عبد الله مسار يكتب: زيارة بايدن إلى السعودية

17 يوليو 2022م
قبل ثلاثة آلاف سنة تقريباً، استفاقت أسبارطة على خطب جلل (هيلانة) المرأة فائقة الجمال، وزوجة شقيق الملك قد هربت مع (باريس) الابن الثاني (لغريام) ملك طروادة
غضب يومها ملك أسبارطة غضباً شديداً، وقال لشقيقه لا تبتئس سأعيد (هيلانة) إليك.
وفي ذلك، جمع الأسبارطيين وخطب فيهم خطبة عصماء، عن الشرف المنتهك للبلاد، وكيف لابن ملك طروادة ان يستهين بهم إلى هذه الدرجة، وحدثهم مطولاً عن الثأر للعرض، وعن الثورة للشرف، وأنه لا بديل عن الحرب لترميم شيء من كرامة البلاد المُهدرة.
وما هي إلا أسابيع حتى كان أساطيل اسبارطة الحربية تضرب حصاراً خانقاً على طروادة المدينة الحصينة جداً على الغزاة على مر التاريخ.
جيش أسبارطة يملأ الأرجاء، وجيش طروادة مستعد للدفاع حتى آخر جندي، ولكن (غريام) ملك طروادة نزل ليرى مطالب الاسبارطيين، عله يجنب المملكتين هذه الحرب.
جرت مفاوضات سرية بين الطرفين، تخللها اقتراح (باريس) عشيق (هيلانة) إلى زوجها، قال له لنتبارز إن قتلتني تأخذ زوجتك وترجع، وإن قتلتك تبقى (هيلانة) ويرجع جيشكم عنا.
وافق زوج هيلانة على جناح السرعة، ولكن الملك قبض على يد أخيه وقال نحتاج وقتاً للتشاور.
وعندما اختلى بشقيقه، قال لست مع هذه المبارزة، فقال له هل تشك في قدرتي؟ فقال له الملك أبداً، أعرف أنك ستقتله بعد دقيقة من بداية المبارزة، ولكني لم آت بهذه الجيوش لأجل زوجتك الشبقة، لقد جئت لأجل طروادة يا عزيزي.
أعتقد أنّ الأسباب المعلنة للزيارة ليست الأسباب الحقيقية، فالساسة يغلفون الأغراض بمبادئ نبيلة ليقنعوا الشعوب بذلك.
إن زيارة الرئيس بايدن إلى السعودية ومنطقة الخليج هي زيارة:
١/ لتأمين اسرائيل ودمجها في منطقة الشرق الأوسط
٢/ امريكا والغرب يمران بظروف اقتصادية سيئة وهنالك تضخم وكساد، مطلوبٌ من السعودية دفع أموال لمقابلة هذه الظروف عن طريق بيع سلاح وغير ذلك
٣/ هنالك أزمة طاقة في اوروبا وارتفاعٌ شديدٌ في أسعار البترول، مطلوب من السعودية زيادة ضخ كمية إضافية وتثبيت الأسعار
٤/ مطلوب تأييد السعودية ودول الخليج للغرب في حربه ضد روسيا.
عليه، اعتقد ان حكاية صداقة السعودية لمدة ثمانين سنة والعلاقة الاستراتيجية هي الأسباب الظاهرة وليست الحقيقية، لأن السعودية تعرضت لضغط شديد في قضية خاشقجي، بل وصل الأمر مرحلة الابتزاز.
عليه، أعتقد أن الشرق الأوسط والعالم العربي مطلوب أن يتعاملا مع الأمر مصالح كم يحقق في العلاقة بينه وأمريكا. وأين قضية فلسطين من تلك العلاقة، ولكن أن يكون الشرق الأوسط بقرة حلوب دون أن تجد العلف اللازم، هذا ما أرى أنّه ليس في مصلحة دول الخليج، لأنّ تكلفة العلاقة مع اسرائيل دون حلول عامة للقضايا المصيرية عالي الكلفة مستقبلاً، خاصةً وأنّ في علاقة الدول ليست هنالك صداقة دائمة، ولكن هنالك مصالح.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى