اللوحات الإعلانية في الخرطوم.. سقوط اضطراري

ما يفوق (40) لافتة دعاية وإعلان جاثمة أرضاً

 

الخرطوم: انتصار فضل الله  13  سبتمبر 2022م

شكا بعض من أصحاب محال حلويات المولد المتراصة غرب حوش الخليفة في أم درمان من سوء معدن الحديد المستخدم في  اللافتات الإعلانية المنصوبة أعلى محالهم، لافتين لوجود خلل كبير يواجه هذا النشاط التجاري .

وقال الشاكون لـ(الصيحة)، وضح الخلل منذ سقوط بعض اللافتات التي كانت تبدو متينة إثر إعصار ضرب ولاية الخرطوم، مما كلفهم أضراراً بالغة، وطالبوا الشركات المتخصصة في المجال بجودة العمل واختيار الحديد المتين بدلاً من      “الصفيح” لمواجهة الأعاصير والعواصف التي تزداد حدِّتها في فصل الشتاء وهو على الأبواب.

 تشوُّهات لاصقة

رصدت جولة قامت بها (الصيحة) ما يفوق (40) لافتة دعاية وإعلان، جاثمة أرضاً منذ فترات مضت في شوارع  متفرِّقة داخل الخرطوم.

ولاحظت الجولة تآكل عدد كبير من هياكل لافتات أخرى ما زالت منصوبة في شوارع “العرضة – الأربعين – عشرين – الوادي” بأم درمان، ولا يحتوي بعضها على ملصقات إعلانية.

ولاحظت ذات “الجولة “، وجود حوالي (15) لافتة، منصوبة يخلو بعضها من الملصقات وتآكل بعضها، فيما احتفظ البعض الآخر بمنظره الجمالي الذي يجذب القراء، وذلك  في الشارع الممتد من كبري نفق جامعة السودان بمنطقة المقرن في الخرطوم حتى كبري الإنقاذ مروراً  بنفق مدينة  ” الفتيحاب”، فيما عدا ذلك هناك الكثير من اللافتات منتهية الصلاحية مصدِّية ومتآكلة في الشوارع الرئيسة والفرعية داخل العاصمة.

حدث قريب

يوم السبت الأسبوع الماضي، سقط العديد من اللافتات في مناطق متفرِّقة إثر  إعصار قوي لم تشهده ولاية الخرطوم منذ سنوات مصحوباً بصواعق رعدية وأمطار غزيرة، ولحق الأذى ببعض المواطنين الذين كانوا قرب موقع الحدث.

وأقر محمد الزين، مستثمر في المجال بوجود أخطاء فنية مصاحبة لتركيب اللوحات، وقال لـ (الصيحة) بعض الشركات لا تلتزم بالضوابط ولا تتابع عملية التركيب، فنسبة لغلاء أسعار تركيب اللافتات يلجأ البعض إلى الاستعانة بالحدادين لعمل اللافتات وتثبيتها بأنفسهم بعيداً عن الشركات المحكومة بضوابط.

  عدم التزام

اتهم الأمين العام لشعبة شركات الدعاية والإعلان بولاية الخرطوم أسامة عبد الجليل، المحليات بعدم الالتزام في التعامل مع الشعبة، قائلاً: هذه المشكلة ساهمت في عدم تمكَّن الشعبة من تحمُّل مسؤوليتها تجاه النشاط وتحديد ضوابط التصنيع وتوفير أقصى درجات السلامة.

وقال عبد الجليل: هذا التحدي أتاح للمؤسسات والشركات التجارية التعامل مع المحليات بصورة مباشره لتقليل تكلفة الإعلان، وهذه المؤسسات تتعامل مع حدادين فقط، لتصنيع اللوحات، لافتاً إلى أنه ليس بمقدار أي حدَّاد تصنيع لوحة وهذه أسباب المشاكل والخلل الذي يحيط بالنشاط، مضيفاً أن الفنيين معروفين لكل شركات الدعاية.

حوادث طبيعية

وقال عبد الجليل لـ(الصيحة): إن عدد الشركات غير محدَّد، لكنها لا تقل عن (100) شركة متخصصة في تركيب اللافتات.

ويرى أن الحوادث السابقة جراء الكوارث الطبيعية شئ طبيعي ووارد، ذاكراً مثال لذلك وقوع شجره كبيرة فوق العربات في شارع المعونة.

وأردف، ذلك لا يعني عدم مسؤوليتهم عن الحوادث الناتجة عن اللوحات ولذلك يتحتم على الجميع الصيانة والمتابعة الدورية للوحات، وطالب المحليات بتمكين الشعبة من مشاركتها في عملية تجديد الترخيص السنوي للوحات وذلك بتكليفها بإصدار شهادة صلاحية اللوحات وفق مهندسين وفنيين تحدِّدهم الشعبة وفقاً لما تملكه من خبرات في هذا الأمر.

أسس وضوابط

 

إدارات الإعلان التجاري في محليات الولاية هي الجهات المختصة بإدارة عمل الإعلان التجاري ولمزيد من التوضيح في جانب القضية المطروحة تثنَّى لـ(الصيحة) التحدث مع مدير إدارة الإعلان التجاري بمحلية جبل أولياء، شريف فضل علي، حول المهام الموكولة لهذه الإدارات قائلاً:  تعمل الإدارات في كل المحليات وفقاً للأسس والضوابط المنظمة للإعلان وهي المسؤولة عن تركيب اللوحات التجارية وفقاً لإجراءات وضوابط منظمة للعمل،

 

وحول الإجراءات المتبعة في شروط المنح والتعاقد أبان، يتقدم الشخص المعني أو الشركة بطلب لإدارة الإعلان التجاري لمنحه اللوحة الإعلانية، ويعرض الطلب على لجنة فنية مختصة في المحلية تتكوَّن عضويتها من مهندسين في الطرق والكهرباء من إدارة التخطيط العمراني، وممثلين من إدارة المرور في المحلية وممثل لوزارة البُنى التحتية، تقف اللجنة ميدانياً على المواقع المقترحة من الشركة  للتأكد من عدم وجود أي موانع بعدها يتم منح الشركة أو الشخص التصديق بتركيب اللوحات ثم يتم إجراء التعاقد مع الجهة المعنية وفقاً للقوانين والضوابط المعمول بها .

ثلاثة قوانين

فيما يختص بالقوانين المنظمة للنشاط يقول فضل، توجد ثلاثة قوانين تحكم العمل منها: قانون ولائي قانون صادر من المرور وقانون الطرق والجسور وهي تعمل على تركيب وتنظيم الإعلان التجاري على مستوى الولاية ويعمل بها على مستوى المحليات.

 

وحول مدى التزام الجهات المعلنة بالضوابط أوضح، يشترط في العقد الالتزام بمسؤوليته عن الضرر الذي يصيب الغير بسبب أخطاء في التركيب، مضيفاً أن هذه المسؤولية المباشرة منصوص عليها في العقد.

وأشار إلى إحجام اللوحات كبيرة وهي صاحبة الأقواس، حيث يشترط على الشركة أو الفرد  تأمين اللوحات وهذا -أيضاً- من شروط العقد،  مؤكداً أن القوانين واللوائح المنظمة تكفي لتنظيم العمل التجاري، مؤكداً التزام محلية جبل أولياء بهذه الشروط، وأضاف هناك تنسيق وتواصل سنوي مع الشركات لمتابعة مشاريع تركيب اللوحات من جانب الإدارة الفنية، بالإضافة إلى المتابعة الدورية للوقوف على الخلل في اللوحات بصورة دورية والعمل على معالجته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى