الفاشر تشهد تخريج أول دفعة من الترتيبات الأمنية

نائب رئيس المجلس السيادي: السلام يحتاج إلى حراسة ليتم تطبيقه على أرض الواقع

الفاشر تشهد تخريج أول دفعة من الترتيبات الأمنية

نائب رئيس المجلس السيادي: السلام يحتاج إلى حراسة ليتم تطبيقه على أرض الواقع

الخرطوم : صلاح مختار

تزيَّنت مدينة الفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور أمس، بثوب الوطنية وتوشَّحت بشعار القوات المسلَّحة حينما دفعت بأول دفعة من قوات حركات الكفاح المسلَّح إلى سلك القوات المسلحة السودانية لتبدأ ضربة البداية الحقيقية في بند الترتيبات الأمنية بتنفيذ البروتوكول الموقَّع في جوبا. ومن يلاحظ الحضور فوق المنصة ينم على الاهتمام الكبير الذي يوليه المجتمع الدولي بشأن إدماج قوات الحركات المسلحة في الجيش السوداني.

اعتذار وإنابة

ورغم اعتذار القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس المجلس السيادي الفريق أول عبد الفتاح البرهان، أن نائبه الفريق محمد حمدان دقلو، الذي يوجد في الإقليم أناب عنه في مخاطبة الحشد الجماهيري بمناسبة تخريج أول دفعة من الترتيبات الأمنية. حيث وصل حميدتي، والوفد المرافق له عضوا مجلس السيادة الانتقالي دكتور الهادي إدريس والأستاذ الطاهر أبوبكر حجر، ونائب رئيس هيئة الأركان عمليات الفريق الركن خالد عابدين، إلى مدينة الفاشر للمشاركة في تخريج الدفعة الأولى من قوات حفظ الأمن وحماية المدنيين البالغ عددها (2000) مجنَّد، بمدينة الفاشر حاضرة شمال دارفور

أمة الإسلام

وقال نائب رئيس المجلس السيادي الفريق محمد حمدان دقلو: نحمد الله الذي أكرمنا وجعلنا من أمة الإسلام الذي أقر مبدأ السلام وحسن المعاملة والشورى، والديموقراطية وقبول الآخر، وشدَّد على ضرورة مراجعة النفس والاحتكام للمنهج الذي أمرنا بالسلام.

حراسة جادة

وبارك للمتخرِّجين، معتبراً تلك الخطوة بالإنجاز الكبير الذي يمثِّل إحدى ثمرات السلام. مرحِّباً بجنود في القوات النظامية الأخرى،وقال: إن السلام الذي تحقق يحتاج إلى حراسة جادة ليتم تطبيقه على أرض الواقع. مبيِّناً أن أعداءه في الداخل والخارج يحاولون إفشال وعرقلة مسيرته، وأضاف: نعلم أن الطريق لن يكون مفروشاً بالورود وأن المتاريس ستكون كثيرة، لكن إرادة الله غالبة وعزيمتنا قوية لتحقيق السلام، حتى لو اضطررنا إلى أن نحارب من أجله. وأكد جديتهم في الوصول إلى سلام حقيقي يلبي احتياجات أهلنا في الاستقرار والتنمية. العمل على تنفيذ الاتفاق بنداً بنداً والانتهاء من الدائرة الخبيثة، وتوديع الحرب بلا رجعة.

يد الدولة

وقال دقلو: نعلم أن هناك بعض الأيادي المرتجفة تسعى إلى تسميم أجواء السلام في دارفور من خلال إشعال الحرائق واستخدام أساليب الفتنة والتحريض بين المجتمعات بهدف جرها نحو القتال والصراع، مستغلين تراخي الدولة وانشغالها بقضايا أخرى ليست أكثر أهمية مما يحدث في دارفور، وحذَّر هؤلاء أن يد الدولة ما زالت قادرة على الوصول إليهم والتصدي لهم وحسمهم بالقانون.

أجندة سياسية

ونوَّه دقلو، إلى أن الصراعات القبلية خلَّفت واقعاً مأساوياً جديداً يحتاج إلى وقفة حقيقية من أجل إعادة الأمور إلى نصابها. وقال: لقد تفشَّت بين المجتمعات أمراض العنصرية والجهوية فأصبح الخلاف على كل شيءـ لم يتبق لهم إلا الهواء ليختلفوا فيه ـ وشدَّد على ضرورة وقف الفوضى اليوم قبل الغد بقوة القانون وفرض هيبة الدولة وملاحقة المجرمين، ومحاربتهم وعدم التهاون في أمن وسلامة المواطنين. لتحقيق أهداف سياسية وأجندة داخلية وخارجية تعمل على تفكيك وحدة السودان.

إبعاد القبلية

وقال دقلو: إن ما يحدث في دارفور من فوضى يجب أن نتحمَّل مسؤوليتها جميعاً ونتصدى لها. ودعا القوات المتخرَّجة أن تتخلى عن القبلية والحركات التي ينتمي إليها, ويجب أن يعلم كل فرد واعتباراً من هذا اليوم أن قبيلته هي هذا (الكاكي) الذي تلبسونه وعلم السودان الذي يشكِّل وحدة شعبنا. دعا للتعاون مع القوات النظامية لتحقيق الأمن وحماية المدنيين وفرض هيبة الدولة.

مساعٍ جادة

وأكد دقلو، مساعيهم الجادة في إقليم دارفور من أجل التوصل إلى حلول عملية لوقف نزيف الدم والحروب القبلية وإجراء المصالحات وإشاعة روح السلام والتعايش السلمي بين جميع السكان والقبائل، مع توفير الدعم اللازم لإحياء القطاعات الإنتاجية وتوفير المناخ الملائم للتنمية والإنتاج لنخرج من دائرة الحرب إلى براحات السلام.

الوفاء بالتعهدات

واتهم دقلو، المجتمع الدولي بأنه لم يف بتعهداته تجاه عملية السلام رغم علمه بالظروف التي تمر بها البلاد، داعياً جميع أشقاء وأصدقاء السودان في المحيطين الإقليمي والدولي إلى تقديم المساعدة إلى الشعب السوداني، بيد أنه شكر بعض الدول الشقيقة التي قدَّمت الكثير من الدعم وقال: نأمل أن يتواصل هذا الدعم للمساهمة في برامج إعادة النازحين.

لا ينفع الندم

وقال: تتابعون جميعاً الأوضاع التي تشهدها بلادنا خلال هذه الفترة من خلافات وتنافر وتنافس، منوِّهاً إلى أنها أوضاع غير مسبوقة، لأنها حدثت نتيجة لغياب الروح الوطنية المخلصة. محذِّراً بأنها قد تعصف بأمن واستقرار البلاد وتهدِّد بشكل واضح وجودنا ووحدتنا حينها لا ينفع البكاء والندم على وطن أضعناه بأيدينا.

لا خيارات

ووجه دقلو، الدعوة مجدِّداً لكل السودانيين خاصة الشباب إلى الجلوس في طاولة الحوار لمناقشة القضايا الوطنية بكل صدق وشفافية، بعيداً عن الأطماع الحزبية الضيِّقة من أجل الوصول إلى مشروع وطني قصير وطويل المدى يحقق الاستقرار، ويضمن مستقبلاً آمناً لشعبنا. وقال: ليس أمامنا وقت ـ ولا توجد خيارات أخرى تضمن لبلادنا الاستقرار والسلام ـ مبيِّناً أن هناك فقط طريق ثالث واحد هو طريق الوفاق الوطني الشامل الذي لا يقصي أحد.

دعم الحوار

وأكد دقلو، دعمهم للحوار الذي يحقق التوافق الوطني والذي يقود لاستكمال الفترة الانتقالية وصولاً لانتخابات حرة، كما أكد دعمهم جهود الآلية الثلاثية لتسهيل الحوار بين الأطراف السودانية، التي قال: نأمل أن تدخل الحوار دون أجندة مسبقة أو تكتيكات لكسب مواقف. وحيَّا جهود دولة جنوب السودان وفريق الوساطة بقيادة المستشار توت قلواك، على جهودهم الكبيرة التي أثمرت بتوقيع اتفاق السلام.

الدفعة الثانية

وامتدح دقلو اللجنة العليا المشتركة للترتيبات الأمنية بما في ذلك (بعثة اليونيتامس) على الجهود الكبيرة التي بذلوها في جميع المراحل وصولاً إلى التخريج اليوم، وقال: تغلبت اللجنة على الكثير من التحديات، خاصة الجوانب المتعلقة بتوفير المال، وأضاف: نأمل أن يتم الإسراع في إدخال الدفعة الثانية إلى معسكرات التدريب.

رسالة موجهة

من جهته قال حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي: لـ(الدفعة المتخرِّجة): (أنتم ليسوا مستجدين ولكن أنتم إضافة لجمهورية السودان ومؤسساتها الأمنية والقوات المسلحة) .وقال: يجب الالتزام بهذه الرسالة .

بناء أمة

أكَّد مناوي أن اتفاق جوبا بداية لبناء الأمة السودانية يسودها المحبة والسلام، مضيفاً: يحب أن تموِّن آلياتها، مبنية على المصالحات بين قطاعات المجتمع السوداني كافة وخاصة دارفور، مؤكداً أهمية تطبيق اتفاق جوبا وضرورة تكوين المفوَّضيات وصندوق دعم دارفور وصندوق إعادة النازحين، وأضاف: يجب أن يبدأ فوراً حتى نكون صادقين أمام شعبنا. وشدَّد يجب الالتزام بدفع (٧٠٠) مليون دولار، لتنمية دارفور، وجدَّد التزامهم الجاد بالحوار بين جميع السودانيين بالاحترام، من أجل إنقاذ البلد من الوضع الهش ضرورة بناء الثقة عبر آلية الحوار وإدارة التنوع .

مشاكل متراكمة

أقر مناوي أن هناك مشاكل تراكمية، وأضاف: سقوط الأشخاص لا يعني الحل ولكن فرصة لتناول القضايا  وكيفية حلها. وأشار إلى أن رؤساء السودان عبود ونميري والبشير، سقطوا بثورات شعبية، إلا أن مشكلة السودان لم تحل. ونادى بضرورة بناء آلية سودانية للحوار لحل مشكلة السودان. وشدَّد يجب أن تأتي الديموقراطية بتراضي المكوِّنات بمختلف تنوعهم. وأشاد الحاكم بدور دول الترويكا ودعمها للانتقال الديموقراطي. وأشاد مناوي بالقوة المشتركة التي تم تخريجها اليوم التي تعتبر قوة ضاربة ضد المتفلتين بحسب تعبيره، وأطلق عليها قوات ” دُقُو جُوَة” في إشارة إلى الحسم الفوري للتفلتات، وقال:” أي زول متفلت (يِبِل راسو)، لأن هذه القوات لن تجامل أحداً.

العيش الكريم

من جانبه أعلن والي ولاية شمال دارفور نمر محمد عبد الرحمن، ترحيبه بالضيوف  والحضور، وأكد أن هذه القوات التي قوامها (٢٠٠٠) مجنَّد، مهمتها الأمن وتعزيز التعايش السلمي والمصالحات. وقال الوالي: نتطلع لعيش كريم وتنمية واستقرار، وأبان لو لا سلام جوبا لما كان هذا الاحتفال. وحيَّا دولة جنوب السودان ودولة تشاد ورفاق النضال  الذين وضعوا أحرف سلام جوبا. وأوضح أن تنفيذ بند الترتيبات الأمنية  يمثِّل العمود الفقري للاتفاق وبقية البروتوكولات جنباً إلى جنب لتنفيذ المشروعات التنموية.

مصفوفات الاتفاق

دعا نمر الضامنين والشهود والمجتمع الدولي الإيفاء بالالتزامات لتنفيذ مصفوفات الاتفاق،  وأضاف: محتاجون لصندوق دعم دارفور، وتقديم مساعدات إنسانية،  مناشداً  الأمم المتحدة دعم السلام، ولفت إلى أنه يجب  عدم ربط القضايا الإنسانية بقضايا الانتقال السياسي. وجدَّد الوالي تأكيده  قيام القوات بواجباتها، وأضاف: سنظل نعمل من أجل الكادحات بالبلاد ونسخِّر أنفسنا لخدمة مواطن دارفور.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى