السر السيد يكتب : عوض الله أفندي

18 يونيو2022م

عوض الله أفندي واحد من أبطال الفنان جمال حسن سعيد، وفي نفس الوقت عنوان لمسرحيته “عوض الله أفندي” التي ألَّفها وأخرجها على خشبة المسرح القومي في العام 1992م.

جمال حسن سعيد، الممثل والمؤلف والمخرج قدَّم العديد من الأعمال في المسرح والتلفزيون، ففي المسرح قدَّم مسرحيات: “مدفع الدلاقين” من تأليفه وإخراج حسبو محمد عبد الله، ثم من إخراجه هو “أمانة ما وقع راجل” من تأليفه وإخراج عماد الدين إبراهيم، ثم من إخراجه هو “عوض الله أفندي” و”عرس أبو الدرداق” و”بيت النمل” من تأليفه وإخراجه.

أما في التلفزيون فقد ألَّف ومثَّل في سلسلات “كاريكاتير”و”شبابيك” و”بيوت” و”فوانيس” و”مطبات” ومن أسماء أبطاله “عوض الله أفندي” و”طيفور” و”باشري” و”بلة” و”علي بدرة” و”خلف الله” و”شعيرية”، تنهل أعمال جمال من معين الحياة الشعبية وقصص الحياة اليومية وتعيد تصويرها في غالب كوميدي يزاوج بين الملهاة والمأساة، فنظرة سريعة إلى عناوين أعماله وأسماء أبطاله تؤكد ذلك النزوع النقدي لواقع الحياة التي يعيشها هؤلاء الأبطال كما تشير إلى موقعهم الاجتماعي ونظرتهم للحياة.

ولعل من أكثر المواقع الاجتماعية التي عبَّرت عنها أعماله هو موقع “الموظف المسحوق”، كما في مسرحيات “عوض الله أفندي” و”مدفع الدلاقين” و”أمانة ما وقع راجل” و”حلقة الماهية” التي عرضها التلفزيون القومي، هذا الحس الشعبي وتلك المعالجة التي تأتي على طريقة السهل الممتنع تأخذ قوتها وجمالياتها من تخلقها من نزوع فلسفي وعمق تميِّز به جمال فأعماله رغم بساطتها الظاهرة إلا أنها تنطوي على أسئلة تتعلق بمعاناة الإنسان ومصيره وهو يكابد أسئلته اليومية المصيرية ذات الصلة بالسلطة بتمظهراتها كافة.

لا تكتمل هذه المقالة القصيرة والتي تأتي على سبيل الاحتفاء وليس الدراسة المعمَّقة إلا بالإشارة ولو عابراً إلى جمال الممثل فهو بقدراته العالية في الأداء التمثيلي استطاع أن يمنح الكثير من الشخصيات التي قام بتجسيدها وجوداً حيَّاً وجعلها تمشي بين الناس فشخصية “شعيرية” التي جسَّد فيها “حارس المرمى” ضعيف الأداء الذي لا يستطيع أن يحمي شبكته وهي تواجه الأهداف من كل صوب وحدب صارت مثلاً على طول السودان وعرضه لكل حراس المرمى الذين يشبهون شعيرية، فما من حارس مرمى ضعيف الأداء إلا وأطلق عليه رواد كرة القدم اسم شعيرية.

كما لا يفوتني هنا أن أذكر ببعض المقولات التي نحتها جمال الممثل وصارت مثلاً يتداوله الناس في حياتهم اليومية كمقولته (يا خلف الله عذبتنا) ولا تكتمل كذلك إلا بالإشارة إلى بعض أعمال الآخرين التي شارك فيها كمسرحية “في انتظار البترول” للكاتب محمد فتح الرحمن والمخرج محمد شريف علي والمسلسل الإذاعي “المدينة تحاصر عبد الله” للمؤلف سعد الدين إبراهيم والمخرج خطاب حسن أحمد وإلى أسماء بعض  الممثلين الذين منحهم حضوراً مميَّزاً مثل مختار بخيت ومحمد عبد الله موسى وإبراهيم كوميك وأبوبكر فيصل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى