عبد الله مسار يكتب: منظمة شانغهاي

4أغسطس2022م
هي تكتل إقليمي يضم نصف سكان العالم، ويعمل لمجابهة هيمنة الغرب، ويسعى لتكوين عملة واحدة تستعمل بدلاً من الدولار واليورو، وتتكوّن منظمة شانغهاي من أوزبكستان وباكستان والصين وروسيا وطاجيكستان وقيرغيزستان وكازخستان والهند وأعضاء مراقبين من أفغانستان وإيران وبيلاروسيا ومنغوليا وست دول شركاء حوار هي أرمينيا وتركيا واذربيجان وسيريلانكا وكمبوديا ونيبال.
تأسّست هذه المنظمة في 15 / 6 / ٢٠٠١م وهي منظمة دولية سياسية واقتصادية وأمنية ووقّع ميثاقها في يونيو ٢٠٠٢م ودخل حيِّز التنفيذ في ١٩سبتمبر ٢٠٠٣م.
وأهم أهدافها المُعلنة مُحاربة الإرهاب ومكافحة الجريمة وتجارة المُخدّرات ومُواجهة الحركات الانفصالية والتطرف الديني أو العرقي، والتعاون في المجالات السياسية والتجارية والاقتصادية والعلمية والثقافية والنقل والطاقة والتعليم، وتوفير الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة.
ويعتقد كثيرٌ من المُراقبين أن أهم أهدافها المُوازنة للناتو ومنع الولايات المتحدة من التدخُّل في المناطق المتاخمة للصين وروسيا، وقد طلب في وقت من الأوقات من الولايات المتحدة سحب قواتها من أوزبكستان وقيرغيزستان، واعتبر ذلك أولى الضربات الشديدة للولايات المتحدة، والآن من أهم أهداف المنظمة إيقاف أنشطة الولايات المتحدة والناتو في آسيا الوسطى.
وهي الآن تسعى لتكوين تكتُّل سياسي مُهم بعد الحرب الروسية الأوكرانية وتسعى لتكون تكتُّل اقتصادي كبير يضم نصف سكان العالم، وهنالك مقترحٌ لعمل عملة موحدة ضد الدولار واليورو، إذا تحقّق ذلك تصبح هذه المنظمة التي تضم نصف سكان العالم أداة لدحر هيمنة الدولار على الاقتصاد العالمي، وكذلك سوف يسهل التجارة بين دول هذه المنظمة ومع أصدقائهم في بقية دول العالم.
وهي لو حقّقت ذلك ستعمل على خلق بدائل للمؤسسات الغربية وهو مسعى دائم تقوده الصين وروسيا، ولو حدث ذلك ستكون هزّة اقتصادية قوية للغرب وأمريكا، وبالنسبة للعالم والنظام الاقتصادي الغربي، خاصة وأن هنالك مسعىً آخر تقوده الصين وروسيا في تجمُّع دول (بريكس) لتطوير عُملة جديدة ضمن جهودها لخلق توازن دولي في النظام الاقتصادي العالمي الذي تُهيمن عليه الولايات المتحدة والذي تفرض فيه سياستها المالية والنقدية.
وقد أورد موقع Business Insider الأمريكي أنّ بنك الشعب الصيني قد شرع في بناء احتياطي باليوان مع خمس دول أخرى بالتعاون مع بنك التّسويات الدولية ضمن مساعي الصين لعمل بديل فعّال يحل محل صندوق النقد الدولي الذي يُهيمن عليه الدولار!
ومنظمة شانغهاي هذه تستمد قوتها من أنها يسكنها نصف سكان العالم، وأنها يحتوي على أغلب موارد العالم وخاصّةً المواد الخام الصناعية والطاقة والغذاء، وكذلك جغرافيا تمتد من الشمال إلى الجنوب من القطب الشمالي إلى المُحيط الهندي، ومن الشرق إلى الغرب من ليانيونجانج في الصين إلى كالينينغراد في روسيا.
أما من الناحية العسكرية تضم المنظمة، أربع دول نووية وثاني وثالث ورابع أقوى الجيوش في العالم وهي الصين وروسيا والهند، وكذلك تضم ثلاث دول من أكبر القوى الصناعية في الأرض، وثاني اقتصاد في العالم وهو الاقتصاد الصيني، حيث بلغ الناتج المحلي له سنة ٢٠٢١م ما يقارب ٢٠ تريليون دولار.
إن الحرب الروسية الأوكرانية والتي أدّت إلى تدخل الناتو فيها بقوة دعماً لأوكرانيا جعلت الصين وروسيا يفكران في اصطفاف عالمي يُواجه العالم الغربي، وقديماً قيل (الحاجة ام الاقتراع).
وهذا التكتُّل يُضاف إليه تكتل (بريكس) سوف ينتج حلفاً جديداً في العالم كحلف وارسو أو أقوى، وخاصّةً إذا ضم دولاً من الشرق الأوسط وأفريقيا وأمريكا اللاتينية وصار تكتُّلاً عسكرياً واقتصادياً.
إذن، العالم مُقبلٌ على مرحلة جديدة خارج هيمنة الحضارة الغربية، خاصةً وأن كُتّاباً غربيين كثراً بدأوا يكتبون أن نجم الحضارة الغربية وهيمنتها على العالم في طريقه إلى الأفول..!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى