الساسة في اختبار الشارع .. انقسامات ومواجهات.. من يقود؟

 

 

تقرير: نجدة بشارة     27  يوليو 2022م

للمرة الأولى منذ قرارات قائد الجيش  الفريق عبد الفتاح البرهان  في 25 أكتوبر الماضي، خرجت قوى الحرية والتغيير الائتلاف الحاكم -سابقاً- إلى الشارع أمس الثلاثاء، لتختبر قيادة المواكب علانية  .

حيث ظلت لجان المقاومة طيلة الفترة السابقة هي التي تدعو وتقود الحراك الداعي للحكم المدني.

واستبقت مواكب الأمس، ردود فعل متباينة بشأن المشاركة، بصورة فسَّرها متابعين على منصات التواصل الاجتماعي على أنها نذر انقسام ومواجهات ملحوظة تجاه الاستجابة لهذا التكتل وأطروحاته.

نذر انقسام ومواجهة

ومؤخراً دشن الحزب الشيوعي السوداني وتجمع المهنيين السودانيين، وأسر الشهداء، ومفصولو الشرطة، تحالفاً سياسياً جديداً لإسقاط الانقلاب العسكري واستلام السلطة في المركز والولايات.

وقال السكرتير السياسي للحزب الشيوعي محمد مختار الخطيب، في مؤتمر صحفي بالخرطوم، أثناء التدشين، إن التحالف سيضم كل القوى السياسية والنقابية ولجان المقاومة المؤمنة بالتغيير الجذري، والرافضة أفكار التسوية مع الانقلاب.

وفي تطوُّر لافت استبعد التحالف الجديد قوى الحرية والتغيير، وأكدوا: لن تكون جزءاً من التحالف، وأضاف الخطيب، إن التحالف سيضم الأحزاب السياسية المؤمنة بفكرة التغيير الجذري والنقابات ولجان المقاومة والتنظيمات المدنية التي حملت السلاح دفاعاً عن قضايا مناطقها، من دون ذكر أسماء تلك الأجسام مباشرة، وأكد أن قوى الحرية والتغيير لن تكون جزءاً من التحالف، لأنها تمثل مصالح طبقات اجتماعية متعايشة مع النهج السياسي الاجتماعي الذي أورد البلاد موارد الهلاك طوال أكثر من (60) عاماً، من الاستقلال البلاد.

وأكد أن قوى الحرية والتغيير لا تزال مؤمنة بالتسوية مع العسكر وتسير عكس تطلعات الشارع الثوري، كما استبعد مشاركة الجبهة الثورية، التي تضم حركات مسلحة وقعت اتفاق سلام مع الحكومة، لأنها، وحسب قوله، متعاونة مع العسكر.

الشارع مِلك مَن؟

 

ودافعت الحرية والتغيير عن مواقفها ووجهت رسالة إلى لجان المقاومة أن  تترفع عن الصراعات حول قيادة الشارع وتدعم كل المواكب.

حيث انتقد قيادي في الحرية والتغيير، فضَّل حجب اسمه، تصريحات لجان المقاومة، وقال لـ(الصيحة): على لجان المقاومة أن تترفع عن الصراعات حول قيادة الشارع وتدعم كل المواكب،

وزاد: اجعلوا شعاركم (لن تسيروا وحدكم والشوارع لا تخون)، وأي فعالية في الشوارع ضد الانقلاب تدعم الثورة.

وكانت لجان مقاومة الديوم الشرقية قد أعلنت في بيان، أنها لن تسمح لقوى الحرية والتغيير باتخاذ محطة باشدار نقطة لقاء لموكب دعت له (قحت).

وقالت: «باشدار» مِلك للثوار ولن نسمح باتخاذها منصة لـ(قحت).

وأكدت اللجان في بيانها، أن شوارع الثورة ليست ميداناً لهذه المعركة، وأنه لا يحق لأي حزب أو تحالف أو جسم أن يقيم منصة أو يخاطب الجماهير في تقاطع باشدار سوى لجان المقاومة.

إن تناست قوى الحرية والتغيير مطالبتها في بادئ الأمر بالرجوع لما قبل الخامس والعشرين من أكتوبر، فإننا قد بدأنا نضالنا وسعينا لإسقاط الانقلاب بألا تفاوض ولا شراكة ولا شرعية.

إننا في تنسيقية لجان مقاومة الديوم الشرقية نعلن أننا لن نسير خلف قوى الحرية والتغيير في أي من دعواتها، وأن كل من يرغب في المشاركة في الفعاليات الثورية فمرحباً به ثائراً وليس قائداً.

إن تنسيقية لجان مقاومة الديوم الشرقية تنأى بنفسها عن الصراعات والمشاكسات والتكتلات الحزبية القديمة والجديدة، ونؤكد أن شوارع الثورة ليست ميداناً لهذه المعركة، وأنه لا يحق لأي حزب أو  منصة أن تخاطب الجماهير في تقاطع باشدار سوى لجان المقاومة.

فعل ورد فعل

لاحقاً تفاعلت مجموعات وتحالفات سياسية وعبَّرت عبر هاشتاقات تؤكد

(الحرية والتغيير.. لن تسيروا وحدكم)

وعمم تجمع نساء السودان الجديد إعلانه  عن دعم المواكب لرفض الفتنة ودعم السلام بالنيل الأزرق وكل الوطن، وقالوا في بيان: ندعم موكب 26 يوليو، لنبذ العنف وخطاب الكراهية والدعوة إلى المحبة وتمتين النسيج الاجتماعي في كل أنحاء الوطن.

ونؤكد على أن تنفيذ اتفاقية جوبا واستكمال السلام هو المخرج.

وفي السياق وصف رئيس مكتب السياسات بحزب الأمة القومي إمام الحلو، تحالف قوى التغيير الجذري الذي دعا إلى مقاطعة (قحت) أنّه مجرَّد  اصطفاف جديد خارج إطار القوى السياسية التي تنادي بإنجاز التحوُّل الديموقراطي.

وقال الحلو، إنّ التحوُّل هيكل الدولة على أسس جديدة قائمة على أيديولوجيا الحزب الشيوعي الماركسية اللينينية المعروف الحزب الشيوعي بها.

 

وأضاف: “إنّ التغيير الشيوعي عملية مختلفة عن العملية التي تدعو لها معارضة القوى السياسية الوطنية للانقلاب التي تتمثّل في ضرورة استعادة شرعية الحكم المدني الخالص”.

دروسٌ وعِبر

يقول القيادي بالمجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير التجاني مصطفى في حديثه لـ(الصيحة), إن  مواكب 26 يوليو،  يستدعي أن تقف القوى المطالبة بالحكومة المدنية لتراجع حساباتها، لا سيما وأن الموقف داخل هذه القوى غير موحَّد, وهنالك تباينات كثيرة انعكست على الموقف بصورة عامة، وأردف: “خلال المليونيات السابقة ولحظات المد، كان الناس في حيرة ويسأل الثوار بعضهم بعضاً عن مَن يقود هذه المسيرات الحاشدة، ومن يوجد على رأس الجماهير واصطدموا بعدم وجود إجابة محدَّدة”, وأضاف: “لذلك فإنّ  اختلاف الآراء بسبب موكب الأمس أعطتنا دروساً وعِبراً, لضرورة الوحدة الوطنية ونبَّهتنا إلى أننا نحتاج لتوحيد القيادة الميدانية من مبدأ مشروع وطني يلتف حوله كل دعاة الديموقراطية ودولة المدنية”، موضحاً أن الموقف الآن ليس للبناءات الحزبية والنظرة الضيِّقة بقدر ما هو مشروع وطني جامع، على الأقل مرحلياً يدعو لاجتياز المرحلة والتأسيس للمدنية, وقال مصطفى: “صحيح إن هنالك انقسامات وتباينات وسط الأحزاب لا سيما أحزاب الثورة، لكن لا بد أن نتساءل هل يمكن أن نؤسس لدولة ديموقراطية دون إشراك الأحزاب السياسية؟ وأجاب: لن نستطيع أن نجمع كل السودان في سلة واحدة، في حال كنا نبحث عن نظام ديموقراطي”.

قيادة موحَّدة

في السياق قالت القيادية بحزب المؤتمر السوداني بدرية عبد القادر عثمان لـ(الصيحة): إن الحراك المستمر منذ الانقلاب جماهيرياً، رغم بروز دعوات تجمُّع المهنيين الذي يضم النقابات أو تنسيقيات لجان المقاومة، وزادت: لكن  الدولة المدنية تحكمها الأحزاب السياسية، لذلك لا بد من كل الأجسام المطلبية، لجان مقاومة، تجمُّع المهنيين، الأحزاب، كل هذه الأجسام وغيرها لا بد أن تكون لها رؤية موحَّدة, وأردفت: لا بد أن تتجرَّد الأحزاب والأجسام من الحزبية إلى رحاب الوطنية, وأشارت بدرية إلى أن هنالك الكثير من الإشارات، لكن أعتقد عدم وجود قيادة موحَّدة يؤدي لضياع الجهد، لذلك لا بد من التوافق والاتفاق على أن الأحزاب السياسية هي التي تقود للديموقراطية، ومن هنا جاءت الدعوة لوجود قيادة موحَّدة ذات خُطط وأهداف لتقود الشارع.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى