جنوب كردفان .. الصراعات القبلية قُرب انتهاء النزاع

 

تقرير: عبد الوهاب أزرق

عانت ولاية جنوب كردفان من الصراعات القبلية في بعض محليات الولاية نتيجة الصراع والنزاع حول الموارد، المعادن، الأراضي والاحتكاك بين الرعاة والمزارعين، مما خلَّف خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات ونزوح المواطنين وحرق القرى. أصبحت الصراعات تؤرق الحكومة والمواطن في جنوب كردفان، صراعات قبلية مميتة راح ضحيتها المئات من القتلى والجرحى، أبرزها التي اندلعت بين مكوِّنات كادوقلي الكبرى في العام ٢٠٢٠م، وبين مكوِّنات محلية قدير ،      وأخرى بمحلية أبو جبيهة التي راح ضحيتها عدد كبير، وقبلها الصراع بين الغلفان ودار نعيم  .

شرارة الصراع

بمحلية كادوقلي اندلع الصراع نتيجة سرقة أبقار ومقتل صاحب الأبقار مما أشعل الشرارة وشهدت أحياء كادوقلي الشرقية والشمالية قتالاً راح ضحيته أبرياء كثر، والعديد من الجرحى، تم احتواء الأمر بصلح شامل في شهر مارس من العام الحالي، بين مكوِّنات كادوقلي الكبرى عبر آلية وقف العدائيات وتعزيز التعايش السلمي التي بذلت جهوداً كبيرة كللت بالنجاح .

صراع الموارد

وبمحلية قدير كان الصراع حول الموارد والأراضي بدأ بنزاع حول حفر بئر للمياه أدى لوفاة أحد الأطراف، تطوَّر إلى نزاع قبلي شامل، واشتعل بالمناصرة والفزع وشمل مكونات كنانة، الكواهلة، اللوقان والحوازمة وصل حتى داخل مدينة كالوقي عاصمة محلية قدير، شرَّد المواطن وتم حرق الأحياء، إلا أن الخسائر في الأرواح لم تحص بدقة لعدم وصول بعض المواطنين إلى الشرطة لفتح البلاغات .

تجدُّد الصراع

وبمحلية أبو جبيهة يقول المدير التنفيذي للمحلية العميد معاش سايمون تاب ميان  لـ(الصيحة): وقعت الأحداث بالمحلية في يوم ٣١/ ١١ /٢٠٢١م، بالأحياء الغربية لمدينة أبو جبيهة وتشمل جبرونا، أم عوان وبسند، نتيجة سرقة مواشي وتعقبهم الفزع الذي تعرَّض لكمين قتل فيه شخصين وجرح آخر، وتطوَّر الأمر إلى مشاركة الفزع وتم حرق قرى أم عوان، حي جبرونا، وقطعت الأشجار، وأضاف تاب: استمر الوضع لمدة “٣” أيام، وجملة الخسائر في الأرواح بعدد (٦) قتلى  و (١٦) جريحاً، واردف المدير التنفيذي للمحلية في يوم ٥/٦/٢٠٢٢م، تجددت الأحداث ولمدة ثلاثة أيام، بدأت عندما تحرك موتر “تكتك” من أبو جبيهة متجه شرقاً حيث تعرَّض إلى كمين قتل فيه شخص وجرح اثنان وتطوَّرت الأحداث وأدت لحرق قرى الدقج، وداخل أحياء أبو جبيعة في عسلاية، القوز، أم عدارة وعدَّد المدير التنفيذي الخسائر بعدد (٢٦) قتيلاً، و(٤١) جريحاً . وأكد المدير التنفيذي عن توقيع وقف العدائيات بالمحلية بين كنانة والحوازمة الحلفة يوم ١١/٨/٢٠٢٢م حيث التزم الأطراف بعدم تكرار الأحداث وصولاً للصلح العام.

عقد المصالحات

والي جنوب كردفان المكلف الأستاذ موسى جبر محمود، قال لـ(الصيحة):  تعمل حكومة الولاية لعقد التصالحات لوقف الصراع القبلي، وفي ذلك عقدنا مصالحات ووقعنا وثائق بين مكونات كادوقلي الكبرى “كادوقلي الريف الشرقي، البرام، هيبان وأم دورين”، لعدد (١٢) أميراً و(١٢) قبيلة، التزموا بعدم الوقوع في نفس الإشكال الذي وقع قبل سنوات . وعن محلية قدير أبان الوالي نأمل أن يوقع الصلح قريباً، ولفت إلى أن القطعان من الماشية بالمنطقة عبرت دون قتال، مشيداً بذلك واعتبره بداية للصلح والسلام، وكان اختباراً حقيقياً للقبائل، وأضاف: السلام أصبح قاب قوسين .

خلفان ودار نعيم

وبمحلية الدلنج الكبرى “الدلنج، هبيلا، القوز ودلامي” كشف الوالي أن الصراع وقع بين الغلفان ودار نعيلة في العام ٢٠٠٥م، حدثت فيه خسائر تم فيها دفع جبر الضرر، لا دية لأن البلاغ ضد مجهول، وننتظر عقد المؤتمر. وأوضح جبر هنالك إشكال بمحلية أبو كرشولا بين المكوِّنات المجتمعية تصالحوا والتزموا بدفع الديات لجهة أن القتل قام به شخص محدَّد لا ضد مجهول .وبشَّر جبر بقرب إعلان جنوب كردفان خالية من الصراعات والنزاعات القبلية، لافتاً إلى أن التفلتات موجودة، وكشف عن الإعلان عن العفو العام في الحق العام وفي ذلك تضمين عدد من التائبين وصل عددهم إلى أكثر من (٢٠٠) تائب، أعلنوا التوبة من السرقة والنهب .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى