د. عبد الله فتحي يكتب : التاريخ الهجري والتاريخ الميلادي.. أيهما أحق أن يُتّبع؟!

3 أغسطس2022م

 

رشفة أولى:

 

في غزوة (حنين) حمى الوطيس وبلغت القلوب الحناجر من صلصلة السيوف وكر المشركين.. والهزيمة لحقت بالمسلمين وتفرّقوا، وفرّ من ساحة المعركة كثيرون رغم أن عدد المسلمين كان أكبر من كل المعارك السابقة لكنهم هزموا!.. عاد المسلمون وتجمّعوا وتفاكروا وتشاوروا وبحثوا عن سنن انتهجها معلم الإنسانية (عليه الصلاة والسلام) لكنها ماتت بينهم.. فأحيوا سنة (السواك).. فرآهم المشركون وظنوا أنهم يأكلون الأشجار.. فخافوا.. فهزموهم.

 

لعلنا نحتاجها اليوم لننتصر.. فرداً وأسرة وشعباً وأمة.. فنحن مهزومون وليس من قلة.. فلعلها سنة وفعل وأمر أقره الله ورسوله.. هجرناه.. التقويم الهجري!.

 

رشفة ثانية:

 

ونحن نحتفل بمطلع العام الهجري 1444هجرية..

دعونا نعقد مقارنة سريعة فيما بين التقويم الهجري والتقويم الميلادي سنجد أن: (التاريخ الهجري.. مولد فكرة ورسالة إنسانية عظيمة لن تموت.

– بينما – التاريخ الميلادي.. مولد إنسان.. غادر الحياة الدنيا).. (تاريخ هجرة محمد عليه الصلاة والسلام مثبت مؤكد لا اختلاف عليه..

– بينما – تاريخ ميلاد المسيح عليه السلام مختلف عليه في كتب الإنجيل الستة وكتب التاريخ).. (التاريخ الهجري.. أسماء شهوره وردت في كتاب القرآن الكريم المحفوظ من فوق سبع سماوات.. فهو كلام الله { شَهۡرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِیۤ أُنزِلَ فِیهِ ٱلۡقُرۡءَانُ هُدࣰى لِّلنَّاسِ وَبَیِّنَـٰتࣲ مِّنَ ٱلۡهُدَىٰ وَٱلۡفُرۡقَانِۚ }

[سُورَةُ البَقَرَةِ: ١٨٥]

– بينما – التاريخ الميلادي.. شهوره أسماء أصنام وآلهة رومانية (مارس. إله الحرب) وأباطرة يونانيين (الإمبراطور أوغسطين. أغسطس).. (التقويم الهجري.. لا تزيد عدد أيام الشهور عن 30 يوماً ولا تنقص عن 29 يوماً.. لذلك ليس هناك سنة كبيسة في التاريخ الهجري.

– بينما – في التاريخ الميلادي.. مفارقات فبعض الشهور 31 يوماً (يوليو. يوليوس قيصر) و(فبراير) 28 يوماً، لذلك تكون هناك سنة كبيسة أو غيرها).. (التقويم الهجري، مرتبط بحركة الشمس والقمر وتعاقب المواسم ومعرفة حساب الثانية والدقيقة والساعة واليوم والشهر والعام { هُوَ ٱلَّذِی جَعَلَ ٱلشَّمۡسَ ضِیَاۤءࣰ وَٱلۡقَمَرَ نُورࣰا وَقَدَّرَهُۥ مَنَازِلَ لِتَعۡلَمُوا۟ عَدَدَ ٱلسِّنِینَ وَٱلۡحِسَابَۚ مَا خَلَقَ ٱللَّهُ ذَ ٰ⁠لِكَ إِلَّا بِٱلۡحَقِّۚ یُفَصِّلُ ٱلۡـَٔایَـٰتِ لِقَوۡمࣲ یَعۡلَمُونَ }

[سُورَةُ يُونُسَ: ٥]

– بينما – التقويم الميلادي.. غير دقيق ولا علاقة له بحركة الشمس والقمر إنما هو حصيلة تسميات وأهواء شخصية).

إذا بحث علماء الفلك والتاريخ والتقويم والجغرافيا والفيزياء والآثار في مراكز أبحاث الدول الأوروبية عن أيهما أحق أن يتبع (التاريخ الهجري.. أم.. الميلادي؟).. ستكون الإجابة العلمية الصحيحة الدقيقة هي (التاريخ الهجري).. لكنه الكبر والاستعلاء وغمط الحقائق!.. فالعالم الغربي أخفى حقائق كونية ضخمة مثلما أكّد رُوّاد الفضاء أن مركز الأرض ومنتصفها هو (البيت الحرام)، لكنهم أصروا واستكبروا وفرضوا علينا أن (خط غرينتش) هو منتصف الأرض.. ودخلنا وراءهم (جحر الضب) صاغرين!!؟.

 

رشفة أخيرة:

 

{ إِنَّ عِدَّةَ ٱلشُّهُورِ عِندَ ٱللَّهِ ٱثۡنَا عَشَرَ شَهۡرࣰا فِی كِتَـٰبِ ٱللَّهِ یَوۡمَ خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَٱلۡأَرۡضَ مِنۡهَاۤ أَرۡبَعَةٌ حُرُمࣱۚ ذَ ٰ⁠لِكَ ٱلدِّینُ ٱلۡقَیِّمُۚ… }

[سُورَةُ التَّوۡبَةِ: ٣٦].

هذه الآية وحدها تكفي ليعلن حكام الدول الإسلامية جميعاً في بيان واحد (التقويم الهجري هو التقويم المعتمد في الدولة)، فذلك الدين القيم.. و.. معاكم سلامة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى