مها عوض مكي يكتب : (بنت طاليس)

2يوليو 2022م

الأحلام من أهم الصفات التي يجب على كل إنسان فهمها والعمل على تحقيقها، فالشخص منذ صغر سنه تتعلّق أمور حياته على الأحلام التي يعيش ليصل إليها، فهي من أهم الأُسس التي تجعل الشخص مقاوما لمشكلات الحياة التي لا تنتهي. كما أنها تساعد الإنسان على الاجتهاد والصبر والعزيمة والإصرار على تحقيق جميع الأهداف والأحلام التي يريدها، فالإنسان بلا أحلام كالحياة بلا ماء لا يستطيع الاستمرار مع أول عقبة في حياته.

عندما تعجز كل كتب الكون إخراجنا من حالة اليأس والإحباط، نلجأ إلى سلاح الحلم الأكثر ذوقاً وسحراً، ما أروع أن نعيش كل يوم ونحن نتطلع الى عالمه السحري.. دعونا نعيش أحلامنا وآمالنا وأفكارنا ونحن نحلم بمستقبل لم نعهده من قبل، فيه كل التفاصيل الرائعة التي ندمنها ونتكئ عليها في مشوار حياتنا اليومي.. فتتحوّل حياتنا الى عالم يمتزج بالتفاؤل والرغبة في السير نحو الآفاق بكل ثقة وأمل، نسير في هذا الطريق لنصل إلى الشمس والنور والضياء، لتتشكّل ملامح حاضرنا ومُستقبلنا، لأنّنا حين نحلم فإننا نسعى وحتماً لا محالة سنعيش في عالمٍ ننعم فيه بالحرية بلا قيود وبالعدل والحب والجمال.

الأحلام نبضات من المشاعر والأحاسيس والأفكار العشوائية التي تنبثق كما يقول علماء النفس من العقل الباطن. هذا العقل الذي يتميّز باحتوائه على الرغبات المكبوتة، على الماضي بأفراحه وأتراحه، بكل ما فيه من وقائع أو حقائق وخيالات. ويقول أحد علماء النفس إن الأحلام تحدث نتيجة للصراع بين الرغبات المكبوتة في اللا شعور، وبين المقاومة النفسية لهذه الرغبات.

ويحلم الناس كما يقول العلماء، عندما تكون أجسامهم في حالة من السكون أو الشلل المؤقت، ما عدا بعض العضلات التي تتحكّم في القلب والعينين والرئتين، وذلك لحماية النائم، مما يعتمل في داخله من مشاعر وأحاسيس يمكن أن تؤثر عليه.

ومع إشراقة شمس كل يوم جديد نخبرها بأننا مَن نرسم البدايات، ونحن مَن نُلوِّن نهايتها كيفما نريد.. لنُحقِّق تلك الأهداف المُدوّنة على قصاصات صغيرة، المخبأة في ربيع الأمنيات، الله سبحانه وتعالى يجعلنا نتمسّك بما في قلوبنا وهو يعلم أننا قادرون على الوصول إليه وتحقيقه. ولعلنا شارفنا على ذلك.. فلنُحيِي الأمل، ونكمل طريقنا، لنفعل؛ ليشع نور حياتنا.

والأمل الكبير يتحقق دائماً، عندما يتشبّث أصحاب المبادئ بالحق والصبر والكفاح.

الأمل لا نهاية له.. فلنزرعه في طريقنا دومًا، ونُجمِّله بالتوكل على الله، ثم السعي والعمل والجهد المُتواصل نحو ما نُريد، فنحصد ثمار أحلامنا وأمنياتنا، ليضيء حاضرنا ويشرق مستقبلنا.

لنكن كالملائكة في التعامل والصفح، ولتكن أحلامنا هي واقعنا ومن حيث بدأنا سنمضي، لن نكون يومًا مسرحاً للكراهية والظنون.. فلنبدأ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى