ياسر زين العابدين المحامي يكتب : لقد سرقوا الكحل من عين الغَلابَة

25 يوليو 2022م

 

الدنيا دار عمل والآخرة دار جزاء….

المرء يجزى بما كسبت يداه…

والأمنيات ثمرة انطباع ونزوع عاطفي…

الهدف يلزمه عمل دؤوب غير منقطع بعقل واع….

حركات التغيير ترسم خطاويها بتوجه فكري واضح..

والتجارب السابقة تفتح النوافذ على مصراعيها…

ما يؤدي لمنهج عملي تصوغه خبرة

تراكمية…

التجارب تُقلِّل الأخطاء والزيغ…

وفكرة الإمكان التاريخي دائماً تكون حُبلى بالاحتمالات….

فتعني ليس كل شئ بالإمكان…

الحركة الإسلامية تجربتها شابها ضلالٌ في فهم التطبيق…

فالتطبيق يتخلق بالأعمال الصالحة ليكون الفرد قدوة….

وبأخذ الكتاب بقوة ليكون العطاء زخماً وفيراً من البركات والخيرات…

كان بالإمكان أن ترتقي مكاناً عليا…

لو أنّها اشتغلت كقوة دعوية حاضرة برجالها وأفكارها….

لو أرادت وجه الله حقاً ما استعجلت في أمرها…

ولاستثمرت في الإنسان لا في الشكل والهياكل…..

فعلها لم يجمل الحياة السياسية – بل دنّستها بوثنها…

وبدلاً من التقرب لله زلفى ولغت في أخطاء لا ينبغي الوقوع فيها…

فالفكر يرتبط بالعمل ليقودها للتفاعل مع المجتمع….

فصار واقعها غير فبقيت بشرنقة الانعزال….

من يتجرأ على حرمات الأفراد يطغى..

والفرد يتمرد عند حرمانه حقوقه…..

فمتى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً…

وعندما يحدث لا طاعة ولا قربى…

فالطاعة مزيجٌ من الرضاء والقناعة وإعمال الوجدان السليم…

عند افتقاد معاييرها فلا طاعة ولا رضاء ولا مَحَبّة…

وأمر البشر لا يستقيم إلا ببنائه على فكرة صادقة ومنهج متوازن…..

فكرة يلزمها عدالة نفتقدها جداً…

وينبغي إعمالها بصورة مُجرّدة من الهوى والنزق والانتقائية…

لإنزالها لأرض الواقع ثم تثمر…

ولا نخلط بين الغايات والوسائل…

الحركة تلح في أدبياتها على الطاعة العمياء والآمرة والانضباط الحركي…

تلغي العقل تماماً…

فتغيب مسارات المُبادرات الفرعية والفردية…

وتكشط مفردة المرونة في التربية والتوجيهات…

والفتق يصعب على الراتق…

فيتبدى الخلل وعدم الاستيعاب… والفرق بين قُصُور المنهج والتقصير المبدئي…

وتضيع معالم الطريق ما بين الخُطة والأداء…

السياسة استغرقت الحركة من أعلى رأسها لأخمص قدميها…

وقعت في الزلل فلم تهاجر لله….

فالهجرة تعني التحرُّر من شهوات النفس وزيغها…

تعني ركل نعيم الدنيا وزيفها…

فمن هاجر لدنيا لم يهاجر لله…

ومن هاجر لنساء مثنى وثلاث ورباع فقد هاجر لما هاجر إليه…

ومن هاجر لعرض الدنيا والسلطة فقد فارق درب الهجرة إلى الله…

لقد هاجرت الحركة للدنيا – غرقت بنعيمها حراماً…

أوغلت بالمحرمات – الظلم – التعسف…

غرقت معظم قياداتها في الدنيا حد

الغرق…

ما خالف هدي الشرع وكلام الدين ثم

ما يتنادون به جهراً…

لقد سرقوا الكحل من عين الغَلابَة…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى