تداعيات مؤتمر اسمرا لقضايا الشرق .. التحرك الاريتري.. هل اصطدم بالتحفظ الأمريكي؟

 

 

الخرطوم: آثار كامل      10اغسطس 2022م 

مرة أخرى عاد الجدل حول سفر وفد قيادات الشرق الذي يضم أكثر من (112) شخصاً، بينهم عدد من العمد والنظار وقيادات سياسية إلى أريتريا براً والتي سبق وأن منعته الحكومة  للمشاركة في ملتقى يرعاه الرئيس الأريتري أسياسي أفورقي لبحث قضايا الشرق.

حيث أوقفتهم الحكومة الأسبوع الماضي   في منطقة “اللفة” الواقعة في ولاية كسلا على الحدود مع أريتريا بحجة عدم تلقي مسؤولي المعبر أوامر من الحكومة المركزية بعبور الوفد بعد أن كانت التساؤلات تطرح من قبل المتابعين للمشهد السياسي، هل تبحث أريتريا عن موطئ قدم أم، أن هناك أجندة أخرى؟.

رفض أمريكي

كشفت المتابعات عن رفض الولايات المتحدة المطلق للتدخلات الأريترية أو قيادة مبادرات من أسمرا في قضية الشرق، وحسب مانقلت الزميلة (الانتباهة) على لسان دبلوماسي رفيع أفاد أن واشنطن سبق وأن ذكرت لرئيس مجلس السيادة خلال زيارة مساعد وزير الخارجية الأمريكية مولي في أنها لن تقبل بأي دور أريتري يقوده نظام الرئيس أسياسي أفورقي في شأن شرق السودان، وأكدت أن السبب الرئيس لإعادة ومنع وفد أهلي من الشرق من المشاركة في مؤتمر برعاية أفورقي حول الشرق هو الرفض الأمريكي المطلق لتدخلات الرئيس الأريتري، في حين أبان أن هناك بعض الملامح تشير إلى تدخلات مصرية بالتنسيق مع الولايات المتحدة في الملف المتأزم ونقل موقع “سودان تربيون” عن مصادر متطابقة قولها إن السلطات الأريترية تجري ترتيبات لعقد الملتقى خواتيم الأسبوع الجاري حال تلقت الموافقة النهائية من الحكومة السودانية على نقل المشاركين عن طريق الطيران وقصر الوفد على أصحاب وثائق السفر السارية.

 طائرة خاصة وموافقة الخارجية

قرَّرت الحكومة الأريترية استئجار طائرة خاصة لنقل النظار والعمد بشرق السودان إلى أسمرا لمناقشة قضية الإقليم، فيما كشفت مصادر صحفية عن قيام مؤتمر خاطبه الرئيس أفورقي وبعض قيادات الشرق وتم تنوير القيادات بآخر المستجدات وبشأن المؤتمر المرتقب

وفي المقابل قرَّرت قيادات أهلية بالشرق مقاطعة الاجتماع المزمع قيامه لمناقشة قضايا الشرق، فيما قالت وزارة الخارجية إنها لم توافق على المشاركة  في مؤتمر دعت له الرئاسة الأريترية، وقال وزير الخارجية علي الصادق إنه “تم إخطار الخارجية عبر مذكرة من السفارة الأرتيرية بتحديد شخصيات معيَّنة من الحكومة للمشاركة في انعقاد المؤتمر داخل الأراضي الأرتيرية” . وأضاف: ” الخارجية لم ترد على هذا الطلب بما يعني رفضها”. وأشار إلى أن الطلب المقدَّم للخارجية غير موضح فيه مشاركة قيادات الشرق، وتابع: إن الخارجية ليس لها علم بذلك.

محل مزايدات

أكد أستاذ العلوم السياسية أبو القاسم محمد علي، أن حل مسألة الشرق يتطلب بالدرجة الأولى جدية من الحكومة السودانية، من خلال اتخاذ قرارات واضحة والتعامل بشكل أفضل مع قضايا هذا الإقليم، وقال: لا توجد  قضية يعجز حلها، لكن المطلوب هو توفر الإرادة السياسية حتى لا تصبح هذه القضية محل مزايدات كما حدث مؤخراً من الدعوات التي تمت مؤخراً بالداخل ودعوة أريتريا أخيراً، ونوَّه في حديثه لـ(الصيحة) بأنه آن الأوان لحسم هذه المشكلة بطريقة حاسمة وعادلة حتى لا تحدث أثراً وشرخاً في مجتمع الشرق، بخاصة وأن هذا الإقليم يقع في قلب منطقة الأزمات التي تعاني منها منطقة القرن الأفريقي كالخلاف الحدودي بين السودان وإثيوبيا، وأزمة سد النهضة، والأزمة الإثيوبية الأريترية  وأزمة حلايب فجميعها في هذا التوقيت لديها تأثير.

نشاط معادي

فيما قال د. عبد الرحمن أبو خريس، أستاذ السياسات الخارجية في المعهد الدبلوماسي التابع لوزارة الخارجية في حديثه لـ(الصيحة) بأن أفورقي له نشاط معادي في المنطقة وعمل على إنشاء قواعد روسية بجانب ذلك خاض حرباً ضد التقراي وله نشاط بالتدخل في أثيوبيا كما أن له وجود دولي استطاع أن يجذب أريتريا، ونوَّه أبوخريس إلى أن أمريكا خلال الفترة الماضية لم تقدِّم أي مساعدات لأريتريا ولم تعد تثق في أفورقي، بل اتجهت غرب أفريقيا وشمال أفريقيا لتميزها بالموارد، وأضاف بأن أمريكا تعتبر الدولة الأريترية واحدة من تبعات الإنقاذ وأنها ولدت في عهد الإنقاذ بعد الانفصال، موضحاً بأن أمريكا لم تدعمها، بل قامت بعمل متاريس لها في صندوق النقد الدولي.

تقارب روسي

ولفت أبو خريس، خلال حديثه إلى أن التقارب الأريتري الروسي له دور في موقف أمريكا، حيث ترى أن تقارب الإثنيات في شرق السودان مع أفورقي تبقي منطقة البحر الأحمر متاحة للروس وإنشاء قواعد روسية مهدِّداً لأمريكا، بجانب ذلك أمريكا تتخوَّف من سياسة أفورقي من استغلال التداخل القبلي بالشرق واستغلال الموارد لذلك تأثير أريتريا والبحر الأحمر يشكلان توجساً لأمريكا من تغلغل أريتريا وتمدد الروس في المنطقة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى