من شرفة الكرنفال .. منتخب فلادلفيا يُتوّج بطلاً لدورة شهداء فلادلفيا

جالية فلادلفيا تحافظ على الإرث السوداني في المهجر

 

إعداد ورصد: الغالي شقيفات  6 سبتمبر2022م

مقدمة

اُختتمت فعاليات دورة شهداء فلادلفيا Downingtown بولاية بنسلفانيا، حيث شهد الكرنفال مهرجاناً رياضيا ثقافياً اجتماعياً، وجاء تحت شعار الوفاء لأهل الوفاء وتخلل الكرنفال مباريات لكرة القدم بين الفرق الرياضية شملت 16 ولاية، توّجت بفريق فلادلفيا بطلاً للدوري، وقد هزم فرق ولايات ايرزونا واوهايو وميرلاند وريشماوند وسط حضور جماهيري كبير، وتخلّلت البرنامج فقرات للغناء بمشاركة عدد من الفنانين والشعراء وكلمات للضيوف وأمهات الشهداء وتكريم الفرق المشاركة، وقام الأستاذ الهادي محمد علي  ممثل الاتحاد بتسليم كأس الدورة لفريق فلادلفيا وسط فرحة الكل وزغاريد النساء الذين جاءوا من مختلف المدن والولايات.

فلادلفيا.. العزيمة والأصالة والتاريخ

مدينة فلادلفيا من المُدن الكُبرى بالولايات المتحدة الأمريكية، وهي مدينة تاريخية وبها جالية سودانية كبيرة وفاعلة وشامخة بأصالتها وتاريخ ومعلمٌ للجاليات المهاجرة المحافظة على عاداتها وتقاليدها الثقافية وهويتها السودانية والمعتزة بها، ولما كان النداء لاستضافة الدورة بفلادلفيا، نهض كل أفراد الجالية بهمة وعزيمة أدهشت وأذهلت المتابعين لبرنامج الدورة من الحركة والحيوية والوحدة والتعاون، ولأن الحدث كبير بحضور الآلاف من الضيوف، فكان لا بد من مساهمة الجميع وقد كان في نفير الدورة ووفاء لشهداء فلادلفيا، فكان لزاماً عليهم تغطية النفقات التي تفوق المائة ألف دولار وقد كان وأرست قيماً ومبادئ جديدة.

 

نساء فلادلفيا الشامخات

للمرأة دورها الفعّال في نهضة المجتمع، فهي لا تختلف عن الرجل بأهمية وجودها، بل إنّ المرأة نصف المُجتمع، فهي الأم والأخت والزوجة والصديقة، كما للمرأة الدور البارز في إصلاح المُجتمع، فهي تتّخذ كل الأدوار والمهن دُون كللٍ، كالمهن الاقتصاديّة والتعليميّة والتربويّة والعديد من المناصب، إذ أنها شاركت منذ العُصُور القديمة بالكثير من المجالات، وكان لهذه المشاركة الدور الأساسي والذي لا غنىً عنه، ويقول الشاعر حافظ إبراهيم عن المرأة خاصة الأم.

الأُمُّ مَدرَسَةٌ إِذا أَعدَدتَها أَعدَدتَ شَعباً طَيِّبَ الأَعراقِ الأُمُّ رَوضٌ إِن تَعَهَّدَهُ الحَيا بِالرِيِّ أَورَقَ أَيَّما إيراقِ الأُمُّ أُستاذُ الأَساتِذَةِ الأُلى شَغَلَت مَآثِرُهُم مَدى الآفاقِ

وكالعادة بهن نساء فلادلفيا دائماً في الموعد وعلى قدر المسؤولية وقدمن أكثر مما طلب منهن فأعدن أفضل وأشهى ما لذا وطاب وكأنك في مأدبة شعبية بالفاشر أو أم درمان “ملاح رجلة وخُضرة وبامية …الخ وأنواع الحلويات والمقاهي بكل النكهات وظللن يصنعن الطعمية في حَر الصيف والعمل بكل جد واتقان.

لجان الخدمات والتنظيم

بذلت لجان الخدمات في كرنفال الدورة الرياضية، جهوداً كبيرة في إخراج الكرنفال بصُورة تُليق بالحدث وعظمة فلادلفيا، وكان الجهد واضحاً والكمال لله، وقد رصدت (الصيحة) وقفات وبسالة بعض المتطوعين الذين اقطعوا من وقتهم الثمين، تاركين أعمالهم وشركاتهم، وتجرّدوا للخدمة، ووقفنا ميدانياً على العمل وطوابير الشوايات وترلات المياه وعربات النقل المتحركة التي تبرّع بها بعض الشباب، واللافت للنظر عمل اللجنة الطبية بقيادة الدكتور إبراهيم والدكتور إبراهيم امام والدكتور إسماعيل إبراهيم عبد الله  والدكتورة إشراقة دوسة وآخرين.

ولا بد من الإشارة لشباب ظلوا طلية أيام الدورة في خدمة الجميع، منهم المهندس مبارك عمر والأستاذ أحمد نقة الشهير بمعاوية والأستاذ خلف الله جاد ود. عثمان إسحاق بحر وقيادات رابطة السكوت والمحس وجميع النساء والرجال من جالية فلادلفيا.

اللجنة الثقافية في إفادة لــ(الصيحة)

الأساتذة فاطمة حامد عبد الفقرا الحاصلة على درجتي الماجستير من جامعتي استرير واسيرين فيلد ورخصة استشاري الصحة العقلية تقول لــ(الصيحة) بسم الله وكفى والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى. بداية أحييكم بتحية الإسلام الخالدة، فسلام من الله عليكم ورحمة منه وبركاته. أصالة عن نفسي ونيابةً عن الأسرة الرياضية أشكركم على إتاحة الفرصة لنا ونتمنى أن نكون خفيفي الظل عليكم.

اللجنة الثقافية تكوّنت في الاجتماع الذي عُقد لتنظيم الدورة الرياضية للاتحاد السوداني الأمريكي لكرة القدم للعام 2022 والتي أُقيمت في مدينة فلادلفيا تحت شعار الوفاء لأهل الوفاء عرفاناً للشباب الذين غيّبهم الموت عنا، سائلين لهم الرحمة والمغفرة.

يأتى دورة اللجنة الثقافية في ربط السودانيين بأمريكا بصفة عامة والأطفال بصفة خاصة بالثقافة والتقاليد السودانية في تظاهرة رياضية ثقافية واجتماعية كُبرى ووضع البرنامج الافتتاحي الذي تضمن وقفةً، حداداً على أرواح الشهداء، وعرضاً من طلاب ثلاث مدارس سودانية موجودة بفلادلفيا ضم أطفال سلاح الموسيقى الذي تقدّم الفرق الرياضية المُشاركة، وعرضاً ترحيبياً من أطفال المدارس في ظاهرةٍ ترحيبية زاهية تتقدّمهم فيه صور الشهداء وعددهم خمسة من أبناء مدينة فلادلفيا وأيضاً شهيد مدينة بوسطن الشهيد محمد مجدي يمثل أسرته فريق بوسطن.

أيضاً قدمت فقرات مُتنوِّعة من طلاب المدارس تتمثل في الاستعراض التراثي للمردوم وصفات الشجاعة والجود والكرم وفقرات فردية في حُب الوطن.

وتخلل البرنامج الثقافي عدة أركان تتضمّن ركن ربوع السودان بكل ما يحويه من معروضات تراثية تُؤصِّل لثقافة السودان، ركن الخلاوي والطرق الصوفية، معرض الطفل الفني والتشكيلي والذي عرضت فيه رسومات الأطفال، ركن الكروشيه للطفل، ركن عرض البن بكل طقوسه السودانية، وبه ركن تعريفي بولاية بنسلفانيا، إضافة إلى الركن الصحي والذي يُعنى بسلامة الزوار وفحص الكوفيد.

مخرجات هذه الدورة كانت ناجحة بكل المقاييس وسط حضور كثيف قادمين من الولايات الأمريكية الأخرى، وكانت مدينة فلادلفيا على أهبة الاستعداد يحدوها الكرم السوداني الأصيل الفيّاض، ونتوقّع أعداداً أكبر في الدورات القادمة بحكم زيادة الفرق المشاركة.

أنغام عرس الوطن

الفن كان حاضراً وبقوة، فقد غنى عدد من الفنانين القادمين من مختلف الولايات الأمريكية للحب والوطن وقوا من عزم الثورة وهمتها، وقفوا مع الوطن، وردّد الجميع الأناشيد الوطنية وهتفوا مدنياااو وفرح الجميع، والحنين إلى الوطن كان حاضراً عندما ردّدوا: يجو عايدين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى