نقابة الصَّحفيين.. خطت أولى خطواتها.. هل يكتمل المشوار؟!

 

 

تقرير/ نجدة بشارة  28  اغسطس 2022م

 

شَهِدَ دار المهندس صباح أمس السبت، تفاعلاً كبيراً وتدافعاً من قبل الصَّحفيين لاختيار النقابة التي سوف تمثلهم.

 

وشمل التصويت (1314) للإدلاء بأصواتهم في أول تجربة لهم لإنشاء  نقابة الصَّحفيين بعد نحو ثلاثة وثلاثين عامًا، في وقتٍ رحّب فيه المجلس القومي للصحافة والمطبوعات بالخطوة.. لكن في ذات الوقت وجدت الخطوة هُجُوماً واستنكاراً من جهات مُناوئة لقيام النقابة.. وبعد أن اكتملت  المرحلة الأولى، يتساءل متابعون ما هي المرحلة الثانية.. وهل سوف يكتمل حلم الصَّحفيين بتأسيس نقابتهم..؟

 

 

“الصيحة” طرحت السؤال على مُختصين وبعض المرشحين لمنصب النقيب، ولجنة الانتخابات…

 

وسابقاً، أعلن رئيس لجنة الانتخابات فيصل محمد صالح في مؤتمر صحفي، إنّ عدد المشاركين الذين يحق لهم التصويت 1100 صحفي داخل السودان، و150 خارجه، مؤكداً أن العدد يبلغ 90% من الصحفيين العاملين بصورة فعلية.

 

ورداً على تصريحات مسجل تنظيمات العمل والأمين العام لمجلس الصحافة، أوضح فيصل أن النقابة تنظيمٌ طوعيٌّ يمثل جمعيته العمومية وتستند على القوانين الدولية مثل اتفاقية منظمة العمل الدولية التي صادق عليها السودان ودخلت حيِّز التنفيذ منذ 2021 سارية منذ 2021م.

 

 

بين الرفض والقبول

 

من جانبه، استنكر المكتب الموحد للأطباء، قرار مسجل عام تنظيمات العمل بعدم مشروعية تأسيس نقابة الصحفيين.

وقال المكتب الموحد في بيان يوم الجمعة، إن قرار مسجل عام تنظيمات العمل يتعارض مع الاتفاقيات التي صادق عليها السودان (87) والتي تدعم حرية العمل والتنظيم النقابي منذ مارس الماضي، مشيراً إلى أن هذا القانون يمثل تهديداً خطيراً للحريات التي انتزعها الشعب السوداني وهو ضمن أحد منظومة القوانين المُقيّدة للحريات التي قامت الثورة لإسقاطها. وأعلن المكتب المُوحّد، مُساندته بقوة في حق الصحفيين المشروع في تكوين نقابتهم، ونستنكر أية محاولات لتعطيل مُمارستهم لهذا الحق، كما ندعو للمقاومة الصارمة لكل الممارسات التي تستهدف حرية التنظيمات المهنية والنقابية.

 

وأبدت لجنة المعلمين السودانيين، امتنانه حول الخُطى التي تخطاه الصّحفيون بتشكيل جسم نقابي لهم.

 

واعلنت دعمها التام للخطوة. وقالت لجنة المعلمين السودانيين فى بيان ان الخطوة التى قام به الصحفيون قائمة على أسس ومعايير النقابات التي وضعتها منظمة العمل الدولية، وتأتي عقب دخول الاتفاقية (٨٧) حيِّز النفاد، بعد أن صادقت عليها حكومة الفترة الانتقالية في العام الماضي، بالتالي فلا مجال للحديث المشروخ الذي يردِّده أنصار النظام السابق بعدم مشروعية هذه الانتخابات، مشيرةً الى أن الجمعيات العمومية هي صاحبة الحق الأصيل وأنها ستظل داعمة لهذه الخطوة.

 

وكان مسجل عام تنظيمات العمل، أصدر قراراً بعدم مشروعية تأسيس نقابة الصَّحفيين بدعوى أنّ قانون نقابات العمال للعام 2010م يعطي الحق فقط لتكوين نقابة المنشأة.

 

 

اعتبر عضو لجنة الانتخابات معاوية الجاك في حديثه لـ(الصيحة) أنّ اليوم كان فوق التوقُّعات، لا سيّما وأنّ هذا المران جاء بعد 33 عاماً من الديكتاتورية، وزاد: اعتبر ما شاهدناه اليوم من حُضُور ونظام وحتى رغبة حقيقيّة وصادقة للصَّحفيين يُعتبر نجاحاً مطلقاً للعملية الانتخابية والاقتراع، أضف إلى ذلك لمسنا تفاعلاً في الداخل والخارج.

 

وكشف عن تمديد لساعات إضافية للمُقترعين في الولايات نسبةً لإشكالية الشبكة.

 

وقال إنّ هنالك مُعالجات للصَّحفيين في الولايات وخارج السودان مراعاة لفروق التوقيت، وزاد: هدفنا تقديم تجربة نموذجية، وأضاف: أؤكِّد أننا راضون كل الرضاء عن هذا المران.

 

أما فيما يتعلّق بالمُواجهات والانتقادات التي صدرت من بعض الجهات، قال: نمضي ولا نلتفت الى هذا الهجوم، أو ما يحض اتّحاد الصّحفيين، فقد شرعيته بنهاية الدورة، كما أنّ النقابة جسمٌ أكثر شمولاً ويستمد شرعيته من الجمعية العمومية، قافلتنا تمضي وسط كل العراقيل.

 

 

تحديات ولكن!!

 

 

 

وعن التحديات المُتوقّعة، التي تواجه النقابة القادمة، قال صحيحٌ إنّ التحديات الاقتصادية في رأس التحديات المتوقعة، إلا أنه أكد أن الإجراءات والترتيبات التي جرت جاءت بمجهودات الصَّحفيين المادية، وقطع بأن اللجنة لم تتلقَ دعماً من أي جهة خارجية أو داخلية، وأن الدعم من قبل الصّحفيين أنفسهم، وقال: نتطلع إلى أن تنهض النقابة بدعم ذاتي واستثمارات مستقبلاً، لخدمة الصَّحفيين.

 

في مقدمة التغيير

 

من جهتها، ترى المرشح المستقل لمنصب رئيس النقابة درة قمبو أن النقابة  هي جسمٌ مدنيٌّ نقابيٌّ تنظيميٌّ لشؤون الصَّحفيين، ويجب أن تنتقل له بشكل طبيعي مهام مُعيّنة مُتعلِّقة بتنظيم العَمل الصحفي في البلاد على أن تتفرّغ أجهزة الدولة الرسمية في ظل الحكم المدني الطبيعي لدور آخر، ليس هو بأيِّ حالٍ منح التّصاديق للصُّحف ولا إجازة المهنية.

 

وقالت لـ(الصيحة) نقابة الصَّحفيين نقابة أساسية في اتّجاه التغيير والتحوُّل الديمقراطي في بلد يشهد انتقالاً تاريخياً، وليس انتقالاً سياسياً فقط، ولا بد للصَّحفيين أن يكون لهم دورهم في هذا الانتقال، لذلك كان لِزاماً علينا الانتصار لإرادة التغيير، عبر التأسيس.

 

وأكّدت أنّ الصّحفيين الساعين لتكوين النقابة هُم بعيدون عن الحزبية والطائفية والتسييس وهدفهم خدمة المهنة.

 

ميلاد النقابة

 

 

من جانبه، رأي الخبير عبد الله رزق في حديثه لـ(الصيحة)، أنّ الحراك الذي نشهده اليوم يُبيِّن أنّ الصَّحفيين وصلوا إلى نهاية مَسعاهم في استعادة نقابة ديمقراطية ومُستقلة، وزاد: أعتقد أنّ الصحفيين تغلّبوا على كل العقبات والعراقيل التي واجهتهم في اتجاه تكوين النقابة.

 

وأضاف: بهذه العزيمة أتوقّع ميلاد نقابة قوية بداية شهر ديسمبر القادم، وقال أعتقد أنّ الصَّحفيين بهذه الإرادة قادرون على التغلب على كل المطبات التي سوف تُواجههم مُستقبلاً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى