الغالي شقيفات يكتب : كارثة الفيضانات

22 أغسطس 2022م
ضَرَبَت سُيُولٌ وأمطارٌ غزيرةٌ، عدداً من الولايات منذ مطلع الشهر الجاري، مُخلِّفةً خسائر فادحة في الأرواح والمُمتلكات، وتُعد ولايتا نهر النيل والجزيرة أكثر المناطق تضرُّراً.
وقال المُتحدِّث باسم مجلس الدفاع المدني العميد عبد الجليل عبد الرحيم، إن آخر إحصائية لضحايا السُّيول صدرت الجمعة، أشارت لوجود 79 قتيلاً وإصابة 30، إضافةً إلى انهيار أكثر من 15 ألف منزل بشكل كامل وانهيار جزئي لنحو 22 ألف منزل في المناطق المتضررة.
وأضاف: “فقدت 30 ألف أسرة منازلها بالكامل، بجانب غرق 110 آلاف فدان بمناطق الولاية المُختلفة و33 مرفقاً وعشرات المزارع ونفوق ما يفوق المئة من الماشية”.
والخميس الماضي، أعلن والي الجزيرة المكلف إسماعيل عوض الله، المناقل الواقعة بوسط البلاد منطقة كوارث تستدعي استنفار كل المُنظّمات داخلياً وخارجياً لإغاثة مُواطنيها.
الفيضانات هي أكثر أنواع الكوارث الطبيعية شُيوعاً، وتحدث عندما يغمر فائض المياه الأراضي التي عَادةً ما تكون جافّة، وغالباً ما تنتج الفيضانات عن هطول الأمطار الغَزيرة أو ذوبان الثُّلوج السّريع أو مَوجة العَواصف النّاجمة عن إعصار مداري أو تسونامي في المناطق الساحلية، أو انكسار وانهيار سد بسبب الإهمال وتوقُّف الصيانة والمُتابعة الدورية كما هو حاصلٌ في السودان.
ويُمكن أن تتسبّب الفيضانات بدمار واسع النطاق، مما يؤدي إلى خسائر في الأرواح وأضرار في المُمتلكات الشّخصية والبنية التّحتية الأساسيّة في مجال الصحة العامة.
كما أعلن والي جنوب دارفور، وفاة 17 شخصاً جرّاء السُّيول والأمطار، وفي شمال دارفور أُعلن عن تدمير ١٨٠٠ منزل وتضرُّر معسكر زمزم للنازحين، وفي شرق دارفور تضرّرت عدة مناطق خاصّة محلية بحر العرب وقد زار الرئيس البرهان ونائبه حميدتي، مناطق نهر النيل وانهالت التبرُّعات، والقاش فاض في ولاية كسلا وغرب كردفان والسّيل جرف طريق الصادرات، وهو كالعادة كل عام يتعطّل المُسافرون في الخريف وكل الولايات الآن تحتاج للدعم العاجل سواء كان في قرية المكايلاب بنهر النيل أو قرية ود الشافعي المنكوبة بريفي جنوب الجزيرة.
ومن خلال مشاهدة مناظر قرية حليوة بالجزيرة ومدينة المناقل القديمة، ينتابك شَكٌ أن هذا الغرق بفعل فاعل، وأنّ التّخطيط للمدينة لم يُراعِ المُستقبل البعيد، ويتحسّب لمثل هذا اليوم وكوارث الفيضانات لم تقف في الدّمار والخسائر، بل تتبعها الأوبئة والأمراض، وعلى وزارة الصّحة أن تكون حاضرةً ومُستعدة للأسوأ، والحكومة مطلوبٌ منها الآن صيانة الجسور والسُّدود وإنشاء محطات تصريف المياه وتطهير المجاري، والمواطن عليه المُحافظة والابتعاد عن البناء في الأماكن المُنخفضة وأماكن الوديان والسّيل وإزالة الأنقاض المُتراكمة وعدم التوسُّع في المناطق المُعرّضة للفيضانات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى