محمدين محمد إسحق يكتب : أزمة السودان.. على أفريقيا امتلاك مشاكلها وحلولها

2يوليو2022م .
”قصة أفريقيا كتبت بأيدي الغير،
يجب علينا أن نمتلك مشاكلنا، ونمتلك حلولنا، حتى نكتب قصتنا بأنفسنا.”
بول كاقامي- الرئيس الرواندي

كلمات الرئيس الرواندي بول كاقامي أعلاه باتت تعبِّر عن أفريقيا الجديدة الناهضة من ركام الإمبريالية والتبعية للاستعمار الغربي. هذه الكلمات تطبيقاً عملياً كانت حاضرة في المؤتمر الصحفي أول أمس، والذي تحدَّث فيه السفير محمد بلعيش، ممثل الاتحاد الأفريقي في الخرطوم، الناطق الرسمى باسم الآلية الثلاثية الميسِّرة للحوار السوداني- السوداني، وبكلمات واضحة ومباشرة وصفت مدى صدمة أفريقيا في رئيس بعثة اليونيتامس الألماني بيرتس فولكر، وقد أرسل بلعيش من خلال كلماته رسائل واضحة إلى أكثر من جهة محلية ودولية. وتمثلت هذه الرسائل في الآتي-:
١- نفاد صبر الاتحاد الأفريقي من رئيس بعثة اليونيتامس الألماني بيرتس فولكر، والقوى الغربية الداعمة له ومحاولة الهيمنة والسيطرة على الآلية الثلاثية التي تضم إلى جانب اليونيتامس، الاتحاد الأفريقي والإيقاد.
٢- إظهار ضيق وتبرُّم الاتحاد الأفريقي من القوى السياسية السودانية الرافضة للحوار السوداني- السوداني ومحاولتها الاستقواء بالقوى الغربية في البحث عن حلول للأزمة السودانية.
٣- الأزمة السودانية هي قضية أفريقية بامتياز وبالتالي لا يمكن تجاوز الاتحاد الأفريقي في أي حل يتعلق بهذا البلد.
٤- على الدول الغربية ذات الإرث الاستعماري في أفريقيا الكف عن إعادة أنتجة سياسة فرِّق تسد بين الفرقاء السودانيين.
٥- على المجتمع الغربي التوقف عن الانحياز إلى جانب فريق واحد من المكوِّنات السياسية السودانية. وواضح هنا أن الرسالة تطال الحرية والتغيير المجلس المركزي. والتي يتماهى فولكر ومكتبه معها تماماً.
٦- الاتحاد الأفريقي قد ينسحب من الآلية الثلاثية إذا لم يتوقف فولكر من تحيُّزه وما يقوم به من مؤامرات ودسائس خلف الكواليس. ويبدو أن الاتحاد الأفريقي قد تحصَّل على معلومات ووثائق مؤكدة تبيِّن عدم شفافية وحيادية ونزاهة الموظف الأممي. وفي هذا لا يحتاج المرء إلى ذكاء رضيع ليكشف مدى تغلغل واختراق جهة سياسة محدَّدة لمكتب فولكر، سواءً أكان ذلك بالطرق المباشرة أو غير المباشرة.
– الحل الآن يتمثل في الآتي: –
١- تحجيم دور (فولكر) وزيادة فاعلية ودور الاتحاد الأفريقي والإيقاد في عملية الحل للأزمة السودانية. وفي الذاكرة أن الحل الذي وضع للمشكل السودانى بعيد سقوط حكومة المعزول عمر البشير، كان حلاً أفريقياً بشكل كامل. وهو قد نجح في وضع السودان على طريق الانتقال السلمي نحو الديموقراطية وجنَّبه كذلك السقوط في مستنقع الحرب الأهلية وعدم الاستقرار والذي أن حدث فستكون له تأثيراته السالبة على المحيط الإقليمي والقاري.
٢- أو في العدم ذهاب فولكر إلى الأبد وتعيين شخصية أفريقية لتقود الآلية الثلاثية. ويلاحظ المرء أن اليونيتامس التي حلت محل اليوناميد معروف عنها أنها كانت قوة مشتركة بين الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، عهدت الرئاسة فيها لأفريقيا، فكل الذين تقلدوا رئاستها كانوا أفارقة يتم تعيينهم عبر الاتحاد الأفريقي.
٣- ذهاب فولكر أو إبعاده بات الآن أسهل من ذي قبل في ظل الشهادة العلنية التي قدَّمها ممثل الاتحاد الأفريقي بلعيش. فكلمات الرجل اختيرت بعناية لتهدم معبد فولكر الذي يعتصم فيه والمؤسس على أعمدة الحيادية والشفافية. وأي وساطة تكون قد فشلت وانتفت إذا فقدت هذه الأسس.
٤- فولكر يمكنه أن يظل ويمارس لعبته السياسية ومخططه الاستعماري الجديد في السودان إذا ظلت الحكومة السودانية في ترددها حيال التصرف معه. وإذا لم يتم تعيين رئيس وزراء غير متحزِّب في الأيام القليلة القادمة. لكن على كل يظل السودان مقبل على مرحلة تعد هي الأخطر في تاريخه الحديث. بين أن يكون أو لا يكون. فالمخطط يتجاوز ما هو سياسي إلى ما وراء ذلك بكثير، فالاستعمار الذي خرج عن طريق الباب يخطط للعودة عبر النافذة. وما فولكر وجنوده إلا رأس جبل الجليد الكامن تحت محيط مدلهم من الخطوب والأزمات المتلاحقة، والقادم أسوأ أن لم يعد الحل سودانياً تحت سيطرة وتحكم الاتحاد الأفريقي.
قيادي بحركة العدل والمساواة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى