ياسر زين العابدين المحامي يكتب : قطاع السُّكّر والنزيف

6نوفمبر 2022 م
مدير الشركة السودانية لتوزيع السُّكّر صرح قائلاً:
العام القادم يعتبر رأس الرمح للعملية
الإنتاجية…
تحدث عن خُطة الإنتاج لموسم (٢٠٢٢ –
٢٠٢٣)…
قال ينبغي زراعة ثلاثة آلاف فدان لكل
مصنع في الخريف…
وثلاثة آلاف فدان بالشتاء لتصبح أربعة
وعشرين ألف فدان…
ما يمثل (٥٠%) من الإنتاج الكلي، ذلك
للموسم ٢٠٢٣ – ٢٠٢٤…
ما حَدث بسُكّر الجنيد كذب تصريحه
وأمنياته السراب…
ما حَدث مُخزٍ، ويمثل سقطة مريعة..
مزارعون بدأوا ببيع قصب السُّكّر علفاً
للماشية…
باعوا الدفار بمبلغ (٢٥) ألف جنيه…
تردٍ مُستمر بالإنتاج، ولا وجيع…
مياه الري قليلة، وأعطالٌ بالطلمبات…
لم تَفِ المؤسسة باستحقاق المنتجين
البالغة (٩٩) مليار جنيه…
دُيون بالعملة الصَّعبة على العاتق…
عدم سدادها يؤدي لتعميق الأزمة…
غياب الجهة المناط بها رقابة الأداء
ومُعالجة الأخطاء…
أضعف إنتاجية المصانع الأربعة..
مَن يملكون حوّاشات بمصنع الجنيد
عددهم كبيرٌ…
مجتمع المشروع تعداده لا يُستهان به…
العَمَالة المُستديمة والمُوسمية كذلك…
مثال مصغّر للمصانع الثلاثة التابعة للمؤسسة…
إذا جمعنا المصانع، العدد يربو (٤٠٠٠)
نسمة…
و(٢٠) ألف عامل دائم وموسمي…
صناعة السُّكّر كانت الثالثة من حيث العائد للبنك المركزي…
ذاك تاريخ لن يعود بظل تردٍ مُريع…
وعود المدير لا تمت للواقع بصلة…
أمنياتٌ هراء، وحديثه تذروه الرياح..
(شو)، دعاية إعلامية مُزيّفة تعتمد على عامل الزمن…
ما يكذبه بيع القصب علفٌ للماشية…
مشاكل قطاع السُّكّر ما زالت قائمة…
بغياب حكومي ترك فراغاً أفضى
للفشل…
لكأن هذا القطاع لم يكُ يمثل مورد دخل للاقتصاد القومي…
ولم يُمزِّق جزءاً من فاتورة الاستيراد…
نعم هنالك أزمات إنتاجية يُعاني منها
القطاع الحكومي…
أدّت لتدني الإنتاجية، بلغ الإنتاج في موسم ٢٠٢١ (٥٠) ألف طن…
مع توفر الأرض… المناخ… الماء… المورد
البشري…
الحكومة، والإداريون فشلوا فشلاً ذريعاً
يتشبّثون بالأمل، وبالمنصب، بمُغرياته..
يمضون للسقوط، للا شيء، لا يفكرون
خارج الصندوق…
وعودهم سراب بقيعة يحسبه الظمآن
ماءً…
ضاع معها العاملون، والمجتمع المحيط
بالمصانع…
فقر، مسغبة، بؤس، ولا يخجلون…
ووجوه شعث غبر لا يؤبه لها هناك
بالأرجاء تدعو…
وترى مباني طين، وطرقا غير ممهدة…
تلمس مُعاناة، ووجوهاً بشعة لا تأبه
لهم…
فاقة، مرض، خوف، حاجة، والوجع
بتفصيلاته…
وكبار الموظفين يتنعّمون بالمزايا…
تبدو عليهم الدعة، السِّعة، النُّعومة…
برغم فشلهم يحصلون على رواتبهم…
وعلى الحوافز، المُخصّصات، لكأن هذا
البلد سُجِّل لهم على الشيوع…
حكومة نائمة، ساهية، من فرط تكاثر
الأزمات، لا تلتفت لها…
هذا القطاع يحتاج لتدخُّل عاجل…
يلزمه مراجعة كلية لا تستثني أحداً…
كلام (بتول) ينم عن عدم فهم الحال
وتعقيداته…
يمثل أحلام زلوط الممعنة بالخيال…
نزيف يمضي على مرأى ومسمع…
الدمار مع سبق الإصرار والترصُّد…
برهان كلما نظر حواليه رأي الفشل…
واعترف حميدتي وقال: لقد فشلنا…
فشلتم في إدارة الاقتصاد ودفعنا نحن الثمن…!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى