محمد البحاري يكتب : في حضرة أول شاعر غنائي سوداني

2يوليو 2022م

أغاني الحقيبة تعتبر واحدة من مسلمات الشعب السوداني لا يقبل فيها التنظير ولا التعديل ولا حتى همهمة الفنانين يريدها كما سمعها أول مرة  وكثير من الفنانين أدخلوا تعديلات كثيرة على أغنيات الحقيبة منهم من أدخل هذه التعديلات بصورة علمية ومنهم من أدخلها جهلاً فأصابت اللحن في مقتل وكله غير مقبول عند الشعب السوداني.

مادعاني لهذه المقدِّمة هي الدعوة الكريمة من الباشمهندس (عبد المنعم صالح عبد السيد أبو صلاح)، لحضور ليلة بعنوان (الكواكب احتفلوا بالقمر) وذلك تخليداً للشاعر (أبوصلاح) الذي يحتفي به الشعب السوداني يومياً من خلال أغنياته التي أصبحت خالدة في وجدان الشعب السوداني، وحسب حديث الباشمهندس (عبد المنعم أبوصلاح) إن هذه الاحتفائية ستكون ثابتة كل شهر وأن لديهم رابطة تعمل من خلال السوشال ميديا، من العام (٢٠١٣م)، وكان هذا المنتدى نتاج لجهد هذه الرابطة وكانت هذه ضربة البداية ولأن البدايات دائماً تكون صعبة عليهم العمل لتلافي القصور وتطوير الفكرة حتى تصبح بمستوى (أبو صلاح).

(أبو صلاح) رحلة من العطاء الثر استمرت مابين العام (١٨٩٠ _ ١٩٦٣م) وحسب بعض المؤرخين، إن الشاعر (أبو صلاح) هو أول شاعر نظم الشعر الغنائي في السودان وتمتاز كل أغنياته بسهولة الكلمات والتلقائية، وحسب إفادات الباشمهندس (عبدالمنعم أبوصلاح) إن الكروان (بادي

محمد الطيب) هو أكثر فنان تغنَّى بأغنياته وتحدَّث عن أكثر ما يؤرق أسرة الراحل هي ترديد أغنيات (أبوصلاح)  بصورة فيها كثير من الأخطاء اللغوية واللحنية بالذات وسط الفنانين الشباب، كما أكد بأن هناك مجموعة كبيرة من أشعار الراحل لم تجد حظها من الألحان، تغنَّى في تلك الليلة مجموعة من الفنانين منهم: (الجبلابي) و(أنس عبد الله) (إبراهيم خوجلي) و(النحاس) كان أدائهم رائعاً وجميلاً، لكن لفتت نظري الفنانة (ريماز ياسر) بروعة الأداء والصوت المتميِّز.

أتوقع النجاح لهذه الرابطة لما لمست من ترابط وسط أعضائها ولا يفوتني هنا سعادة العميد معاش (عبد المنعم سوركتي) وهو الدينمو المحرِّك لهذه الرابطة، وقد تحدَّث في هذه الأمسية عن ماضي ومستقبل الرابطة مما جعلني أثق تماماً أن العمل كبير والخطط معدة وجاهزة، فقط يعملون على التنفيذ وتعتبر أشعار (أبو صلاح) محل تنافس لكبار الفنانين، حيث تغنى الفنان (محمد الأمين) بأغنية (بدور القلعة) وكانت محل  غيرة للفنان (محمد وردي) وأخذته الغيرة وأصرَّ أن يغني لـ(أبوصلاح) فكانت أغنية (قسم بمحيك البدري).