الحوار المباشر: هل ينطلق مُجدَّداً.. أم ينتهي إلى طريق مسدود؟

تقرير: نجدة بشارة

في الوقت الذي تتحرَّك فيه الآلية الثلاثية من أسفل الطاولة للوصول إلى تفاهمات مع الفرقاء تخرجهم للجلوس على الطاولة، تتصاعد المخاوف من انتهاء المشاورات إلى طريق مسدود، لاسيما وأن هنالك تعنُّت كبير من قبل الحزب الشيوعي، وتجمُّع المهنيين السودانيين لرفض مبدأ الحوار السوداني، السوداني، بينما ينتظر مخرجات خارطة الطريق المطروحة من قبل المجلس المركزي للحرية والتغيير، والمعروضة للجان المقاومة وتحالفات قوى الثورة للتعليق عليها بالتوقيع أو الرفض.

وإزاء هذا الوضع المعقَّد ينظر مراقبون إلى فرص عودة انطلاق الحوار المباشر  ويتساءلون، هل ينطلق الحوار مُجدَّداً بلاعبين جدد من القوى السياسية، أم سوف تتوقف المشاورات وتنتهي إلى طريق مسدود؟

تجسير الهُوَّة

قالت مصادر: إن الاجتماع الأخير  بمنزل السفير السعودي شهد توافقاً مقبولاً بين ممثلي الحرية والتغيير والمكوِّن العسكري، لكن تعثَّر بسبب عدم  التفاهم حول الجهة السيادية التي ستتولى إدارة الأوضاع حال عودة العسكر للثكنات.

وكانت كل من الولايات المتحدة والسعودية ممثلة في سفارتيهما بالخرطوم دعتا ممثلي الطرفين لاجتماع يبحث المواقف على ضوء اللقاء الأول الذي عقد في العاشر من يونيو الجاري، بين قيادات عسكرية رفيعة وممثلين للحرية والتغيير بغية تجسير هُوَّة الخلافات والوصول لمعالجات تنهي الأزمة السياسية.

واقترحت الحرية والتغيير في رؤيتها وفقاً لما ورد بموقع (سودان تربيون) على  تشكيل مجلس سيادة مدني محدود العدد يمثِّل رمز السيادة ويعبِّر عن التنوع وتعدُّد السودان، وأن لا تكون له أي مهام تنفيذية أو تشريعية، وتشكيل مجلس وزراء من كفاءات وطنية، بعد حل مؤسسات الفترة الانتقالية التي أنشأت عقب انقلاب 25 أكتوبر، وإعادة تشكيلها وفقاً لاتفاق نهائي توقعه القوى السياسية المختلفة.

وأضاف: “موافقة الحرية والتغيير لحضور الاجتماع دليل على أن التحالف جاد في رؤيته التي تتطلَّب تهيئة المناخ لعملية سلمية بتحديد دقيق لأطرافها وطبيعتها لإنهاء انقلاب حكم الجيش عن السلطة”.

وأشار المصدر إلى عقد اجتماع للمكتب التنفيذي لقوى الحرية والتغيير يوم أمس  الثلاثاء، يُقدِّم فيه تقرير يوضِّح مدى قبول قوى الثورة والتغيير ولجان المقاومة لرؤية خارطة الطريق.

ولفت إلى أنه حال القبول بالرؤية من كل القوى سيتم تقديمها إلى الآلية الثلاثية والمكوِّن العسكري، والقائمة بأعمال السفارة الأمريكية والسفير السعودي بالخرطوم.

حواجز وعقبات

لكن القيادي بالمجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير التجاني مصطفى، عبَّر في تصريح لـ(الصيحة) عن خيبة أمله من المشاورات الجارية، وقال: إن هنالك جهات لم يسمها تسرق لسان الحرية والتغيير، وتتحدَّث أصالة عنه، وتضع الشروط وتخوض المشاورات مع المكوِّن العسكري، وأضاف: لم تعد الحرية والتغيير مسمى للأجسام الثورية فقط، والائتلاف الحاكم سابقاً، وإنما هنالك (فلول) من بقايا النظام السابق تطرح نفسها (حرية وتغيير) ويتم التعامل معها والاعتراف بها من قبل الجهات الرسمية،

وأوضح مصطفى بأن هنالك حواجز وعقبات ظهرت وأصبحت تعيق مسار الحوار، وأضاف: لا أتوقع بالشكل والوضع الحالي أن يفضي الحوار إلى نتائج، وزاد: قد ينتهي إلى طريق مسدود وفقاً لقراءة الواقع السياسي، لا سيما وأن هنالك اعتراضات وشروط ومعيقات.

إغلاق الباب

وكان الحزب الشيوعي قد أوصد – سابقاً-  الباب أمام المشاركة في الحوار، وجدَّد رفضه القاطع لأي تسوية سياسية تجريها الآلية الثلاثية.

وفي ذات الاتجاه ذهب تجمُّع المهنيين، حيث أعلن عن رفضه القاطع الدخول في الحوار الذي تسيِّره الآلية الثلاثية، وفي تصريح سابق لـ(الصيحة) قال الناطق الرسمي باسم التجمُّع د. وليد علي: إن تجمُّع المهنيين لايزال يتمسَّك بلاءات الشارع الأربع لا شراكة، لا تفاوض، لا مساومة  ولا شرعية .

وقال: رفضنا المشاورات مع الآلية الثلاثية، لأننا كنا نعلم منذ البيان الأول لفولكر، أن نهاية هذه المشاورات هي الجلوس قبالة المكوِّن العسكري في طاولة واحدة.

وقطع وليد بأن طريق تجمُّع المهنيين هو الإزالة الثورية الكاملة للانقلابيين وضد الحوار معهم، وتوقع بأن كل ما سوف يتمخَّض عنه الحوار يمثِّل تراجعاً للثورة، لأنه واحد من المواد المحاسبة، بينما الحوار يفضي إلى تسوية وبالتالي التغاضي عن المحاسبة والتفريط في حقوق الشهداء، والأخير مبدأ مرفوض، وزاد: لذلك مستحيل أن يجلس تجمُّع المهنيين في طاولة الحوار، والتجمُّع يعد العدة لمحاسبة كل من أجهض الثورة.

الخطوة الأولى

وقال رئيس اللجنة القانونية للمكتب السياسي بحزب الأمة آدم جريجير: إن صياغة الموقف النهائي لتحالف قوى الحرية والتغيير بشأن العملية السياسية يعتمد على الردود من لجان المقاومة والقوى الثورية على وثيقة “خارطة الطريق”.

وأكد في حديثه لـ(الصيحة) أن الوثيقة سوف تطرح على الشعب وبعدها يتم تسليمها للوساطة .

وأضاف جريجير: (لسنا رافضين للحوار ولكن..! الحزب ينتقد الشكل الذي انطلق به الحوار)، وزاد: هنالك متطلبات وشروط سبق وطرحت، ترهن الانطلاق بتهيئة المناخ السياسي .

وقال: ما حدث أن الآلية الثلاثية بدأت الحوار من الخطوة الثانية، وتركت الخطوة الأولى وهي رصف الطريق للانطلاق بالتهيئة .

وانتقد جريجير المشاركين في الحوار وقال: هم ذات الوجوه يحاور بعضهم البعض من الانقلاب ولا جديد .

وقال: في حال لم تلتزم الآلية الثلاثية بوجهة نظر القوى السياسية وتنفيذ الشروط وانطلق الحوار بمن حضر، عندئذٍ لن يصل الحوار إلى بوابة الخروج من الأزمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى