عسل مختوم وأشياء أخرى

(*) عندما شاهدت عمود (عسل مختوم) لكاتبه سعادة الأخ اللواء محمد حامد تبيدي يعانق صحيفة (الانتباهة), خالجنى شعور أن متضادين هما: هل أحزن بفقداننا ضابطاً محترفاً ومهنياً معتقاً أم أفرح بالحصول على صحفى أنيق الكلمة باذخ الخيال. لكن راودنى ذات الشعور أننا ربما حصلنا على (الاثنين)، فالأخ تبيدى ليس من نوع الرجال الذين يمكن أن يذهبوا ليجلسوا فى (ضل الضحى) يرتشف القهوة بعد تقاعده. إنه رجل خدم وطنه طيلة وجوده في جهاز الأمن والمخابرات الوطني، واكتسب خبرة في كيفية التعامل مع قضايا الإعلام فغدا (خبيراً إعلامياً) من الصعب على أي نظام ألا يحاول الاستفادة منه. إننى أعرف أن الأجهزة الأمنية لها طريقتها في عملية (الإحلال والإبدال), غير أنني أرى أن تلك العملية يجب ألا تكون (فوقية) في كل الأحوال. إن الدولة في حاجة إلى خدمات رجل مثل الأخ تبيدي. لقد سرت شائعة قبل أيام مفادها أن الأخ تبيدي قد تم تعيينه مسئولاً عن دائرة إعلام المجلس العسكري, حينها شعرت أنه اختيار صادف أهله, والذي حفزني لذلك أن المجلس كان يعاني من (تصحر إعلامي). والآن (نحن فيها) وآمل أن أرى الأخ تبيدي وهو يمارس ما برع في ممارسته زهرة شبابه وشطراً من كهولته.

(*) سألنى صاحبي هل سمعت خبر إغلاق المجلس العسكري لمكتب قناة الجزيرة في السودان. قلت له ليس السؤال هو عن إغلاق مكتب قناة الجزيرة بواسطة المجلس العسكري بل هو كيف (صبر) المجلس العسكري وقبله النظام السابق على قناة الجزيرة (كل هذا الزمن)! إن (المهنية) التي ظلت قناة الجزيرة تصدع بها رؤوسنا منذ قيامها يبدو أنها صحيحة إلا في حالة اسمها السودان. تستطيع الجزيرة أن تدعي أنها ناجحة في امتحان المهنية, لكنها (تسقط بس) بامتياز في الحالة السودانية. هذه القناة ظلت تقوم بهذا الدور الغريب تجاه السودان بشكل أثار الحيرة, فهي ضد السودان على مختلف الحقب والتقلبات السياسية. لقد شاهد الناس هذه القناة وهي تثبت (كاميراتها) على الهواء من داخل خيمة الاعتصام لكل من هب ودب ليأتي ويشتم شمالاً ويميناً, لدرجة أن البعض يتفوه بكلمات سوقية ساقطة! وعندما تم طردها من البلاد تحولت إلى (لوحة إعلانات) حائطية رخيصة تروج لما تسميه المظاهرات الليلية!

(*) قرأت على صفحة (الحوادث) في صحيفة الانتباهة يوم الخميس الماضى خبراً عن جريمة قبيحة حدثت في ناحية الحتانة شمال أم درمان. لا أريد أن أنقل أي تفاصيل لذلك الخبر حتى لا أهزم الفكرة من وراء هذه الفقرة وحتى لا أتهم بأنني أنهى عن خلق وآتي مثله. لكنني أقترح على الجهات الأمنية الرجوع إلى تلك الصحيفة، والتأكد من عدم نشر هذا النوع من القضايا لأنها تسيء إلى سمعة هذا البلد الطاهر.

(*) بدأ الشباب الذي شارك في الثورة ينفض يده من تسلط ما تسمى بقوى الحرية والتغيير باعتبارها قد سرقت جهد الشباب واتخاذه مطية لتنفيذ (أجندتها) والتي هي بالضرورة لا تمثل أجندة الشباب. قال شباب الدمازين إن قوى الحرية والتغيير (تقرأ الشيوعيين والبعثيين) تتاجر بدماء الشهداء وجراحات الجرحى. نحن قبيل شن قلنا؟!

(*) تساءل الأخ الكاتب الصحفي البارز الأستاذ يوسف عبد المنان إن كان أحد قادة الحرية والتغيير ينحدر من أي منطقة من خارج الخرطوم, وأنا أضيف من قرية (جقرة) شمالاً أو من صقع الجمل أو سرف الجمل أو أي (سرف) سوداني؟! السؤال يفتح الباب لسؤال جدي يجب أن نجد عليه إجابة وهو (من أين أتى هؤلاء)؟! لكن السؤال الآخر الأكثر أهمية وهو: هل يمكن أن يكون لهؤلاء أي دور في االمرحلة القادمة؟ المطلوب منهم أن يبرزوا (شهادات سكنهم)!

(*) لماذا ثار قادة الحرية والتغيير عندما رأوا الحشود الجماهيرية الحقيقية وهي تسد الطرقات تأييداً للمجلس العسكري لكى يتولى قيادة المرحلة الانتقالية؟ أليس هؤلاء جزء من الشعب السوداني؟ ثم إن جزءاً من هؤلاء هم قادة الشعب وعمده ونظاره وشراتيه…أم أنتم لا تعترفون بتلك المؤسسات الأهلية الوطنية والطرق الصوفية؟

(*) لا يزال بعض الوسطاء من الخارج يتحدثون عن المفاوضات بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير. هذا الأمر تجاوزه الزمن. صح النوم يا وسطاء!

(*) ظهرت امرأة سودانية على شاشة الـ (بي بي سي) لتقول إن أي سوداني لا يخرج يوم (30 يونيو) فهو (خائن)! لست أدري إن كان السؤال المناسب هو هل هذه الحرمة بكامل (وعيها) أم بكامل (قواها العقلية)!

(*) الأخ الكاتب الصحفي الكبير الأستاذ موسى يعقوب يرقد طريح الفراش فى عاصمة المعز بعد أن أجريت له عملية جراحية في إحدى قدميه. كل أحباب الشيخ موسى وإخوانه مطالبون بالدعاء له بسرعة التعافي والعودة إلى وطنه سالماً معافى, آمين.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى