عبد الرحمن الريح.. محاولة للمراجعة والتأمل

 

 

(1)

لم يتوقف الناس كثيراً عنده، ولم يتأمل النقاد سيرته جيِّداً حيث نجد أن عبدالرحمن الريح، بدأ بأغانى ذات نمط جديد (أنا سهران يا ليل، خداري، جاني طيفه طايف)، بعد أن تحرَّى المواضيع البسيطة المباشرة والأحداث المختلفة منقولة إلى الناس والمشاعر المألوفة والمترجمة بنبرة الحقيبة وبالتالي القريبة من الحياة العادية بما يكفي لتجد صدى عند الجمهور الأقل تجاوباً مع التحوُّلات الفنية.

(2)

واتخذت الصيغة البسيطة وأدخل فيها الغناء الجميل خلسة كظاهرة باذخة مخصصة للمتذوقين، بل كتسلية ديموقراطية مبسَّطة، ولذا نجد أن كرومة عندما كان يغني في إحدى الحفلات طلبت منه الجماهير أن يغني ثلاث أغنيات، وكانت جميعها من كلمات وألحان عبد الرحمن الريح، فغناها لأن رغبة الجماهير هي الغالبة وقد تقبلتها بفرحة وسعادة الأغاني هي التي بدأ بها مشسواره الفني (خداري، أنا سهران ياليل) ، فالفن الجيد يصل بسرعة إلى القلوب.

(3)

وهذا أن دل على شيء إنما يدل على أن شاعرنا الكبير بدأ بداية طيبة قوية استطاع من خلالها أن يزرع رنة جديدة للجمال فى جسد الأغنية السودانية، فصال وجال مغامراً من أجل الجملة اللحنية والشكل اللحني والكلمة الهادفة وحافظ على روح الغناء السوداني وإيقاعاته مع لمس الحس الشعبي.

أكثر مراحل حياته الفنية نضجاً وتحكماً واستيعاباً لأدواتها الفنية التعبيرية التي استخدمها في مرحلته السابقة بتلقائية وفطرية.

(4)

ويقول عبدالرحمن الريح: (أنا أعتز جداً بهذه المرحلة ففيها كفاح وتعب وعرق)، بدأ في هذه المرحلة أنه يلتمس مفاتيحه الفنية الحقيقية وأخذ يدخل مساحة فنية جديدة بعد أن حقق لنفسه نجاحاً مميَّزاً على الساحة كشاعر وملحن مرغوب، وفي عام 1943م، دخل مجال العزف على العود محاولاً تحقيق مساحة جديدة من النجاح الفني بعد أن شعر أن المستقبل أصبح للآلة الموسيقية التي جذبت انتباه المستمعين الأذني نحو الإمكانيات المبهجة للآلة الموسيقية.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى