..
بالمناسبة عنوان المقال اعلاه لاغنية سودانية للمرحوم الفنان الذري (ابراهيم عوض) الذي شارك الممثل اسماعيل يس بالستينات في فيلم (طرزان) باغنية اظهر وبان عليك الامان….
يا (جمال) دنيانا اقصد بها اخصائي العلاج المائي المشرف على تدريبي (الشقي الجميل) الذي انتزع حالة الاكتئاب والتكشيرة التي لازمتني بعد المرض (بالجلبقة في الموية) وزراعة البهجة وقد تعب حتى قلت له ضاحكاً (يا جمال دنيانا يا جمالها) وفتحنا باباً جديداً في رحلة العلاج مع منير ومحمد وردي وابراهيم عوض وبعث لي (رسالة من تحت الماء) تقول (اني اغرق) بهذه التكشيرة: (فُك يا استاذ محمد بقى)……
جلسة العلاج المائي بـ(Physio Peak ) تاخذك لعوالم اخرى مع التيم الجميل المبتسم الضاحك وتخرج منتعشاً بعد الجاكوزي… وقطعاً في الختام لن اجد اجمل من كلمات اغنية الراحل عبد الكريم الكابلي (اسيا وافريقيا) للشاعر تاج السر الحسن والتي تغنى بها امام جمال عبد الناصر في الخرطوم بعد النكسة:

(مصر يا أخت بلادي.. يا شقيقة.. يا رياضاً عذبة النبت وريقة.. مصر يا أم جمال.. أم صابر.. ملء روحي أنت يا أخت بلادي.. سوف نجتث من الوادي الأعـادى.. فلقد مدت لنا الأيدي الصديقة.. وجه غاندي وصدى الهند العميقة.. صوت طاغور المغني.. بجناحين من الشعر على روضة لحن يا دمشق.. كلنا في الفجر والآمال شرق)..

هكذا نحن شعب وادي النيل يجمعنا الكثير ويفرقنا الساسة ولعبة المصالح وبالنسبة لي شخصياً Physio Peak استطاع ان يغير كثيراً من الاشياء عندي خارج اطار العلاج والتي عجز معظم المصريون الذين زاملتهم بالخليج عن تغييرها…. ولسان حالي الآن يقول لن تعرف مصر الا من داخل مصر وشعبها وشوارعها وحاراتها و(موية النيل يا جميل).

سلام

محمد طلب: مصر المؤمنة بأهل الله والعلم وجسور العبور (3)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى