هل هي شوكة في حلق دعاة الفتنة؟ الجيش والدعم السريع.. من يريد المساس بهذه العلاقة؟

تقرير: صبري جبور 7سبتمبر 2022م
في الأونة الأخيرة ظل البعض يروِّج باستمرار إلى وجود خلافات بين الجيش والدعم السريع، كما ظلت تنادي قوى سياسية ومدنية تطالب بإعادة هيكلة القوات المسلحة، بما فيها الدعم السريع، ودمجها في الجيش، ولكن أحزاب سياسية وكيانات مختلفة ترى أن هنالك علاقة قوية بين الجيش والدعم السريع، لاسيما خلال الفترة الانتقالية، ولاتوجد أيما خلافات حسب ما يتم تداوله في بعض وسائل التواصل الاجتماعي التي تسعى للنيل من تلك القوات بغية تحقيق أجندة داخلية وخارجية وأيادي لا تريد للبلاد أن تعبر وتنمو وتستقر.
البرهان يحذِّر
قطع رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة، الفريق أول عبدالفتاح البرهان، إلى أنّ المؤسسة العسكرية ستظلّ قوية ومتماسكة وقادرة على أنّ تعبر بالبلاد، وأنّ خروجها من السجال السياسي لا يعني أنّها ستسمح لأي فئة أن تكرر ما قام به المستعمر من قبل.
وحذّر البرهان خلال مخاطبته أمس، احتفال القوات المسلّحة بالذكرى (١٢٣) لمعركة كرري بمنطقة وادي سيدنا العسكرية، من يحاولون إشعال الفتنة بين الجيش والدعم السريع، وأكمل (القوات لن توجه سلاحها ضد بعضها البعض وأنّ لا شأن لهم بهذه القوات وغير مسموح لأحد بالتدخل في الشأن العسكري، وعليهم أن ينخرطوا في التوافق وتشكيل هياكل الحكم بعيداً عن محاولة إشعال الفتنة بين مكوِّنات المنظومة الأمنية).
خندق واحد
وكان نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي، القائد العام للدعم السريع،الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي)، علَّق على الأحاديث المتداولة عن وجود توتر وخلاف بين الجيش و(الدعم السريع).
وقال حميدتي، لدى مخاطبته قوات من الدعم السريع بالخرطوم في فترة سابقة: (الجيش والدعم السريع في خندق واحد، ولا شئ يستحق القتال)، وأضاف: (لا يوجد شئ يجعلنا نختلف، الجيش والدعم السريع حاجة واحدة).وأردف:(السودان ملتهب لأن هناك غرف شغالة إشاعات وفتن)، ووجه حميدتي رسالة إلى قواته قائلاً: (أنتم والقوات المسلحة حاجة واحدة، ولن نوجه سلاحنا على بعض).
وتابع: (أنتم قوات مسلحة بنص القانون، وتقومون بواجبكم على أكمل وجه، ونحن الآن طوينا صفحة الحرب، لا نريد مشاكل، بل نعمل من أجل التنمية والاستقرار حتى تنهض البلاد)، واعتبر أن الخلافات لا توجد إلا في الوسائط (مواقع التواصل الاجتماعي)، محذِّراً من أن تمضي الأوضاع بالبلاد عبر الشائعات.
وفي محفل آخر عضَّد (حميدتي) إلى عدم وجود خلاقات مع القوات المسلحة، مثلما ظل يروِّج البعض، مشيراً إلى أن الجيش والدعم السريع مثل التوأم لا ينفصلان، وأوضح دقلو، أن قوات الدعم السريع قوات نظامية محترفة ومؤهلة، وأضاف: (نحن والجيش لن نختلف).
دعاة الفتنة
يري الخبير د. محمد أبو السعود، إن القوات المسلحة هي خط الدفاع الأول في السودان، وأيضاً الحامية لأرضه وعرضه .
وقال أبو السعود لـ(الصيحة) أمس: إن الجيش خط أحمر، محذِّراً مما أسماهم دعاة الفتنة والوقيعة بين الجيش والدعم السريع، وقال: لكن الواقع يكذِّب كل الدعاوى التي تروِّج إلى وجود خلافات بينهما، مشدِّداً على ضرروة الالتفات إلى القضايا القومية التي تهم الوطن والمواطن، بغية الخروج بالبلاد إلى بر الأمان .
وفي سياق ذي صلة قطع أبو السعود، أن خروج القوات المسلحة من المشهد السياسي، أمر غير منطقي في الوقت الحالي وأن الذين ينادون بذلك عليهم الانتظار حتى الانتخابات بنهاية الفترة الانتقالية حتى تكون هناك حكومة منتخبة تقود الوضع السياسي عندها يكون الجيش قد خرج من المشهد السياسي تلقائياً.
وبقول الخبير والمحلِّل السياسي د. راشد التجاني، إن تصريحات البرهان رسالة ورد فعل لأصوات في تحالف قوى الحرية والتغيير ظلت تطالب بإعادة هيكلة الجيش ودمج الدعم السريع.
وقال التجاني في تصريح لـ(الصيحة) أمس: إن القائد العام للجيش حاول أن يرمى الكرة إلى ملعب المدنيين، ويقدِّم لهم رسالة أن المشكلة ليست في الجيش وهيكلته وإنما في عدم التوافق السياسي بين المدنيين أنفسهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى