بدأت التحرُّك الخارجي جريمة إعدام الأسري.. الخرطوم تبحث عن إدانة دولية

 

الخرطوم: مريم أبَّشر     2 يوليو 2022م 

أثار نبأ استشهاد سبعة من القوات المسلحة السودانية وبمعيتهم مزارع سوداني استياء كل السودانيين الذين قد تفرِّقهم السياسة ولكن يوحِّدهم الوطن، ومحاولة النيل من كرامته وعزته خاصة أن كان ذلك النيل يطال أسود العرين وحماة الحدود وسيطر النبأ الحزين على كل وسائل الميديا بأشكالها كافة وسارعت الحكومة عقب إعلان القوات المسلحة السودانية للنبأ عبر ناطقها الرسمى بإدانة هذا الفعل الشنيع والجريمة النكراء بحق أسرى تتنافى مع كل المواثيق والمبادئ الدولية وحقوق الإنسان، بل لا تقرها كل الأديان .

وزارة الخارجية استدعت على الفور سفير أديس بالخرطوم وأبلغته رسمياً غضبها الشديد حيال ما ارتكبته مليشيات بلاده بحق الأسرى، وأردفت الاستدعاء بإصدار  بيان شديد اللهجة .

فضح الجريمة الأثيوبية

الجريمة غير الإنسانية دفعت بالجهات المعنية ممثلة في وزارة الخارجية بتصعيد الملف لأبعد مدى حتى تعي السلطات الأثيوبية حجم الجرم المرتكب وقد أدانت الخارجية بأشد العبارات ما أقدم عليه الجيش الأثيوبي من جريمة نكراء         وباقتيادهم الأسرى إلى داخل الأراضي الأثيوبية وقتلهم والتمثيل بجثثهم على الملأ  فشجبت الوزارة السلوك غير الإنساني و ذكرت السلطات الإثيوبية بأن السودان يستضيف أكثر من مليوني مواطن أثيوبي ينعمون بمعاملة كريمة ويتقاسمون مع الشعب السوداني موارده ولقمة عيشه في كرم وتسامح.

حفاظاً من وزارة الخارجية على السيادة الوطنية وكرامة مواطنيها أعلنت أنها دفعت رسمياً بشكوى  لمجلس الأمن والمنظمات الدولية والإقليمية ذات الصلة.  ونبَّهت في ذات الوقت بأن حكومة السودان تحتفظ بكامل الحق الذي يكفله ميثاق الأمم المتحدة في الدفاع عن أراضيه وكرامة إنسانه. وسيستدعي السودان سفيره لدى أثيوبيا فوراً للتشاور.

   وضع العالم حيال مسؤولياته

ولنقل حقيقة الجرم الأثيوبي بحق الأسرى السودانيين استدعت الوزارة كل السفراء الأفارقة المعتمدين لديها وقدَّمت لهم  تنويراً، وأبلغ  السفير حسن عبد السلام عمر، مدير عام الإدارة العامة للشؤون الأفريقية وبحضور السفير جمال الشيخ، سفير السودان لدى أثيوبيا والسفير أبوبكر الصديق، مدير إدارة المنظمات شبه الإقليمية، تفاصيل الجريمة البشعة التي أقدم عليها الجيش الأثيوبي والخطوات التي اتخذها السودان لحماية وحدة أراضيه وكرامة مواطنيه، اتساقاً مع مبادئ القانون الدولي والمواثيق الدولية، والتي تمثلث في تقديم شكوى رسمية لرئيس مجلس الأمن بصورة إلى رئيس مفوَّضية الاتحاد الأفريقي ورئيس مجلس السلم والأمن الأفريقي والسكرتير التنفيذي لمنظمة الإيقاد.

عضد المدير العام للشؤون الأفريقية، شرحه لتفاصيل الجريمة بعرض صور وخرائط توضح المنطقة داخل السودان التى تم اختطاف الشهداء الثمانية منها، ونقلهم عبر الحدود إلى داخل الأراضي الأثيوبية، ومن ثم إعدامهم، إضافة إلى صور التمثيل بجثثهم وعرضها على الجمهور، بدورهم عبَّر السفراء عن تعازيهم لأسر الضحايا وللشعب السوداني.

وفي سياق متصل، التقى  السفير حسن عبد السلام عمر، مدير عام الشؤون الأفريقية بحضور  السفير الزين إبراهيم، مدير إدارة الاتحاد الأفريقي بوزارة الخارجية السفير محمد بلعيش، مدير مكتب الاتحاد الأفريقي بالخرطوم، حيث قدَّم له شرحاً للجريمة البشعة التي ارتكبها الجيش الأثيوبي، في مجافاة للأعراف الدولية والإنسانية وتنكُّر لمبادئ حسن الجوار والروابط التي تربط بين الشعبين السوداني والأثيوبي والخطوات التي يعتزم السودان القيام بها .

وذات الاستهجان من الجرم اللا أخلاقي نقله مدير الشؤون الأفريقية بحضور مدير المنظمات شبه الإقليمية بالوزارة، للدكتور عثمان بليل، ممثل منظمة الإيقاد بالخرطوم، حيث شرحا له أبعاد الجريمة والخطوات التي اتخذها السودان حيالها وقدَّما له نسخة من شكوى السودان الرسمية المقدَّمة إلى رئيس مجلس الأمن.

كما قدَّم وكيل وزارة الخارجية السفير دفع الله الحاج، لروبرت فيروزر، المبعوث البريطاني الخاص للسودان وجنوب السودان، شرحاً مستفيضاً حول أحداث الفشقة، موضحاً أن قوات أثيوبية دخلت الأراضي السودانية واختطفت سبعة جنود سودانيين ومدنياً، وقامت بإعدامهم و التمثيل بجثثهم، وشدَّد على أن ما قامت به أثيوبيا لا يتوافق مع المواثيق و الأعراف الدولية وطبيعة العلاقة بين البلدين، مشيراً إلى أن واجب حكومة السودان الدفاع عن أراضيه ومواطنيه، وأن السودان يمارس ضبط النفس لمنع التصعيد، وأمَّن المبعوث بأنه ليس من مصلحة البلدين تصعيد الأوضاع وأثنى على موقف السودان وممارسته ضبط النفس منعاً للتصعيد.

أثيوبيا فقدان سند

ويضيف السفير والخبير الأكاديمي الرشيد أبو أشامة لـ(الصيحة) بالقول: ليس أمام الدول أي وسيلة غير إدانة الفعل الأثيوبي المشين إذا ثبت أنها من ارتكب الجريمة، وقال: إن أثيوبيا لا تتمتع -حالياً- بأي علاقات جيِّدة مع العالم خاصة الولايات المتحدة الأمريكية بسبب الحوادث التي ارتكبت ضد التقراي، وقال: إن الجريمة نكراء، لافتاً إلى أن الأسرى لديهم قانون دولي يحميهم وما قامت به أثيوبيا عمل بدائي كانت تتم ممارسته في أزمان خلت، وحالياً القانون الدولي الإنساني يكفل للأسرى – في كل العالم- معاملة خاصة، ولكن أن تقتله وتمثِّل بجثمانه هذه جريمة نكراء، ويرى أن كل الدول المحترمة يجب أن تقف إلى جانب السودان وتدين هذا الفعل القبيح، واستبعد أبو شامة أن يقدم السودان على طرد الأثيوبيين الذين يتجاوز عددهم مليوني لاجئ، وقال: إن إبعاد هذا العدد يحتاج لتمويل ضخم، أضف إلى ذلك فإن مثل هذه الخطوة ستفقد السودان تعاطف الشعب الأثيوبي.

 تقارب سوداني مصري

الدكتور والخبير في العلاقات الدولية عبد الرحمن  أبو خريس، قال: إن الجريمة التي ارتكبتها أثيوبيا تخالف كل الأعراف الدولية وهي جريمة موثقة ولكنها تحتاج لتحرُّك سياسي وذلك بتحريك الجهود السياسية لخدمة قضايا سياسية أخرى بجانب تثبت حق الأسرى، كملف سد النهضة وذلك بتحرك عربي وأفريقي        ويرى أبو خريس في إفادته لـ(الصيحة) أن أفضل من يسهم في مساعدة السودان في هذه القضية هي مصر، لافتاً إلى أنها من أوائل الدول التي أدانت الحادث.          ويضيف أن الجريمة من شأنها التقريب بين مصر والسودان خاصة وأن أديس تتهم القاهرة بدعم المتمردين بإقليم التقراي، أضف إلى ذلك هناك شعور بالندية بين أثيوبيا ومصر  في الإدارة والتصدى للشأن والقضايا الأفريقية، فضلاً عن الخلافات التي توجد بينهما، فيما يمثِّل السودان الوسطية ويعتقد أن الأحداث الأخيرة عظَّمت التقارب بين مصر والسودان       ويمكن للسودان الاستفادة من العلاقات المصرية للمساعدة في تصعيد الملف يمكن الوصول به إلى محكمة العدل الدولية، وبالمقابل ستستفيد مصر في توظيف قضاياها الخلافية مع إثيوبيا. بجانب ذلك السودان يترأس -حالياً- منظمة الإيقاد وعليه توظيف هذه الميزة خاصة وأن أثيوبيا تمادت مؤخراً في ارتكاب الأخطاء بحق السودان بحجة ضعف الحكومة التي تتولى الشأن الآن،   واعتبر أبو خريس العملية العسكرية التي نفذتها القوات المسلحة على الحدود الشرقية خطوة جيِّدة لحماية أراضي السودان وممتلكاته، وينبغي أن تدعم بحملة تدويل لفضح الجرم الأثيوبي بحق الأسرى.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى