محمد طلب يكتب: والله لو طلقوا البخور

أجمل الأمنيات لكل الأبناء والبنات من طلاب الشهادة السودانية ذات التاريخ العظيم بالنجاح والتوفيق في الامتحانات المنعقدة هذه الأيام…

ولابد هنا من الحديث عمّا يصاحب امتحانات الشهادة من قطع خدمة  الإنترنت فهو حقاً أمر عجيب وغريب ومريب وتترتّب عليه كثير من الحقوق المهضومة والخسائر المعلومة وغير المعلومة…

غير أنه يحمل كثيراً من الدلالات عن سوء الحال في البلد الطيب… ويوضِّح بشكل جلي أن (الغش) أصبح حالة ترافق (السوداني) من عمر مبكر إلى أن يصبح مسؤولاً كبيراً… والغش لا يعالج بالغش أيها الوزير الكبير… الثلاثون عاماً (الإنقاذية) كان لها دور كبير في تفشي الظواهر السالبة والامتحانات المكشوفة والمسرّبة والمهرّبة حوادث معروفة وكثيرة.. أما تدهور التعليم فهو أمر واضح للجميع ولا يختلف عليه طرفان إلا المكابر أو المكاجر…

نعود للتحدّث عن موضوع قطع الإنترنت فهو يحمل عدداً من المخالفات القانونية الخطيرة ولم تراعِ قواعد احترام مستهلك الخدمة وعدم وضع أدنى اعتبار له… وقطع الإنترنت عطّل كثيراً من الأعمال وكبّد الكثيرين خسائر فادحة والجهات التي أصدرت هذا القرار هي جهات قانونية تجاهلت تماماً ما تم هضمه من (حقوق) أساسية لمستخدمي الخدمة.

والموضوع في غاية البساطة كيف يسمح للطالب أصلاً بدخول الامتحان وهو يحمل هاتف؟؟؟

وهل مسألة المدارس الخاصة والمصالح الخاصة هي التي تجعل الوزارة تشك في التزامهم بالقواعد المعروف لذلك تقطع عليهم وعلى غيرهم… لا أدري!!!

أم أن نابل العام قد خالط حابل الخاص (والحكاية جاطت).. لا أدري!!!

هذا الحديث يذكرني بـ(جدي الفكي) وهو صاحب خلوة ويعالج (بالبخرات والمحاية) وفي ذات مرة أخبروه أن أحدهم (الممسوخ) ضبطه المراقب وهو يحمل (بخرات) في الامتحان فكان رده والله (الممسوخ دا ما في شيتاً غلبو) لكن (البخرات دي جاب ليها نار من وين في الامتحان) والله (الممسوخ حيرنا)..

فضحكنا ثم أوضحنا له ماهية (البخرات) المقصودة… ولا أدري لماذا سميت (البخرات) بهذا الاسم!!…. وهي عند الشيوخ واضحة لا نها تُحرق وتستنشق وتكون علاجاً لمس شيطاني أو غيره فهل (بخرات) الامتحانات ذات تأثير علاجي أيضاً لكوارث العملية التعليمية…

وإذا كانت الجهات المسؤولة عن المراقبة والكنترول عاجزة عن منع الموبايلات أو جمعها قبل الامتحان فلا أظنها تمانع من حرق (البخرات) وإطلاق بخورها لطرد الشياطين وربما جاء ذلك  السؤال (الجدلي العجيب) في أول أيام امتحانات الشهادة الثانوية في مادة التربية الإسلامية وهو (هل يمكن طرد الشيطان ببخور اللبان؟)، في فقرة الأسئلة الخاصة بالصواب والخطأ، والأغرب من هذا السؤال هو مكافأة وزير التربية والتعليم لأحد المعلمين الذي أفاد بإجابة (جيدة) عن سؤال جدلي يمكن أن تقابله إجابة وتحليل (جيد) أيضاً من الطرف الآخر، ومن المعلوم أن هذا الأمر موضوع خلاف بين أنصار السنة والصوفية ولا يوجد سبب يا (سيدنا الوزير) يجعلك تنتمي لطرف دون الآخر، وأن يكون الطالب والامتحان محل صراع فكري تؤيد فيه طرف دون الآخر بتكريمك للمعلم صاحب الإجابة والتحليل (الجيد) بل يفترض أن تكون في الوضع (المحايد)…

لم أجد علاقة بين (بخرات الشيوخ) وبين ما يُعرف عند الطلاب أيام الامتحانات بـ(البخرات) سوى أنها صغيرة الحجم وتطبّق بطريقة معينة أو أن كلتيهما قد تحتوي على طلاسم وطرق كتابة لا يعرفها سوى كاتبها نفسه..

وعلى العموم موضوع قطع الإنترنت لمدة ثلاث ساعات نعتقد أنه إجراء غير سليم البتة… و(البخرات) و(البخور) واللبان الضكر من القضايا القديمة الجديدة، وربما نسمع قريباً في ظل (التغيير) وقضايا (الجندرة) عن ظلم اللبان (الإنتاية)، أما العبد لله فاتركوه يغني مع سيد خليفة:

والله لو طلقوا البخور

من الصباح حتي السحور

والله لو فرشوا الزهور

ضووا حولي شموع ونور

أنا غيرك إنت محال أدور

وأنتم تعلمون جيداً (أنا داير شنو!!؟)

سلام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى